1014675
1014675
مرايا

من الممكن أن تختلف كفاءتها بحال تغيير مواعيدها - د. محمد الشهاوي: قبل الصوم لابد من استشارة الطبيب عند تناول الأدوية

24 مايو 2017
24 مايو 2017

حوار- سعاد السنانية -

رغم الفوائد الصحية للصوم، ولكن هناك بعض الحالات التي قد تتأثر من الامتناع عن الطعام أو الدواء لفترات طويلة، وهذا ينعكس سلبا على صحتها.

ولمعرفة هذه الحالات، التقينا بالدكتور محمد السيد الشهاوي الذي حدثنا عن فوائد الصوم الصحية وعن كيفية تناول المرضى أدويتهم في رمضان قائلا: الصوم يخلص الجسم من السموم، فأثناء الصيام يتم حرق تلك الدهون، خاصة عند الصيام لمدة أطول، فيساعد ذلك على التخلص من السموم من خلال الكبد والكلى وباقي أعضاء الجسم المسؤولة عن التخلص من السموم، والصيام يعمل على راحة الجهاز الهضمي أثناء الصيام، حيث يحظى الجهاز الهضمي بفترة من الراحة، فتستمر الوظائف الفسيولوجية الطبيعية وخاصة إفراز العصارات الهضمية، لكن مع معدل أقل، وتلك الممارسات تساعد على الحفاظ على توازن سوائل الجسم.

أيضا يفيد الصوم في أن هضم الطعام يحدث بمعدلات ثابتة، مما يعمل على إنتاج الطاقة بمعدلات تدريجية، والصيام يساعد على خفض مستويات السكر في الدم، حيث يعمل الصيام على زيادة تكسر الجلوكوز وإنتاج الطاقة للجسم، مما يعمل على خفض إنتاج الأنسولين، وهذا يساعد على راحة البنكرياس، كما يساعد على زيادة إنتاج الجليكوجين لتسهيل عملية تكسر الجلوكوز، وبهذا يساعد الصيام على خفض مستويات السكر في الدم كما يساعد الصيام على علاج الالتهابات.

وأضاف قائلا: بعض الدراسات قد أكدت أن الصيام يساعد على شفاء بعض الأمراض من الالتهابات والحساسية كالتهاب المفاصل والصدفية، حيث تكون الاستجابة الأولى للجسم أثناء الصيام هي تكسر الجلوكوز، مما يسهل تكسر الدهون وإنتاج الطاقة اللازمة للجسم، وخاصة الدهون المخزنة في العضلات.

والصيام مفيد لمرضى ارتفاع ضغط الدم، فهو أحد العلاجات الطبيعية لخفض مستويات ضغط الدم، حيث يساعد على خفض مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين، وفي أثناء الصيام يتم حرق الدهون وتكسير الجلوكوز وإنتاج الطاقة اللازمة للجسم، كما تنخفض معدلات التمثيل الغذائي، وتنخفض معدلات الهرمونات كالأدرينالين، مما يساعد على خفض مستويات ضغط الدم، أيضا الصيام يحفز خسارة الوزن بسرعة، حيث يعمل الصيام على منع تخزين الدهون في الجسم.

أما فوائد الصيام للقلب والجهاز الدوري فهو من أكثر الأجهزة استفادة من الصيام حيث يقلل العبء على القلب لكون 10 %من الدم يتوجه للجهاز الهضمي، ومع إراحته أثناء الصوم يقل العبء على القلب والجهاز الدوري بنسبة جيدة، كما أن الصيام يعمل كمنظف للشرايين والأوردة خاصة الصغيرة والتي تكون عرضة للانسداد بالكوليسترول والشحوم، كما أن الهدوء النفسي الذي يحدثه الشهر الكريم يقلل من إفراز كثير من الهرمونات المحفزة للقلق مثل هرمون الأدرينالين، والصيام يقوى جهاز المناعة ويقلل من أعراض الشيخوخة، حيث ان الجسم أثناء الصيام يتخلص من الخلايا الميتة ويقوم بتجديد الخلايا، كما ان الصيام يخلص الجسم من البولينا ويريح عمل الكلى مما يساعد على عملها بكفاءة.

تناول الصائم للدواء

يقول الدكتور محمد السيد: من يتناول جرعة واحدة يوميا من الدواء، فهذه تعتبر من أسهل الحالات، حيث تبقى هذه الجرعة ثابتة ولا يطرأ تغيير عليها، إلا أنه يجدر استشارة الطبيب بتغيير توقيت هذه الجرعة من ساعات النهار إلى ما بعد الإفطار، والتأكد من عدم وجود خطر على صحة المريض، حيث من الممكن أن تختلف فعالية هذه الأدوية وكفاءتها بحال تغيير مواعيدها.

أما بالنسبة من يتناول جرعتين أو أكثر يوميا، فبإمكان الأشخاص الذين يتناولون جرعتين من الأدوية يوميا أن يتناولوا الأولى على موعد وجبة الإفطار والثانية عند موعد وجبة السحور، وذلك بعد استشارة الطبيب. إلا ان الصعوبة تكمن لدى المرضى الذين يتناولون ثلاث جرعات من الأدوية يوميا، وعليهم اللجوء إلى الطبيب لطلب الاستشارة.

ووفقا لهذه التوصيات إليكم بعض أهم الحالات الصحية وكيف يتم التعامل معها أثناء الصيام:

- مرضى ضغط الدم المرتفع: عليهم قبل اتخاذ قرار الصيام استشارة الطبيب، علما أنه ينصح من يعاني من ضغط الدم المرتفع الخارج عن السيطرة بالصيام، وفي حال إصابتهم بأمراض ومشاكل صحية أخرى مثل السكري وأمراض القلب، فبإمكان المصابين بضغط الدم الصيام في حال السيطرة على ضغط الدم لديهم، وبالطبع يتم تعديل مواعيد الأدوية خلال ساعات الصيام وبشهر رمضان الفضيل.

- المرضى الذين يتناولون المضادات الحيوية: يختلف موضوع إعادة الترتيب الزمني لها تبعا إلى عدد الجرعات المتناولة أثناء النهار، فهناك نوع من الأدوية يكون جرعة واحدة وبالإمكان تناولها عند الإفطار أو السحور، أما أدوية الجرعتين، فبعد استشارة الطبيب من الممكن ان تكون الجرعة الأولى عند الإفطار والثانية عند وجبة السحور، ولكن إذا كانت 3 جرعات أو أكثر، ففي هذه الحالة قد يقوم الطبيب بإيجاد دواء بديل ليتم تناوله على جرعة أو جرعتين.

-المصابون بمرض الصرع: قد يكون بالإمكان بعد استشارة الطبيب أن يتم تناول الأدوية الخاصة بمرض الصرع على جرعة واحدة نظرا لمفعولها الطويل، أما لمن يتناول جرعتين من الدواء فقد يتم تغيير موعدهما إلى ما بعد وجبة الإفطار والسحور، وفي حال الإصابة بنوبة صرع أثناء ساعات الصيام، يجب كسر الصيام والإفطار فورا، بالإضافة إلى ضرورة استشارة الطبيب.

- مرضى السكري: يعتمد صيام مرضى السكري على حالتهم الصحية وعلى مستوى السكر في الدم لديهم، وتنقسم الحالات نحو التالي: من يتعاطى جرعة واحدة من الأنسولين بإمكانه تعديل موعدها إلى ما بعد الإفطار، ومن يتعاطى جرعتين من الأنسولين من المحتمل أن يسمح الطبيب بتعديل موعد هذه الجرعات على ان تكون الأولى قبل الإفطار والثانية قبل وجبة السحور، أما من يتناول دواء الميتفورمين بإمكانه الصيام بعد استشارة الطبيب وتحديد موعد الجرعات .

- مرضى القلب: بإمكان المصابين بالذبحة الصدرية والذين استقرت حالتهم الصحية الصيام، مع مراعاة تناول الأدوية بانتظام، في حين لا يسمح للمصابين بالجلطة القلبية حديثا أو بفشل القلب الحاد الصيام للحفاظ على سلامتهم وصحتهم، ويجب استشارة الطبيب في موضوع الأدوية والجرعات المتناولة في شهر رمضان لمرضى القلب، والتأكد من تناولها في موعدها الجديد وعدم تخطيها.

وأخيرا نذكركم أنه من الصعب الصيام في حال كان المريض يتعاطى أدويته من خلال جرعات زمنية متقاربة، مثل الأدوية المنظمة لدقات القلب والمضادات الحيوية، إلا في حال وجود بديل تقريبا، وذلك بعد استشارة الطبيب لإرشادكم لهذه الأدوية ذات مفعول طويل يصل إلى 24 ساعة على موعد الجرعات الجديد خلال الشهر الفضيل، وتذكروا قول الله تعالى: «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».