1020871
1020871
العرب والعالم

ترامب لم يتطرق إلى «حل الدولتين» ويدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تقديم «تنازلات»

23 مايو 2017
23 مايو 2017

خلال زيارته للضفة الغربية وإسرائيل -

عباس: حرية واستقلال الفلسطينيين مفتاح السلام والاستقرار -

القدس - عمان - نظير فالح - (وكالات):-

1020809

دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس في القدس الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تقديم تنازلات من أجل السلام واتخاذ «القرارات الصعبة» التي يترتب عليها الأمر.

وقال ترامب في خطاب ألقاه في متحف إسرائيل بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومسؤولين آخرين في الحكومة الإسرائيلية «صنع السلام لن يكون سهلا».

وبحسب ترامب، فإن «الجانبين سيواجهان قرارات صعبة. ولكن مع التصميم والتنازلات والاعتقاد بأن السلام ممكن، يستطيع الإسرائيليون والفلسطينيون التوصل إلى اتفاق».

وتعهد ترامب مرة أخرى بأنه «ملتزم شخصيا» بمساعدة الجانبين على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ قرابة 70 عامًا.

ولكنه لم يقدم أي تفاصيل حول خططه لتقديم محادثات السلام، أو كيف سينجح حيث فشل الرؤساء الأمريكيون الذين سبقوه.

ولم يأت ترامب في زيارته القصيرة التي استمرت لأقل من 30 ساعة، على ذكر حل الدولتين الذي يبقى المرجع الأساسي للأسرة الدولية لحل الصراع.

وجاء خطاب ترامب بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس صباح أمس في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وحول هذا، قال ترامب: «اجتمعت هذا الصباح مع الرئيس عباس وبإمكاني أن أقول لكم أن الفلسطينيين مستعدون للوصول إلى السلام».

وتابع: «اعلم أنكم سمعتم هذا من قبل. ولكن أقول لكم- هذا ما أقوم به- انهم مستعدون للوصول إلى السلام. وفي لقائي مع صديقي العزيز بنيامين (نتانياهو)- أستطيع أن أقول لكم انه أيضا (يريد) الوصول إلى السلام». وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأمريكية حول هذا الموضوع في أبريل 2014. وتضمن الخطاب أيضا بعض المقاطع التي دافع فيها ترامب بشدة عن إسرائيل وتعهد بحماية الدولة العبرية من أعدائها، بما في ذلك إيران، التي أكد أنها لن تقوم أبدا بحيازة سلاح نووي. وتعهد ترامب أيضا بأن إدارته ستقف دائما بجانب إسرائيل، ما دفع بنتانياهو إلى الوقوف ليصفق له.

وقبل الخطاب، زار ترامب وزوجته ميلانيا النصب التذكاري لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية في القدس (ياد فاشيم)، ووضع إكليلا من الزهور قبل أن يلقي كلمة مقتضبة.

وكانت إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحطة الثانية في الجولة الأولى التي يقوم بها ترامب، بعد أن زار السعودية ليومين ودعا فيها قادة العالمين العربي والإسلامي إلى مواجهة الإرهاب.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كرر مرة أخرى تمسكه بحل الدولتين كسبيل وحيد لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وقال في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع ترامب في بيت لحم «نؤكد لكم مرة أخرى على موقفنا باعتماد حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وأمان وحسن الجوار».

وأكد الرئيس الفلسطيني أن «مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، كما اعترفنا بها، الأمر الذي يقوض تحقيق حل الدولتين».

وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس: إن نيل الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله «مفتاح السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم».

وعبّر محمود عباس، عن أمنياته بأن يكون ترامب «هو الرئيس الذي حقق السلام»، مؤكدًا أن «الصراع ليس بين الأديان، وأن احترام الأديان والرسل جزء أصيل من معتقداتنا».

ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنبًا إلى جنب بسلام، المرجع الأساسي للأسرة الدولية لحل الصراع.

وبحلول عام 2017، يمر خمسون عامًا على احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وبدء الاستيطان فيها.

وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بنقل السفارة من مدينة تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة «كعاصمة موحدة لدولة إسرائيل».

ويبدو أن ترامب تراجع عن موقفه بعد تحذيره من عواقبها احتمال إشعالها اضطرابات. ويفترض به اتخاذ قرار في هذا الشأن بحلول الأول من يونيو المقبل.

وتعد الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي ترامب الرئاسة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.

وتأتي زيارة ترامب على خلفية توتر متواصل منذ أشهر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية تتخللها مواجهات وعمليات طعن وقتل ارتفعت حصيلتها أمس الأول إلى 266 قتيلا فلسطينيا. كما قتل 41 إسرائيليا وأمريكيان واردنيان وإريتري وسوداني وبريطاني، بحسب تعداد أعدته فرانس برس.

في المقابل، أبدت فصائل فلسطينية معارضة عدم ترحيبها بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب امس إلى بيت لحم في الضفة الغربية.

وقال القيادي في حركة «حماس» الإسلامية إسماعيل رضوان، خلال اعتصام في غزة، إن الحركة ترفض زيارة ترامب إلى الأراضي الفلسطينية ولا ترحب به. وأضاف رضوان: إن «أي اتفاقات ستتوصل لها السلطة الفلسطينية مع الرئيس الأمريكي غير ملزمة للشعب الفلسطيني ولا فصائله أو مقاومته».

وجدد رفض حماس وصف ترامب لها خلال زيارته السعودية بأنها تمارس الإرهاب، وقال إن «الإرهاب الحقيقي في المنطقة هو الاحتلال الإسرائيلي»، محذرًا من «استهداف قوى المقاومة في المنطقة والتطبيع مع الاحتلال والعودة لصيغ المفاوضات العبثية». من جهته حذر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي من «مفترق تاريخي خطير لاستهداف المقاومة الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية».

كما اتهم القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمود خلف الولايات المتحدة الأمريكية بأنها «مصدر حماية الإرهاب العالمي»، محذرًا من «أن التحالف الذي تريده واشنطن يقوم على الطائفية وإثارة النعرات الدينية والصراعات في المنطقة».