كلمة عمان

فلسفة التعليم تعزز التنمية البشرية المستدامة

23 مايو 2017
23 مايو 2017

على مدى العقود والسنوات الماضية، ومنذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – حظي التعليم بوجه خاص ، والتنمية البشرية بوجه عام ، باهتمام كبير ومتواصل من جانب جلالة القائد المفدى ، ليس فقط من منطلق أن التعليم هو البوابة الأساسية لبناء وإعداد وتأهيل المواطن العماني ، ليكون شريكا أساسيا ومؤثرا أيضا في صياغة وتنفيذ برامج التنمية الوطنية في كل المجالات، ولكن أيضا من منطلق أن التنمية والبناء على الصعيد الداخلي تعتمد بالضرورة على الأيدي والعقول العمانية ، التي منحها جلالته الفرصة كاملة لتقوم بدورها المنشود، في كل المجالات وعلى مختلف المستويات .

ومع الوضع في الاعتبار التطور الكبير ، بل الطفرة الملموسة على صعيد التعليم في السلطنة، خلال العقود الماضية ، والحرص العميق على التفاعل مع مختلف التطورات في هذا المجال، الذي يتسم بالتأثر بالكثير من العوامل ، محليا ودوليا ، فانه بات من المهم والضروري بلورة رؤية، وفلسفة متكاملة للتعليم في السلطنة، تنطلق مما تحقق بالفعل على الأرض خلال السنوات الماضية ، وهو كثير وتسعى في الوقت ذاته إلى استيعاب متطلبات التنمية الوطنية في مراحلها القادمة ، والحرص على إعداد أبنائنا وبناتنا وفق أفضل الأسس والأساليب المعتمدة في الدول المتقدمة ، مع الحفاظ في الوقت ذاته على القيم والتقاليد العمانية الأصيلة ، والتي طالما ميزت الشخصية العمانية ، ومكنتها من التفاعل الإيجابي مع محيطها ، محليا وإقليميا ودوليا، وبشكل حقق ويحقق لها الاحترام والتقدير على كافة المستويات .

وفي هذا الإطار ، واستمرارا لجهود عديدة وكبيرة من جانب العديد من المؤسسات العمانية ، تفضل المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أعزه الله – باعتماد فلسفة التعليم في السلطنة ، وهو ما بشر به معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني رئيس مجلس التعليم ، خلال انعقاد المجلس أمس الأول .

وفي ظل الحقيقة المتمثلة في أن فلسفة التعليم تعني ببساطة الفلسفة التي يتم على أساسها، وفي إطارها بناء المواطن العماني ، عبر مراحل التعليم المختلفة ، وبما يمكنه من بناء حياته ، وشق طريقه كعنصر فاعل وإيجابي في المجتمع ، وإدراك التفاعل والتكامل بين المصلحة الذاتية ومصلحة المجتمع والوطن في الوقت ذاته ، فإن فلسفة التعليم في السلطنة تحتوي بالضرورة ، مصادر رئيسية ومبادئ وأهدافا عامة للتعليم في السلطنة ، لتكون مرجعا لبناء السياسات التعليمية ، وموجها نحو التطوير المستمر للتعليم في جميع مراحله وأنواعه ، وبما يحقق في النهاية تعليم وإعداد وبناء الأجيال العمانية، لتقوم بدورها الوطني المنشود والمنتظر منها ، سواء في الحفاظ على مكتسبات التنمية التي تحققت في كل المجالات ، أو بالإضافة إليها وتطويرها لتكون عمان دوما منارة للعلم وللسلام والبناء والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية ، وعلى النحو الذي يريده جلالة القائد المفدى لها ولأبنائه في جميع المجالات وعلى كافة المستويات، وهو ما يعزز في النهاية التنمية البشرية المستدامة في الحاضر والمستقبل .