tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :مستشفيات خاصة للقلب؟

22 مايو 2017
22 مايو 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

أصبحت أمراض القلب والشرايين منتشرة بنسب عالية بين الناس، وخاصة لدى بلوغ العقد الرابع من العمر، ويلاحظ الضغط الكبير على مركز القلب في المستشفى السلطاني، وكذلك قسم القلب في مستشفى الجامعة، ومع وجود العناية الجيدة في هذين المستشفيين، فإن الإقبال زاد عليهما من المقيمين، وكذلك من الأشقاء في دول التعاون الخليجي، ناهيك عن إقبال المواطنين. وهذا الضغط الكبير أثر على المواعيد، فمريض القلب يراجع الطبيب بعد ستة أشهر أو أكثر، وهي فترة طويلة جدًا، قد لا تستدعي الذهاب إلى طوارئ القلب، لكن تحدث مستجدات مع المريض حول الأدوية والعلاجات وآثارها أو غيرها من المستجدات التي يكون ضروريًا جدًا فيها أخذ رأي طبيب القلب، مثل التعرض لعملية جراحية أو علاجات أخرى لمرض ما مستجد. وهنا يدخل مريض القلب في دوامة، إما أن يؤجل كل ذلك إلى حين الموعد البعيد مع طبيب القلب، أو اللجوء إلى طبيب قلب يطمئن إليه في مستشفى خاص. ومع رحلة البحث في الموجود، لا يكاد يحصل على استشاري قلب إلا ما ندر، وفي مستشفى أو اثنين، قد يستعينان باستشاريي القلب للمستشفى السلطاني، وعليه يجب الانتظار بسبب ضغط المواعيد الشديد، ويرافق ذلك أسعار كشف مرتفعة.

للأسف معظم المستشفيات والمراكز الخاصة لديها فقط أخصائي قلب، قد يكون معروفًا بمهارته، والأغلب لا، فالماهر له ثمنه. فلا نزال في القطاع الصحي الخاص نفتقد الاستثمار في أمراض القلب والشرايين، فلا يوجد لدينا مراكز قلب خاصة متكاملة، فيها استشاريون جيدون، وتقدم خدمات ترقى إلى خدمات أقسام القلب في السلطاني أو مستشفى الجامعة.

ومع النصائح التي تقدمها وزارة الصحة لتقليل الإصابة بأمراض القلب والشرايين، إلا أن الواقع يشير إلى زيادة هذه الفئة، فقد اصبح هذا المرض مرافقا لطبيعة الحياة التي يعيشها الناس في هذا العصر.

فهناك اختلال كبير في طبيعة الغذاء ونوعيته، واختلال في العادات الصحية بسبب المعيشة في المدن الكبيرة، واختلال في الحركة والنشاط بسبب الساعات الطويلة التي يقضيها الإنسان في المكتب أو أمام التلفاز أو في البيوت.

إنَّ توجه وزارة الصحة للبحث عن مستثمرين في قطاع أمراض القلب والشرايين، مع تقديم الاستشارة والدعم والحوافز لهم لتقديم خدمة ممتازة لأمر مهم جدًا، ويشكل مكسبًا كبيرًا للقطاع الصحي في البلد، ولن تعدم الوزارة ذلك، فهناك عدد جيد جدًا من استشاريي القلب العمانيين الذين يستطيعون الانطلاق في هذا الجانب بدعم الوزارة ورعايتها، والحوافز التي تقدمها. وهذا الاستثمار سيكون سببًا إضافيًا لاستقطاب المرضى الخليجيين والعرب وغيرهم، ومصدرًا لتوليد الدخول بسبب سمعة السلطنة الطيبة في أمراض القلب والشرايين، وسيخفف الضغط على أقسام القلب في المستشفيات الحكومية.