1018605
1018605
العرب والعالم

الجيش السوري يستعيد مدينة حمص لأول مرة منذ بداية الحرب

21 مايو 2017
21 مايو 2017

14قتيلا في هجوم على حركة (أحرار الشام) في إدلب -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات-

غادرت آخر الحافلات التي تقل مقاتلي المعارضة وأسرهم حي الوعر المحاصر في مدينة حمص السورية أمس الأحد لتكمل بذلك اتفاقا يعيد السيطرة على المدينة بأكملها للقوات الحكومية لأول مرة منذ بداية الحرب.

وغادر مئات المقاتلين أمس الأول وأمس في إطار المرحلة الأخيرة من إجلاء مقاتلي المعارضة من حي الوعر الذي تحاصره القوات الحكومية منذ وقت طويل وهو آخر حي كانت تسيطر عليه المعارضة في حمص. وقال ضابط روسي للتلفزيون السوري إن القوات الحكومية بدأت السيطرة على مناطق مهمة بالحي بدعم من الشرطة العسكرية الروسية.

وقال محافظ حمص طلال البرازي للصحفيين إن حي الوعر سيصبح في الساعات المقبلة «خاليا من السلاح والمسلحين». وأضاف أن أكثر من 700 من مقاتلي المعارضة سيغادرون بنهاية المرحلة الأخيرة (أمس) إلى جانب ألف آخرين على الأقل بينهم أفراد عائلاتهم. وأشار إلى أن العدد الإجمالي للراحلين عن الوعر على عدة مراحل منذ بدء تنفيذ الاتفاق في مارس يزيد على 14 ألفا.

ومن بين هؤلاء نحو 3700 مقاتل من المعارضة سمح لهم بالمغادرة محملين بالأسلحة الخفيفة. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لمقاتلي معارضة يهيمون على وجوههم ويضعون حقائب وأكياسا في حافلات ويحملون بنادق كلاشنيكوف فيما وقف مسلحون موالون للحكومة يتابعون الإجراءات. وقال البرازي إن نحو 1150مقاتلا من المعارضة قرروا البقاء في الحي وتسليم سلاحهم بموجب اتفاق عفو.

فيما أكد من جهة أخرى محافظ دمشق بشر الصبان أن المرحلة الثالثة من اتفاق التسوية في حي برزة انتهت بخروج 2672 شخصا بينهم 1076 مسلحا أقلهم عدد من الحافلات تجمعت في المنطقة لنقل الدفعة الثالثة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين للتسوية باتجاه إدلب، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق التسوية القاضي بإنهاء المظاهر المسلحة في الحي. وكان جرى يوم 12 مايو الجاري، إتمام المرحلة الثانية من اتفاق المصالحة في برزة وحي تشرين عبر خروج 1246 شخصاً بينهم 718 مسلحاً منهما.

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت يوم الاثنين الماضي، عن إنجاز جميع بنود الاتفاق الذي توصلت إليه مع فصائل المعارضة المسلحة لإخراج المسلحين من منطقة القابون على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق. وقال الصبان في بيان: «منطقة القابون أصبحت خالية تماما من المجموعات المسلحة بعد إنجاز المرحلة الثانية والأخيرة من اتفاق التسوية».

ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن هجوما أسفر عن مقتل 14مسلحا سوريا على الأقل في مقر لحركة أحرار الشام الإسلامية القوية.

وأضاف ان تفجيرين أحدهما على الأقل نفذه انتحاري استهدفا المقر في قرية شرقي سراقب في محافظة إدلب ، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

ونشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي لجثث مضرجة بالدماء ودراجة نارية متفحمة أمام مبنى صغير في القرية. ولم يتسن التحقق من صحة الصور.

وأفاد مصدر عسكري أن وحدة من الجيش نفذت رمايات نارية على تحركات مجموعات لتنظيم «داعش” وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد في قريتي قليب الثور وأبو حنايا” شرق مدينة سلمية بريف حماة الشرقي. كما قضت وحدات من الجيش على عدد من عناصر «داعش” بعد توجيه ضربات مكثفة على مقراتهم في قرية المشيرفة الجنوبية ومحمية التليلة وعلى اتجاه آراك بالريف الشرقي لمدينة حمص. ودمرت وحدات من الجيش في عملية نوعية دشمة لتنظيم «داعش» على طريق المالحة ومناطق المقابر والمكبات ومعامل البلوك ومحيط المطار وغرب تلة الصنوف وفي حيي العمال والمطار القديم في مدينة دير الزور.

وسيطر الجيش السوري والقوات الحليفة على حاجز منطقة الزرقة التي تبعد حوالي 27 كيلو مترا عن قاعدة التنف العسكرية آخر نقطة تصل البادية السورية بالعراق، وأعلنت مواقع معارضة خسارة الفصائل المسلحة للحاجز بعد هجوم شنته القوات السورية أسفر عن مقتل العشرات من عناصر فصيل جيش مغاوير الثورة، وشن الجيش السوري الهجوم على منطقة الزرقة الأقرب الى منطقة التنف مستهدفا حاجز الزرقة وسط عاصفة غبارية شديدة استغلتها القوات السورية لمباغتة التنظيمات المتواجدة في المنطقة لتندلع اشتباكات عنيفة أدت لانسحاب المتواجدة في المنطقة. من ناحية أخرى ، أكد مصدر في المعارضة السورية لموقع أر تي(RT) في جنيف، أن الهيئة العليا للمفاوضات تقف أمام مفترق خطير بعد الخلافات التي ظهرت للعلن في اليومين الأخيرين من جولة المحادثات السادسة في جنيف. وبين المصدر أن الخطر الرئيسي يكمن أساسا في تعليق 8 فصائل من الجيش الحر مشاركتهم في اجتماعات وفد الهيئة العليا مع المبعوث الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا، والعودة عن هذا القرار بعد ضغوط دولية ومن داخل الوفد للقبول بتمرير اليوم الأخير المتبقي من المحادثات والتفرغ لحل المشاكل بعد نهاية الجولة. وقال إن الهيئة أمام انفجار داخلي ولعدة أسباب، أهمها عدم قبول «الداخل الثوري» للمعارضة بآلية عمل الهيئة وخاصة لاتخاذها قرارات فردية من دون الرجوع إلى مكونات الثورة أو التشاور معها، وأضاف المصدر أن أصواتا داخل الهيئة طالبت بتغيير بعض الشخصيات والفصائل غير الفاعلة والتي لم يعد وجود لها على الأرض، وزيادة حصة «الجبهة الجنوبية» من التمثيل، بالإضافة إلى ملء مقاعد من قاطعوا اجتماعات الهيئة، مثل أحمد الجربا ومعاذ الخطيب ولؤي حسين بشخصيات أخرى أكثر حضورا وفعالية، واعتبر المتحدث نفسه أن التحدي الأكبر أمام الهيئة في المرحلة الحالية هو وضع آلية تناوبية لرئاسة الهيئة. وقبيل ختام جولة المحادثات السادسة في 19 مايو الجاري، أكدت مصادر مختلفة أن الاجتماع الأخير للهيئة العليا مع سفراء مجموعة من الدول الداعمة لسوريا كان قاسيا جدا، المصدر المعارض أكد أن السفيرين البريطاني والفرنسي اللذين حضرا الاجتماع كانا الأكثر قسوة على أعضاء الهيئة، وحذروها من عواقب تصرفاتها تجاه مسار محادثات جنيف وكذلك تجاه الوفد التفاوضي.

يشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات طلبت عقد اجتماع موسع وعاجل في 29 مايو الجاري، حيث أكد المصدر المعارض أن طرح إعادة عقد مؤتمر عام وإجراء انتخابات جديدة من بين الأعضاء الذين لا يتبعون لمحاصصة أو لولاءات معينة مسألة واردة أيضا. وفي سياق متصل، أوضح المصدر نفسه أن التحضيرات تتواصل لعقد اجتماع للأعضاء المستقلين في الهيئة العليا للمفاوضات، وهم مجموعة من 52 عضوا شكلت نصف تعداد من حضروا مؤتمر الرياض.

هذا ومن المقرر عقد هذا الاجتماع قبل نهاية مايو الجاري، والهدف منه تحديد موقفهم من الهيئة العليا والائتلاف السوري المعارض، خصوصا أن الائتلاف غير راض عن تصرفات الهيئة العليا وينتظر عقد اجتماعات داخلية للائتلاف لتحديد موقفه منها. تجدر الإشارة إلى أن تغيير قيادة الائتلاف واستلام المعارض رياض سيف منصب الرئاسة من شأنه أن يتوجه نحو استبدال أعضائه في الهيئة العليا بأعضاء جدد تتناسب سياستهم مع القيادة الجديدة. ورأى المصدر أن الهيئة العليا في ورطة حقيقية ويأمل من هذا التحرك الحالي أن يصحح المسار العام للمعارضة.