كلمة عمان

مستوى جديد من العلاقات الخليجية والعربية الأمريكية

21 مايو 2017
21 مايو 2017

لعل ما يتفق عليه الجميع، ليس فقط بين أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوجه خاص، وأبناء الدول العربية والإسلامية بوجه عام، هو أن اجتماعات قمم ولقاءات الرياض، التي جرت أمس الأول وأمس، والتي اتسمت بحفاوة سعودية وخليجية وعربية واضحة، وود ملموس بين كل قادة الدول، وممثليهم في القمم الثلاث، واللقاءات الجانبية المتعددة التي عقدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع عدد من القادة، وممثليهم المشاركين في قمم الرياض، وضعت العلاقات الخليجية والعربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية، على أرضية مختلفة، وفي مستوى جديد أيضًا، من القدرة على العمل والتفهم المتبادل والثقة على أعلى المستويات، وهو ما اهتز كثيرًا في الواقع خلال الإدارة الأمريكية السابقة في ظل الرئيس السابق أوباما.

ومع الوضع في الاعتبار ما تم التوقيع عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين المملكة العربية السعودية الشقيقة والولايات المتحدة، التي تغطي العديد من المجالات، الدفاعية والتنموية والنفطية وغيرها، وما أعلنه الرئيس ترامب أيضا من التزام واضح بأمن الدول العربية في الخليج، وبالعمل على حل القضية الفلسطينية، واتباع أسلوب جديد في التعامل مع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لتكون برعاية مباشرة من جانب الإدارة الأمريكية، وعلى صعيد مكافحة الإرهاب أيضًا، فإنه يمكن القول إن العلاقات الأمريكية مع الدول العربية تمر بمرحلة لم تشهدها من قبل، زخمًا وأملًا وقدرةً على تحقيق الكثير من الخطوات المفيدة لكلا الجانبين، خاصة إذا أمكن توظيف العلاقات العميقة بين واشنطن وتل أبيب من أجل دفع إسرائيل للتجاوب المناسب مع الرغبة العربية والأمريكية في تفعيل الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، في إطار الدولتين. وفي هذا الإطار فإن ما أشار إليه معالي رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني في حواره المنشور أمس مع صحيفة عمان ينطوي على الكثير من المعاني والدلالات، خاصة فيما أشار إليه بالنسبة لمواقف السلطنة ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وقول معاليه: «نحن ننتمي إلى المدرسة العمانية ونفخر أن نكون جزءًا منها»، فقد تعلمنا من القيادة العمانية الصبر والهدوء والتروي في اتخاذ القرارات وأصبحنا جزءًا من تلك المدرسة السياسية العمانية في كيفية التصرف بحنكة ومعرفة لتخطي الصعاب وتحملها، وفي الخروج من كل القضايا والأزمات.

وبينما يقوم الرئيس الأمريكي بزيارة لإسرائيل وللأراضي الفلسطينية المحتلة -ضمن جولته- فإن محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ستكون على جانب كبير من الأهمية والتأثير على فرص وإمكانيات إعادة تحريك المفاوضات، على النحو الذي يدفع ترامب نحوه، والذي يقتضي بالضرورة اتخاذ قرارات صعبة من جانب كل الأطراف، وفقًا لما أشار إليه مسؤولون أمريكيون. وإذا كان نتانياهو قد عرقل من قبل مساعي وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري، التي استمرت لشهور عدة خلال عام 2015، فإنه من المأمول أن تكون قدرته على عرقلة محاولات الرئيس الأمريكي أقل وأضعف، حتى يمكن أن تقترب لقضية الفلسطينية من الحل المنشود، والذي سيفتح الباب بالضرورة أمام مزيد من الاستقرار والأمن واجتثاث الإرهاب والتطرف في المنطقة.