1017549
1017549
العرب والعالم

روحاني يفوز بولاية ثانية بعد حصوله على 57 % من إجمالي الأصوات

20 مايو 2017
20 مايو 2017

1017597

يقود سياسة انفتاح بلاده على العالم وإصلاح اقتصادها  -

طهران - عمان - سجاد أميري (أ ف ب):

فاز الرئيس الإيراني حسن روحاني بولاية ثانية أمس متقدما بفارق كبير على نظيره المتشدد إبراهيم رئيسي، بحسب نتائج رسمية، ما سيتيح له مواصلة سياسة انفتاح بلاده على العالم وإصلاح اقتصادها المتعثر.

وتعليقا على النتيجة، كتب روحاني على موقع «تويتر» «سأبقى وفيا لالتزاماتي تجاهكم،» مضيفا أن «الفائز الحقيقي» في الانتخابات «هو الشعب الإيراني العظيم».

إلا أن جهود إيران الساعية إلى الانفتاح على العالم تواجه تحديا في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان هدد بإلغاء الاتفاق النووي وخص السعودية بأول زيارة له الى الخارج.

وقال وزیر الداخلیة الإيراني «عبد الرضا رحماني فضلي» إنه وفقاً للنتائج النهائیة فقد حصل روحاني على 23 ملیوناً و549 ألفا و616 صوتاً، أي ما نسبته 57 % من إجمالي الأصوات، فیما حصل المنافس الأقرب ابراهیم رئیسي على 15 ملیوناً و786 ألفاً و449 صوتاً، أي مانسبته 38% من مجموع الأصوات، ومصطفى میرسلیم على 478 ألفاً و215 صوتاً، فیما حصل مصطفى هاشمي طبا على 215 ألفاً و450 صوتا .

وبلغ عدد المشاركین في هذه الانتخابات 41 ملیوناً و220 ألفاً و131 ناخباً من مجموع 56 مليوناً يحق لهم التصويت، أي أن نسبة المشاركة تجاوزت الـ 70%.

وقوبل فوز روحاني بالتهنئة من منافسيه، حيث هنأ المرشح مصطفى ميرسليم الرئيس المنتخب متمنياً على روحاني أن «يعزز ثقة الشعب الإيراني بالنظام ويقوي الانسجام، من خلال إدارة صحيحة وحكومة نظيفة اليد».

ومن شأن فوز روحاني بفترة جديدة حماية الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران في ظل رئاسته مع القوى العالمية في 2015 وقضى برفع معظم العقوبات على إيران مقابل موافقتها على خفض تخصيب اليورانيوم وتقليص أعداد أجهزة الطرد المركزي في منشآتها النووية ووقف العمل في مفاعل «أراك» لانتاج الماء الثقيل.

وتدفق الإيرانيون على صناديق الاقتراع وبلغت نسبة المشاركة 73 بالمائة.

واضطر منظمو الانتخابات الجمعة إلى تمديد التصويت لساعات عدة، وخصوصا أن الزيادة السكانية الكثيفة أدت الى إضافة 20 مليون اسم الى لوائح الناخبين خلال العقدين الأخيرين.

وقال فريد دهديلاني، مستشار منظمة الخصخصة الإيرانية التي نشطت في حملة روحاني، «شعرنا منذ ليلة أمس بأننا نتجه نحو فوز ساحق، وتحقق ذلك».

وأضاف «أكد شعبنا ثقته بالرئيس روحاني ودعمه للانفتاح على العالم».

وكان رئيسي (56 عاما) قدم نفسه على أنه مدافع عن الفقراء ودعا إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددا حيال الغرب.

ولكن خطابه الثوري وجهوده للحصول على أصوات الناخبين من الطبقة العاملة على وقع وعود بزيادة المنح المالية لم تنجح في جذب الأصوات.

وفي هذا السياق، قال علي فايز المحلل في الشأن الإيراني من مجموعة الأزمات الدولية إن «التصويت لصالح روحاني، تحديدا في المناطق الريفية، يظهر أن الإيرانيين لم يعودوا يؤمنون بالشعبوية الاقتصادية والتغيير الجذري».

وأضاف لوكالة فرانس برس «لديهم النضج الكافي ليفهموا أن الحل لمآزق بلدهم يكون عبر إدارة الاقتصاد بكفاءة والاعتدال في العلاقات الدولية».ورغم ارتباطه العميق بالمؤسسة الأمنية في ايران منذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية عام 1979، فإن روحاني برز كرافع للواء الإصلاحيين بعدما قمعت حركتهم عقب الاحتجاجات الكبيرة التي اندلعت عام 2009.

وأكد لأنصاره «دخلنا هذه الانتخابات لنقول لأولئك الذين يمارسون العنف والتطرف إن حقبتكم قد انتهت،» في إشارة إلى الأجهزة القضائية والأمنية التي يهيمن عليها المحافظون.ورأى الباحث في الشؤون الدولية فؤاد ازادي من جامعة طهران ان روحاني سيتمكن الآن من رفع سقف الحريات، ويشمل ذلك رفع الإقامة الجبرية عن قادة المعارضة على خلفية دورهم في تظاهرات عام 2009.

وأوضح ازادي أن «بضع سنوات مرت (على الاحتجاجات) والبلاد تظهر مستوى مرتفعا من الاستقرار ما يعطي المنظومة ثقة تعني إفساح مزيد من المجال أمام التغيير».

ويبقى الاقتصاد التحدي الأول أمام الرئيس.

وأوضح دهديلاني أن «روحاني سيتابع أجندته الاقتصادية بشكل أكثر قوة، عبر الاستثمار في المصانع والإنتاج وجذب رؤوس الأموال الأجنبية».

وأضاف «أعتقد أنه سيجعل الحكومة أكثر شبابا».ورغم نجاح روحاني في خفض نسبة التضخم من نحو 40 بالمائة عند تسلمه الرئاسة لأول مرة عام 2013، لا تزال الأسعار ترتفع بنسبة تسعة بالمائة كل عام.

وشهدت مبيعات النفط تحسنا منذ تطبيق الاتفاق النووي في يناير العام الماضي، ولكن النمو في باقي قطاعات الاقتصاد بقي محدودا فيما بلغت نسبة البطالة 12,5 بالمائة و30 بالمائة تقريبا في أوساط الشباب.

ومع ذلك، حصد روحاني ثمار التحسن الذي طرأ على قطاع الصحة خلال عهده ودعمه للمزارعين فكسب أصوات غالبية الناخبين في المناطق الريفية.

وعلق ازادي «ليس جميع من صوتوا لروحاني اعتبروا أن سجله ممتاز، ولكن الغالبية رأت أن منافسه سيكون أسوأ».