1017105
1017105
الرياضية

ظفار بطل متوج .. والشباب بطل من غير لقب!

20 مايو 2017
20 مايو 2017

وضعت بطولة دوري المحترفين لكرة القدم آخر نقطة في سجل نسختها الرابعة بعد أن كشفت عن أسرارها في الجولة الأخيرة الحاسمة التي كانت بمثابة ماراثون كروي مثير تزاحمت خلاله الطموحات وكثرت التحديات وتعالت أصوات الأمنيات كل فريق يبحث عن غايته في الليلة الأخيرة.

جاءت النسخة الرابعة لتؤكد أن بطولة المحترفين تمضي بخطوات ثابتة وواثقة لتفرض نفسها وتصبح واقعا يحدث التغيير في الكرة العمانية ويحدث الكثير من الحراك وسط الأندية والجماهير.

برهن دوري المحترفين على نجاحه وقدرته على تجاوز المطبات والعقبات ليصل إلى غاياته ويقود لنقلة كروية تمنح دفعة قوية للمضي قدما ومنافسة أكبر الدوريات في المنطقة وإفراز لاعبين قادرين على تحمل المسؤوليات والدفاع عن السلطنة في المحافل الدولية في تشكيلات المنتخبات الوطنية والمنتخب الأول بصفة خاصة.

استحقت البطولة أن ينطبق عليها عبارة (الإثارة مستمرة حتى الدقيقة الأخيرة) بعد ما حققته من نجاح ظاهر في النسخة الثالثة وما شهدته من منافسة قوية ومثيرة واستمرار السباق على اللقب وتحديد غالبية المراكز حتى الدقائق الأخيرة.

مرت البطولة في نسختها المنقضية بالكثير من المراحل المهمة التي ساهمت في أن تبلور قصة نجاح سيكون لها تأثيرات إيجابية على مستقبل المنافسة إذا ما نجح اتحاد الكرة مع الأندية في توفير المزيد من الدعم الفني والإداري المطلوب.

كانت قمة الإثارة تتمثل في أن الفرص ظلت موجودة وكذلك الاحتمالات والتوقعات حتى اليوم الأخير من الدوري ورغم ظهور المؤشرات إلا أن الفرص كانت متساوية وكذلك الحظوظ فيما يتعلق بالتتويج والفريق الذي سيكون طرفا ثانيا في مباراة الملحق لتحديد الصاعد والهابط.

لم تأت الإثارة من فراغ بل كانت نتاج تميز واضح وندية بارزة في جميع الجولات الماضية والتي جاءت مليئة بالطموحات والرغبات والأحلام تؤكد الحرص على النتائج الإيجابية وتثبيت الأقدام في السباق مع اقتراب المنافسة لخط النهاية وفي انتظار آخر رمية تماس في ملعبها.

ظهرت الحقائق الفنية الخاصة بالسباق وقوة التنافس مجردة تبين عن الكثير من العوامل وعناصر التفوق والأفضلية التي كانت سببا مباشرا في رسم بياني للفرق في جدول الترتيب ليتحدد مقدار حصاد كل منها وهو أمر ربما لا يشكل قناعات وموافقة عند البعض وسط تباين الأسباب والمسببات التي كانت من الممكن أن تطبق مبدأ (كان بالإمكان أفضل مما كان) والمشهد دل على أن هناك أكثر من فريق يجتمعون تحت مظلة هذا المبدأ وفي حساباتهم بعض الأرقام الناقصة.

استحق فريق ظفار التتويج بجدارة ونجح في تجاوز عقبة الشباب الفريق الطموح في واحدة من أجمل وأقوى مباريات الدوري وجاءت تعبّر عن استحقاق الفريقين للمنافسة على اللقب بعد أن قدما مستويات فنية قوية في نسخة هذا الموسم وأي منهما كان يستحق أن يكون بطلا نظير ما قدمه من عطاء وجهد وأظهره من إصرار وحماس وطموح.

جاءت ليلة نهائي البطولة عامرة بالمشاهد والصور والحكايات والقصص التي تؤكد ما تحظى به المنافسة الكروية الأولى في السلطنة من اهتمام وحرص كبيرين من اتحاد الكرة ممثلا في لجنة المسابقات والرابطة ومجالس إدارة الأندية ومجالس الجماهير.

حفلت الدقائق الأخيرة في الدوري بتفاصيل متنوعة من الإثارة والندية والمشاعر المتباينة بين فرح وحزن وشعور بالرضا وإحساس بالتفريط في نجاح كان فـــــي متناول اليد وأقرب للفريق من غيره ووسط هذا التباين انتهت حكاية الدوري بقبول الجميع لحكم المستديرة من خلال معايشة الأفراح أو تضميد الجراح والبدء في الاستعداد لموســــــم كـــروي قادم يمكن أن تتحقق فيه الطموحات التي تأجلت أو ضاعت لبعض الأسباب.

داخــــل الملعب الشـــباب بطــــل غير متــوج -

رجح الشباب كفته في مباراة النهائي التي كانت فرصة ظفار فيها فرصتين الفوز أو التعادل فيما ليس أمام الشباب إلا الفوز وهذا ما اجتهد وعمل من أجله وكان قريبا من تحقيقه لولا الأخطاء الفنية التي وقع فيها الفريق خلال الشوط الثاني وجعلته يخسر تقدمه بالهدف الجميل الذي سجله مع صافرة نهاية الشوط الأول.

قدم الشباب شوطا أول جميلا وأظهر قدرات فنية جيدة منحته الأفضلية وأن يتقدم في المباراة ويتوج نفسه لمدة 45 دقيقة ليعود بعد ذلك ظفار وينشط بقوة ويستفيد من تراجع ضيفه الذي كان يحاول الدفاع عن هدف وحيد في ظل الإرهاق الذي كان واضحا على اللاعبين وخصم كثيرا من تحركاتهم في الشوط الثاني وأدى لحدوث فراغات في وسط الملعب والدفاع استغلها ظفار بخبرة جيدة وضغط بقوة على مرمى الشباب ليكسب ضربة جزاء في توقيت صعب جاء منها الهدف الذي أراح الأعصاب وأعاد الهدوء للاعبي ظفار ليواصلوا التقدم والضغط ويسجلوا الهدف الثاني الذي كان أشبه برصاصة الرحمة على طموحات الشباب. لم يستسلم الشباب وأظهر روحا قتالية رائعة وهو يدافع عن حلمه وسعى بقوة عن طريق بعض لاعبيه البارزين لتغير الصورة ونجح لحد ما عبر تسجيله هدف التعادل إلا أن الزمن لم يسعفه لمواصلة رحلة الكفاح وترجيح كفته بفوز يمنحه البطولة.

استحق الشباب التحية مثلما استحقها ظفار وإن كان الأخير توج بطلا فإن الشباب يعتبر البطل غير المتوج ويجب أن يجد ما قدمه وحققه الامتنان والتقدير من الجميع.

مــــراد يحقق «المراد» بالتفــــوق على سلطان -

كان شوط المدربين يمثل الدقائق الحاسمة في تحديد من يفوز باللقب والعيون تراقب وتطارد مدرب الشباب المتفوق في الشوط الأول سالم سلطان ومدرب ظفار المتأخر المغربي مولاي حسن مراد وتنتظر ما سيقدم عليه كل مدرب في الشوط الثاني الصعب.

سارت المباراة وكان بإمكان الشباب أن يضاعف هدفه ويسجل هدفا ثانيا كان يمكن أن يحول مسار المباراة ويزيد من الضغوط على ظفار إلا أن المستديرة لم تطاوع لاعب الشباب لتخرج تسديدته بعيدة عن الخشبات الثلاث.

بعد تلك الفرصة الضائعة انتبه مدرب ظفار إلى ضرورة تغيير وضعية فريقه وضخ دماء جديدة بالاعتماد على سلاح الهجوم السريع فجاءت تغييراته مناسبة ومنحت الإضافة الفنية وبرهنت على حسن قراءته للملعب.

إزاء الضغط المتواصل الذي كان فريق ظفار يمارسه على مرمى الشباب ووجود مساحات في الوسط والدفاع لم يتحرك مدرب الشباب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وأبقى على بعض العناصر التي نال منها التعب والإرهاق ليستفيد ظفار من النشاط الذي حصل عليه بالتغييرات التي تمت ويتفوق ويسجل هدفين في أقل من خمسة دقائق.

دفع الشباب فاتورة عدم قدرته في تسيير المباراة بالطريقة التي تترجم تفوقه الفني والاستفادة من قدرات بعض لاعبيه الذين كانوا الأفضل في المباراة وتسرب الفوز بين يديه بفضل الروح القتالية للاعبي ظفار في الدقائق الأخيرة.

كسب المدرب المغربي مراد المنافسة الثنائية بينه والمدرب الوطني سالم سلطان وكسب إشادة وتقدير إدارة وجماهير ظفار فيما خرج سلطان من الملعب وتطارده الكثير من علامات اســتفهام في عيون جمهور الشباب.

المــدرجات مــلاحم جــميلة تتقاســم فــرح الـ90 دقـيقــة -

امتلأت المدرجات في المجمع الرياضي بصلالة بين اللونين الأحمر والبرتقالي وصدحت الأصوات بالتشجيع القوي ومحاولات حث اللاعبين على القتال وتقديم الأفضل خلال المباراة الحاسمة والفاصلة كل جمهور يحلم بمعانقة اللقب.

لم تمنع المسافة البعيدة جماهير الشباب من التوجه إلى ظفار جماعات وفرادى ليقدموا مشهد تلاحم رائعا في مدرجاتهم وهم يحجزون الكثير من المقاعد ويشكلون لوحة تشجيعية جميلة مع جمهور ظفار.

ابتسمت المستديرة لجماهير الشباب في الشوط الأول ومنحتهم حق الفرح وتوزيع الابتسامات التي وصل مداها بركاء معقل فريق الشباب في انتظار أن تمضي الأمور على ما هي عليه حتى النهاية لتكون رحلة العودة على سرج الفرج وبطاقة اللقب وهو ما كان سينسي الجميع الإرهاق والتعب.

قدم جمهور الشباب واحدة من صور التشجيع الجميلة في هذا الموسم وسجل نفسه في قائمة الجمهور الأفضل مساندة ودعما لفريقه وجاءت لوحة الختام في المجمع الرياضي بصلالة تعبيرا عن حدوث حراك جماهيري استثنائي في هذا الموسم.

رفضت المستديرة أن تمنح الفرح كله لجمهور الشباب وكان لجمهور ظفار نصيب في الشوط الثاني وهو الفرح الذي استمر وشكل الفرحة الكبيرة عندما توج الفريق الأحمر بالقب وخلال الـ45 دقيقة الأخيرة برزت جماهير ظفار وحولت وسيطرت على المدرجات وجعلت اللون الأحمر هو سيد الموقف والمكان.

تبادل التهاني بين علي وحمزة قمة الروح الرياضية -

مع نهاية صافرة المباراة تعانق الرجلان رئيس الشباب حمزة البلوشي ورئيس ظفار على الرواس في مشهد ينم عن روح رياضية سمحة وقبول بالقسمة والنصيب في لعبة كرة القدم رغم صعوبة الأمر على رئيس الشباب وضياع حلم الموسم إلا أنه تماسك وتقبل النتيجة بصدر رحب وبدأ مبتسما هو يهنئ زميله رئيس نادي ظفار.

الرجلان اجتهدا في هذا الموسم ونجحا في تأهيل فريقيهما ليصلا إلى هذه المرحلة ويكونان الأفضل في الدوري وكلاهما كان يستحق أن يكون بطلا.

نجح رئيس نادي الشباب حمزة البلوشي في جمع الصفوف وإيجاد أكبر التفاف حول النادي يشهده الشباب منذ سنوات طويلة وهو ما ساهم بشكل كبير في أن يظهر الفريق في هذا الموسم بصورة مختلفة ويتحول من فريق ينافس على البقاء بدوري الأضواء لمارد قوي يبحث عن الألقاب بقوة.

حققت إدارة البلوشي مدعومة برجالات الشباب صورة جديدة للنادي مثالية ورائعة وأحدثت حراكا مهما في تاريخ النادي الحديث تستحق التأمل والدعم لتستمر وأن لا يكون النجاح الذي تحقق حالة عابرة لا يكون له تأثير إيجابي في الموسم القادم. تغلب رئيس الشباب وإدارته على الكثير من الصعاب ووضع ناديه في القمة وهو الأمر الذي يجب المحافظة عليه وأن لا يتنازل الشباب عنه أبدا.

قدم رئيس ظفار جهدا كبيرا وكتب منذ بداية الموسم عناوين تبحث عن التفوق من خلال التعاقدات والدعم الكبير الذي قدمه لناديه ليصنع أرضية نجاح مثالية ويصبر على بعض الإخفاقات التي أبعدت الفريق عن الصدارة متسلحا بالثقة والإيمان في قدرات الفريق وهو ما قاده في النهاية ليجني ثمار ما زرع ويعيش فرحة لا توصف وهو يلوح باللقب.

تنظــــــيم رائــــع وتتـــــويج (5) نجـــــوم -

نجح اتحاد الكرة عبر لجنة المسابقات ورابطة المحترفين في تنظيم حفل جميل في ليلة ختام الدوري وجاء التتويج في مراسم بصورة طيبة تدل على حرص اللجنة المنظمة على إخراج الحدث بالصورة التي تتناسب وقيمة البطولة الكروية التي تم إطلاقها مؤخرا لتشكل نواة لتطور الكرة العمانية.

قامت رابطة دوري المحترفين بجهد كبير في تنظيم المباراة لتمثل عنوانا جميلا لبطولة يمكنها الازدهار وبلوغ الغايات بالمزيد من الاهتمام والعمل عبر التجويد ومعالجات السلبيات والأخطاء.

سيكون النجاح الذي تحقق في تنظيم اليوم الأخير حافزا للاتحاد عبر لجانه المختصة للعمل بشهية مفتوحة لإعداد برنامج أفضل للموسم القادم يحافظ على استمرار تصاعد المستويات الفنية في المنافسة ويضمن الإثارة والندية التي تجذب الجماهير وتعيد الحياة للمدرجات بعد أن عاشت في سبات طويل.

سيكون أمام اتحاد الكرة في أول موسم يشرف على برمجته وتفصيله تحديات كبيرة ليؤسس لانطلاقة قوية لدوري المحترفين ويصل إلى منظومة كروية محترفة تدعم خططه الرامية للنهوض بالكرة العمانية.

للأطــــــفال نصيب من الفرحة -

مشاهد كثيرة تلك التي شهدها المجمع الرياضي بصلالة بالنسبة للحضور الجماهيري في مقدمتها وجود كمٍ هائلٍ من جماهير الشباب بصورة غير مسبوقة وهو ما دل على نجاح حالة الاستنفار التي قام بها مجلس جماهير النادي.

رغم المسافة البعيدة لم يمنع ذلك بعض صغار مشجعي الشباب من السفر إلى صلالة والوجود خلف فريقها في مواجهة البحث عن اللقب وفي المقابل أتاحت الإقامة قرب الملعب الفرصة لأعداد كبيرة من أطفال ظفار ليوجدوا في الملعب بشعار ناديهم وشجعوا بحرارة ليعيشوا فرحة كبيرة وستطل ضمن ذاكرتهم في مسيرة دعمهم لناديهم.

احتفل عدد من أطفال ظفار باللقب وتقاسموا الفرحة مع اللاعبين ومجلس الإدارة مؤكدين أن مستقبل النادي في أمان من خلال وجودهم خلف الفريق ليواصل مسيرة النجاحات ويضيف المزيد من الإنجازات في المستقبل القريب.

الشلهوب واستعادة الذكريات الكويتية -

حملت جماهير ظفار نجم فريقها الدولي سعيد الرزيقي المقلب بـ(الشلهوب) على الأعناق وهتفت له كثيرا عقب نهاية المباراة بعد أن نجح في أن يدخل التاريخ ويسجل هدفين في المباراة منحا ظفار اللقب في واحدة من المباريات الصعبة.

غاب الشلهوب كثيرا في الفترة الماضية ولم يحقق الظهور المتوقع له بعد نجاحه مع المنتخب الوطني الأول في بطولة كأس الخليج الماضية وتسجيله في مرمى شباك الكويت في تلك المباراة التي انتهت بخماسية للأحمر.

سجل الشلهوب ثنائية منحته الإشادة وجعلته على لسان كل جماهير ظفار وفتحت أمامه الطريق ليعود من جديد ويؤكد أن اللاعب المهاجم القناص لا يزال موجودا في الكرة العمانية بعد غياب الأسماء البارزة في مقدمتها الدولي عماد الحوسني.

أمام المهاجم سعيد الفرصة واسعة ليعود من جديد ويثبت بأنه قادر على الاستمرار في تسجيل الأهداف التاريخية.