«وادي النخر» بالحمراء .. أخدود عميق في قلب الجبال الشاهقة

وجهة سياحية لهواة تسلق الجبال والمشي الجبلي -

العمانية: يُعد «وادي النخر» الواقع في الجهة الغربية من ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية من الأماكن السياحية الرائعة والجميلة والذي استمد تسميته من الكلمة المحلية (النخر) التي تعني عملية نحت الصخور «التآكل» حيث إن مياه هذا الوادي شكلت خلال الحقب الزمنية الغابرة تكوينات لطبقات الجبال يستطيع الزائر مشاهدتها عن قرب.

ويعتبر وادي النخر شريانًا حيويًا وأحد أهم أودية ولاية الحمراء كونه يؤثر بشكل مباشر على مخزون المياه الجوفية إذ يغذي سد «وادي غول» الذي يعد أحد أهم السدود المائية في محافظة الداخلية والذي يخدم عددًا من ولايات المحافظة أهمها ولاية الحمراء، وجارتها ولاية بهلا إضافة الى عدد من القرى الشرقية التابعة لولاية نزوى فضلا عن كونه المغذي الرئيسي لفلج الحمراء الذي ينحدر من قمم «جبل شمس».

و«وادي النخر» هو أحد أعمق الأودية في السلطنة نظرًا لخصائصه وتكويناته الجغرافية حيث تعتبر الهُوة أو الفالق العظيم الواقع في أعالي جبل شمس بمثابة أهم مصادر تجميع المياه نظرًا لأن فتحته الكبيرة تصب فيها الأودية والشعاب التي تشكل وادي النخر.

يقول المواطن بدر بن سيف العبري أحد سكان الوادي: قضيت طفولتي في هذا المكان الرائع حيث يسكن في قرية “النخر” سابقًا عدد كبير من المواطنين أما اليوم فهي شبه مهجورة بسبب انتقال الأهالي الى المخططات السكنية الحديثة التي تتوفر فيها معظم الخدمات، مشيرًا الى أن الوادي يضم في مدخله قرية «الحاجر» وهي قرية زراعية تعكس حرص الإنسان العماني منذ القدم على التمسك بأرضه زراعتها خاصة زراعة النخيل.

وأضاف لوكالة الأنباء العمانية: قرية «النخر» تبعد حوالي 5 كيلومترات عن قرية «الحاجر» حيث الطريق يخترق الوادي ويتأثر بجريان الأودية .. وتتميز كلتا القريتين الواقعتين في قلب الوادي بطبيعتهما الساحرة وبساتينهما الخضراء وحاراتهما القديمة وأوديتهما المنسابة من جبل شمس .. ومن هذه الأودية «وادي السيدران» الذي يقع في قرية «النخر» ويبعد عن مركز القرية حوالي كيلومترين اثنين.

وينفرد الوادي بالخضرة الدائمة وجمال الطبيعة والجو الهادئ المنعش والهواء البارد في وقت الصيف وتتوافر به المياه على مدار العام... كما تتشكل في الوادي بحيرات مائية صافية وعذبة يحيط بها عدد من الأشجار المتنوعة بالإضافة إلى وجود الجبال الشاهقة من حوله مما يجعل منه أحد أهم مقومات الجذب السياحي المهمة في الولاية سواء للسياح القادمين من داخل الولاية أومن خارجها.

وتنهمر في وادي النخر أعداد كبيرة من الشلالات وقت هطول الأمطار في مشهد آسر ومهيب من أشهرها وأكبرها شلال «وادي الساب» الذي ينحدر من قمة جبل شمس ويصب في الوادي بجنب قرية «ساب بني خميس».

وتزخر الحياة الفطرية لهذا الوادي الذي يمتد لحوالي 7 كيلومترات بوجود العديد من أشجار «السدر» و«السمر» إلا أن أشجار الميس تزين الوادي على ضفتيه وتضفي عليه جمالًا أخاذًا طوال العام كما يكثر في الوادي زراعة النخيل والليمون والمانجو.

و«وادي النخر» من أكثر أودية السلطنة إدهاشًا وجمالًا كونه أخدودًا عميقًا جدًا في قلب الصخر ويتكون من عدة أفرع أهمها وادي مصيرة ووادي الساب ووادي بن رمان، ووادي سيدران، ووادي الخبية، ووادي بيمة، كما يعد الوادي وجهة سياحية لهواة تسلق الجبال والمشي الجبلي إذ يرتبط بممشى جبلي من مدخله وحتى «بلدة لخطيم» في أعالي جبل شمس ويقوم الكثير من محبي هذه الرياضة بهذه الأنشطة سنويًا بالتنسيق مع وزارة السياحة.