1017255
1017255
الرئيسية

مذكرات تفاهم لإنشاء مشاريع استثمارية مشتركة بين السلطنة وبيلاروسيا

20 مايو 2017
20 مايو 2017

وفد رجال الأعمال بغرفة شمال الباطنة يختتم زيارته التجارية -

مينسك: عبدالله بن محمد المعمري -

اختتم أمس وفد رجال الأعمال بفرع الغرفة بشمال الباطنة زيارتهم التجارية إلى العاصمة البيلاروسية “مينسك” والتي استمرت خمسة أيام، شهدت الزيارة سلسلة من اللقاءات المباشرة والحوارية مع رجال الأعمال البيلاروس إلى جانب الزيارات الميدانية لعدد من الشركات والمصانع والمناطق الصناعية ذات الاستثمار المشترك، لتحقق الزيارة أهدافها المنشودة وسط إشادة من رجال الأعمال المشاركين، وخرجت الزيارة بتوقيع مذكرات تفاهم بين عدد من رجال الأعمال من وفد الغرفة بشمال الباطنة وبين رجال الأعمال البيلاروس تعنى بفتح مشاريع استثمارية مشتركة بين البلدين.

وقد زار الوفد التجاري لفرع الغرفة بشمال الباطنة عددا من المصانع في المنطقة الحرة البيلاروسية، حيث شملت الزيارة لقاء عدد من المسؤولين في تلك المصانع، مع أخذ فكرة عامة عن الصناعات القائمة في المنطقة الحرة البيلاروسية، إلى جانب أخذ جولة في داخل المصانع، والتعرف على خطوط الإنتاج والمنتجات المصنعة فيها، وكذلك معرفة التكلفة الإنتاجية وما يصاحبها من عمليات استيراد وتصدير لتلك المنتجات. حيث تعرف الوفد على آلية الاستثمار في تلك المنطقة الحرة وماهي الشروط والضوابط الاستثمارية والشراكة بين المستثمر ورجل الأعمال المحلي.

كما زار الوفد كذلك المنطقة الصينية البيلاروسية المشتركة والتي تقع على بعد 50 كيلومترا من العاصمة مينسك ، حيث تم شرح كافة الجوانب المتعلقة بهذه المنطقة التي تعتبر حديثة من حيث الاستثمار وتمثل أكبر المناطق الصناعية المشتركة، حيث تم تخصيص مساحة إجمالية تقدر بحوالي (91.5) كيلومتر مربع لهذه المنطقة الصناعية الصينية البيلاروسية، تم حتى الآن تهيئة وإشغال (8.5) كيلومتر مربع من هذه المساحة، حيث تركز المنطقة في الوقت الحالي على خمسة مجالات صناعية وهي التقنية والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والكيمياء الدقيقة والعقاقير الطبية والتقنيات العضوية والتي تقام بشراكة صينية بيلاروسية. كما استمع الوفد كذلك إلى خطوط النقل المرتبطة بهذه المنطقة والتي تعتمد على النقل البري عبر الطرق والقطارات وعلى النقل الجوي بالطائرات وخطوط الشحن الجوي. كما تم خلال الزيارة طرح العديد من الأسئلة التي توضح جملة من الجوانب المتعلقة بتخليص الإجراءات والتكلفة الاستثمارية وأسعار بيع أو تأجير تلك المساحات لإقامة المشاريع التجارية أو الصناعية في هذه المنطقة.

كما قام الوفد الزائر كذلك بعمل جولة سياحية بين ربوع العاصمة مينسك لزيارة عدد من المناطق السياحية والتراثية والتاريخية فيها، شملت الجولة السياحية عددا من المزارات التاريخية والاستماع إلى شرح عنها ، هذا إلى جانب جولات مماثلة لمواقع تتميز بطابعها البيئي الجميل الذي تكسوه الخضرة في هذا الموسم من السنة، وكذلك زيارة مواقع ذات بعد تراثي من حيث الصناعات التقليدية وغيرها.

هذا وقد أكد رجال الأعمال بفرع الغرفة بشمال الباطنة على الاستفادة من هذه الزيارة لبيلاروسيا بكل ما تحمله من فوائد تجارية ومهنية وحتى معرفية بالنسبة لهم، لاعتبارها الزيارة التجارية الأولى لهم واللقاء برجال الأعمال البيلاروس، حيث يؤكد المهندس حافظ بن ناصر الربيعي رئيس الوفد على أن الزيارة كانت موفقة تم من خلالها التعرف على العاصمة مينسك وما تحتويه من أنشطة صناعية وتجارية بالإضافة إلى المدينة الصناعية البلاروسية الصينية والفرص الاستثمارية المتاحة ويضيف: وقد تعرفنا على الثقافة والتاريخ البلاروسي من خلال الجولة السياحية التي قام بها الوفد في اليوم الأخير من الزيارة، وبشكل عام زيارة الوفد لبيلاروسيا كانت مهمة من أجل توطيد العلاقات وتنميتها بين غرفة التجارة والصناعة البيلاروسية وغرفة تجارة وصناعة عمان كما تعرف أعضاء الوفد على بعض الشركات العاملة في مجالاتهم وتعتبر هذه الزيارة الأولى لوفد من محافظة شمال الباطنة لمدينة مينسك.

فيما يقول مراد بن أحمد بن محمد المعمري أحد رجال الأعمال المشاركين في هذه الزيارة التجارية : لقد ركزنا في هذه الزيارة على مقومات الاقتصاد في بلاروسيا، وما تتميز به من صناعات وتبادل تجاري مع العالم الآخر، والاطلاع على الأنظمة والقوانين التي تنظم التجارة والصناعة في البلد، ومن ثم التركيز على الفرص التجارية المشتركة من خلال دراسة ما يمكن تبادله من تجارة وفرص استثمارية بين البلدين، فدائما لا بد من التركيز على فرص معينة والتي يمكن من خلالها تنفيذ تعاون واستثمارات مشتركة.

ويضيف: في مثل هذه الزيارات تتعدد الاستفادة وتتنوع المعرفة، والاطلاع على ثقافات الشعوب وأسلوب الحياة المختلفة يزيد من إدراك الإنسان ويثري معرفته بصفة عامة، وهناك المكسب العملي والمهني في مجال التجارة والصناعة، فالإطلاع على تجارب الآخرين بحد ذاته ينمي الخبرة العملية، كذلك يمكن من خلال هذه اللقاءات الوقوف على فرص تجارية واعدة بين البلدين، ولم يكن بالإمكان معرفتها والتوصل إليها دون هذه اللقاءات المباشرة والحوارات المتبادلة، وهذا ما تم فعلا التوصل إليه من خلال إبرام شراكة بين مجموعة من رجال أعمال البلدين، وقد تم توقيع مذكرة تفاهم وتعيين مكتب استشارات قانوني لمباشرة تأسيس هذه الشراكة وبناء على ما نصت عليه مذكرة التفاهم من بنود ومجالات الاستثمار المحددة في المذكرة، وهذه نتيجة طيبة لما لمسناه من دعم وتشجيع وتعاون من القنوات الرسمية التي تمثل البلدين.

ويشاركه الرأي عائض بن مبارك البريكي ويقول: هذه الزيارة لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا كرجال أعمال وتحديدا في الاستفادة من الخبرة والتجربة البلاروسية في الجانبين التجاري والصناعي، وفتح قنوات تواصل مباشرة بيننا كرجال أعمال من السلطنة وبين رجال أعمال من بيلاروسيا، وبالتالي فإنه ومن خلال هذه اللقاءات والزيارات الميدانية لعدد من المواقع الصناعية فإن الاستفادة تحققت لنا بما يسهم في تطوير العلاقات التجارية من ناحية وبما يعزز من فرص تطويرها مستقبلا بين الجانبين، فبالوقوف على المشاريع الكبرى الاستثمارية هنا فإن الصورة أصبحت واضحة لنا عن آلية وكيفية الاستثمار وحتى النظرة الاستثمارية التي ينظر لها رجال الأعمال البيلاروس وتطلعاتهم في القطاع التجاري بشكل عام، الأمر الذي يعزز من دورنا في الاستفادة من تجربتهم.

ويرى حمد بن راشد القطيطي أن هذه الزيارة أكسبته معرفة كبيرة عن الاقتصاد البيلاروسي وأهم القطاعات الاقتصادية فيها والتي منها الصناعة والزراعة والسياحة والتجارة، ويضيف: ركزت الزيارة على اللقاء المشترك ما بين رجال الأعمال العمانيين والبيلاروسيين حيث استقبلنا بمقر الغرفة في منسك عاصمة بيلاروسيا واستمعنا إلى شرح مفصل عن الحركة التجارية في البلد وأهم القطاعات الاقتصادية النشطة من حيث التصنيع والإنتاج والتصدير، فالاستفادة كانت إيجابية وناجحة من حيث الاطلاع على تجارب رجال الأعمال في بيلاروسيا والنجاحات التي حققوها، مع إمكانية فتح قنوات تواصل من أجل تشجيع الاستثمار بين البلدين.

ويقول رائد بن محمد الربيعي: الزيارة إلى جمهورية بيلاروسيا كانت فرصة للتواصل مع أصحاب الأعمال والتعرف على منتجات هذا البلد الجميل ودراسة فرص التعاون المشترك، فمن خلال هذه الزيارة الحمد لله التقينا بمجموعة من أصحاب الأعمال في مجال الاستيراد والتصدير ممن كانت لهم الرغبة في بناء شراكات و تسويق منتجاتهم في الشرق الأوسط. وكجزء من برنامج الوفد قمنا بزيارة مجموعة من المناطق الصناعية والمصانع وتعرفنا على التقنيات وتبادلنا الخبرات مع الجانب البيلاروسي، كما وقمنا بالاتفاق مع إحدى الشركات في مجال الاستيراد والتصدير لدراسة جدوى استيراد بعض المنتجات البيلاروسية وتصدير أحد المنتجات العمانية. تشكل المسافة وعدم توفر الطرق اللوجستية ذات التكاليف المنخفضة أحد أكبر التحديات لنجاح التبادل التجاري مع جمهورية بيلاروسيا، وانطباعنا عن بيلاروسيا أنه بلد جميل جدا وسياحي والشعب البلاروسي شعب لطيف وخلوق.