العرب والعالم

رئيسا المفوضية والمجلس الأوروبيين يستقبلان أردوغان نهاية الأسبوع

19 مايو 2017
19 مايو 2017

أنقرة: صدور مذكرات توقيف بحق مسؤولين في صحيفة معارضة -

بروكسل - أنقرة - (أ ف ب): يلتقي رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بروكسل الخميس القادم على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، وفقا لما أعلنت المفوضية عقب أشهر من العلاقات المتوترة بين أنقرة وأوروبا.

وأفاد المتحدث باسم المفوضية مرغاريتيس شيناس أمس أن يونكر وتوسك «سيعقدان اجتماعا ثنائيا مع الرئيس أردوغان».

وسيعقد المسؤولان في الاتحاد الأوروبي كذلك اجتماعا منفصلا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس قبل أن يستقبل يونكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وتأثرت العلاقات سلبا بين الاتحاد الذي يضم 28 دولة وأنقرة في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان في يوليو، قبل أن تزداد سوءا خلال الحملة التي سبقت الاستفتاء الذي جرى في 16 أبريل على توسيع صلاحيات الرئيس التركي.

وفي مطلع الشهر الحالي، قال أردوغان لبروكسل إن لا «خيار» لديها إلا أن تفتح «فصولا» جديدة في المحادثات بشأن انضمام تركيا إلى التكتل التي بدأت في 2005 وواجهت عراقيل عديدة منذ فترة طويلة.

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو حينها أن تركيا لا تسعى لأن تصبح خصما للاتحاد الأوروبي، إلا أنه اشتكى من نهج التكتل حيال بلاده.

و قال إن 16 فصلا فقط تمت مناقشتها من أصل 35 منذ بدأت المفاوضات رسميا رغم أن محاولة أنقرة الانضمام إلى التكتل تعود إلى ستينات القرن الماضي.

في شأن منفصل أصدر القضاء التركي أمس مذكرات توقيف بحق مالك صحيفة «سوزجو» المعارضة وثلاثة من موظفيها، بحسب الإعلام الرسمي، وذلك وسط تكثيف حملة القمع في أوساط وسائل الإعلام المعارضة.

ويتهم براق أكباي وثلاثة آخرون يعملون في الصحيفة بينهم المسؤولة عن الموقع الإلكتروني مديحة أولغون بإقامة علاقات مع حركة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الذي تطالب أنقرة بتسليمه لأنها تتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في يوليو 2016، بحسب وكالة الأناضول للأنباء.

وتعتبر صحيفة «سوزجو» المناهضة للحكومة والمنادية بالعلمانية ويعني اسمها «المتحدث»، من أكثر الصحف التركية مبيعا.

وشعارها «إذا صمتت سوزجو، فإن تركيا ستصمت».

وأصدرت النيابة العامة في اسطنبول المذكرات بحق الأربعة وبينهم المراسل غوكمين اولو والمسؤول المالي يونكا كاليلي، بحسب تلفزيون «سي ان ان-ترك».

وأكدت وكالة الأناضول اعتقال اولغون بينما يتواجد أكباي خارج البلاد.

وأشارت «سي ان ان-ترك» الى وجوده في لندن. الا ان إسماعيل يلماز محامي الصحيفة نفى صدور مذكرات اعتقال، وقال لوكالة دوغان الخاصة للأنباء ان مذكرات صدرت لمصادرة وتفتيش متعلقات المسؤولين في الصحيفة.

وأكد يلماز أن اولغون قيد الاحتجاز إلا أن ذلك يمكن أن يكون له علاقة بتحقيق آخر، بحسب ما نقلت عنه دوغان.

ورغم نفي يلماز إلا ان مدعي عام اسطنبول عرفان فيدان اكد العملية ضد «مديري سوزجو» وقال «هناك مذكرات اعتقال، وكذلك اعتقالات».

إلا ان فيدان لم يكشف عن تفاصيل واكتفى بالتصريح لوكالة دوغان ان «مالك الصحيفة وبعض العاملين فيها» يخضعون للتحقيق.

- علاقة مع غولن؟

يتهم الأربعة بـ«ارتكاب جرائم باسم منظمة إرهابية مسلحة» في إشارة إلى حركة غولن، بحسب تلفزيون «سي ان ان ترك».

وتشير تركيا إلى الحركة باسم «منظمة فتح الله الإرهابية»، إلا أن غولن ينفي بشدة أن يكون قد امر بالانقلاب، كما تنفي حركته تهم الإرهاب.

وأفاد تلفزيون «سي ان ان ترك» ان المشتبه بهم مطلوبون لعلاقتهم بمقال نشر على الإنترنت في نفس يوم المحاولة الانقلابية في 15 يوليو، وبين التهم الموجهة لهم «تسهيل هجوم حقيقي على الرئيس».

وكشف المقال المعني تفاصيل عن مكان وجود الرئيس رجب طيب أردوغان لتمضية عطلة في منتجع مرمريس، بحسب «سي ان ان ترك»، كما نشرت صورا للفندق حيث كان يقيم. وذكر مراسل الصحيفة في ازمير اولو انه لم يأت احد إلى منزله وأنه علم بأمر مذكرات الاعتقال من الإعلام، بحسب التلفزيون. وقال «لقد حاربنا ضد منظمات إرهابية ومنظمة فتح الله الإرهابية.

وبوصفنا صحفيين فقد قلنا الحقيقة عندما ارتكبت هذه المنظمة أخطاء بحق البلاد». وصحيفة «سوزجو» هي ثاني يومية يتم استهدافها بعد اتهام 20 من موظفي صحيفة جمهوريت بموجب قانون الطوارئ الذي فرضته السلطات عقب المحاولة الانقلابية.

وفي بعض الأحيان تهاجم أردوغان بشدة، كما ينظر الأتراك الليبراليون المنتقدون للرئيس بعين الشك الى صفحاتها الأولى الغاضبة.

ويتناقض نهجها الصارخ عن نهج صحيفة جمهوريت التي تتبنى لهجة اكثر اعتدالا وتعتبر واحدة من اقدم الصحف التركية.

- «صوت ضمير تركيا»

تأتي مذكرات الاعتقال بحق سوزجو فيما تكرّم مؤسس جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك تحت عنوان «يوم أتاتورك والشباب والرياضة».

وردا على ذلك، قال اوغور دوندار الكاتب في صحيفة سوزجو على تويتر «في يوم وطني تحدث اعتقالات في صفوف سوزجو.

سأذهب إلى صحيفتي سوزجو.

وإذا كانت سوزجو هي منظمة فتح الله الإرهابية فإن الجميع في تركيا هم من منظمة فتح الله الإرهابية». وفي عددها أمس نشرت صحيفة سوزجو على صفحتها الأولى صورة كبيرة لأتاتورك وتحتها عنوان «أعظم زعيم خلال 100 عام»، إضافة إلى صورة عيني أتاتورك المعتادة التي تنشر إلى جانب اسم الصحيفة. وأصدرت الصحيفة بيانا يعبر عن التحدي على موقعها، يشير الى «ضرورة عدم التشكيك في أن سوزجو لن تبقى صامتة. وستستمر أن تكون صوت ضمير هذا البلد». وطبقا لموقع «بي 24» لحرية الصحافة تعتقل السلطات 165 صحفيا، أوقف معظمهم في إطار حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ المحاولة الانقلابية. وتحتل تركيا المرتبة 155 من بين 180 بلدا على مؤشر منظمة «مراسلون بلا حدود» لحرية الصحافة العالمية 2017.