المنوعات

الحوت الأزرق: لعبة الواقع الافتراضي القاتلة

19 مايو 2017
19 مايو 2017

ريو دي جانيرو «د.ب.أ»:- «مرحبا، هل أنت مستعد للعب؟ ليس هناك ضغط، وإذا أردت الانسحاب قبل أن نصل إلى التحدي الأول فعليك أن تخبرني فقط». هذه الكلمات التي تبدو آمنة ترافق بداية «الحوت الأزرق»، وهي لعبة واقع افتراضي غامضة تستهدف الشباب وتنتهي بالانتحار.

وتقول تقارير إعلامية محلية: إن السلطات البرازيلية قد أصيبت بحيرة إزاء ظاهرة الانتحار، كما أنها غير متأكدة حاليا من هوية صانعي اللعبة. ويعتقد ساسة مثل وزير العدل عمر سراجليو أن اللعبة تزداد انتشارا عبر الإنترنت من خلال تطبيقات مثل «واتساب» و«فيسبوك»، وتتحول سريعا إلى تهديد حقيقي.

وقال سيراجليو يوم 26 أبريل في بيان إنه: «في عدة ولايات برازيلية تمت الإشارة بأصابع الاتهام إلى هذه المزحة الخطيرة في عدد من الحوادث، من بينها إيذاء أشخاص لأنفسهم، وتشويه أشخاص لأنفسهم، بل ووصل الأمر إلى وفاة مراهقين». وأضاف البيان أن الشرطة الاتحادية للبلاد تعتزم التحقيق بشأن اللعبة.

وأفادت التقارير أن ما لا يقل عن ثلاث حالات وفاة قد ارتبطت بلعبة «الحوت الأزرق» حتى الآن.

ويقود اللعبة «مشرف» يقدم تحديات للمشاركين، وتتمثل العقبة النهائية في اللعبة في أن ينتحر المشارك. وتبدأ التحديات بطلبات بريئة مثل رسم حوت على قصاصة من الورق. وتقول صحيفة «أو جلوبو»: إن المشرفين ينتقلون في نهاية المطاف إلى مطالبة المشاركين بقطع شفاههم أو جلودهم.

وقالت الصحيفة إن «المشرف يرسل إلى اللاعب 50 تحديا يجب خوضها يوميا، ويتم اختتام اللعبة بتحدي الانتحار». ونشرت صحيفة «إكسترا» البرازيلية أيضا في صفحتها الأولى مقابلة مع فتاة عمرها 12 عاما من ريو دي جانيرو، وكان قد تردد أن الفتاة على اتصال بمشرفي «الحوت الأزرق» عبر «واتساب».

وفي المقابلة، شرحت الفتاة كيفية تلقيها لتعليمات حول ضرورة تشويه نفسها، ولكن والدتها منعتها من المشاركة.

وقال المدعي العام في البرازيل إن «الحوت الأزرق» نشأت عن قصة إخبارية مزيفة في روسيا في مارس 2016 أفادت أن 130 مراهقا قد انتحروا أثناء مشاركتهم في اللعبة. ورغم دحض تلك التقارير تعتقد السلطات البرازيلية أنها ربما ساعدت على تعزيز انتشار الظاهرة الحالية في داخل البلاد.

وقال النائب العام «تشير الدلائل إلى وجود مجموعات داخل التطبيقات هنا في البرازيل (...) تحمل رسائلها ومنتدياتها اسم اللعبة». وطلب العديد من الساسة تدخل السلطات، حيث تتزايد التقارير حول الظاهرة.

وقال لوديفيو كارفالهو وهو أحد البرلمانيين الأربعة المسؤولين عن وزارة العدل: «أنا أب، علينا أن نكون يقظين بشأن جميع الأنشطة التي يشارك فيها أبناؤنا».

يشار إلى أن الولاية التي ينتمي إليها كارفالهو «ميناس جريس» هي من المناطق التي تشهد أكبر عدد من التحقيقات النشطة. وتجري التحقيقات في ولايات أخرى مثل برنامبوكو وبارانا ومارانهاو وأمازوناس. وتم بالفعل تسجيل ما لا يقل عن سبع محاولات للانتحار في مدينة كوريتيبا جنوبي البرازيل. ويقول ممثلو الادعاء: إن الشرطة في ريو دي جانيرو تتعقب القائمين على اللعبة.

كما ظهرت حالات من هذه الظاهرة في كولومبيا المجاورة للبرازيل، حيث تقدر الشرطة أن 3200 شخص من مستخدمي «فيسبوك» في الدولة يشاركون في اللعبة. وفى أوروجواي، أصدر وزير الصحة العامة تحذيرا بعد نقل شاب إلى المستشفى مصابا بجروح في إحدى ذراعيه . كما نشرت سلطات مكسيكو سيتي مذكرة حول جرائم الإنترنت تتعلق بلعبة «الحوت الأزرق» في مارس. وفى إسبانيا، بثت محطة «كادينا سر» الإذاعية تقريرا حول حالة صبي عمره 15 عاما تم نقله إلى المستشفى لمنعه من الانتحار. وربط التقرير الإذاعي الحالة بالمشاركة المحتملة في اللعبة.

وفي حين تتتبع السلطات العديد من الخيوط، لا تزال لعبة «الحوت الأزرق» متاحة على الإنترنت، كما يوجه القائمون عليها دعوات إلكترونية لمراهقين مطمئنين للمشاركة في اللعبة الغامضة.