كلمة عمان

دعم عماني قوي ومتصل للقضية الفلسطينية

19 مايو 2017
19 مايو 2017

في الوقت الذي عبرت فيه زيارة فخامة الرئيس الفلسطيني للسلطنة، عن تقدير القيادة الفلسطينية لجهود حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق والدعم المتواصل لقضاياه في كافة المحافل الدولية، فان فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، أشاد بحكمة جلالة السلطان المعظم، وبثبات موقف السلطنة الداعم والمساند للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق منذ بدء القضية الفلسطينية حتى يومنا هذا، كما ثمن أيضا الدور الكبير لجلالته في إرساء دعائم السلام والاستقرار بالمنطقة .

وعلى امتداد العقود والسنوات الماضية، لم تدخر السلطنة وقيادتها الحكيمة وسعا في العمل بكل السبل من أجل دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة، ليس فقط على الصعيد الثنائي عبر العمل مع القيادة الفلسطينية، ومع المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولكن أيضا على الأصعدة العربية والدولية، ومن خلال مختلف المنظمات والهيئات الدولية، إيضاحا لعدالة القضية الفلسطينية، ومساندة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ولمطالبه في الحل العادل والشامل، في إطار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو 1967، وهو ما يحظى بتأييد متزايد في العالم، برغم كل محاولات إسرائيل لإجهاضه بمختلف السبل، بما في ذلك التوسع الاستيطاني الذي أدانته الأمم المتحدة بمؤسساتها المختلفة وعبر المنظمات التابعة لها أيضا.

وليس من المبالغة في شيء القول بإن الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للسلطنة، وما تخللها من لقاءات متعددة، تتسم بالكثير من الأهمية، سواء على صعيد العلاقات العمانية الفلسطينية، والتبادل المستمر لوجهات النظر بين السلطنة والقيادة الفلسطينية، أو في إطار الإعداد والتنسيق الفلسطيني والعربي، للقمة الخليجية الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية الشقيقة، في أول زيارة له للخارج هذه الأيام، خاصة وأن الرئيس محمود عباس التقى مؤخرا مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، وبدعوة منه، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من القادة الآخرين في العالم، وهو ما يجعل من اجتماعات الرياض، بحضور ترامب، محطة هامة ومؤثرة بالنسبة للقضية الفلسطينية، ومستقبل الحل السياسي العادل والشامل لها.

وفي حين أبدت الإدارة الأمريكية مؤشرات هامة، على تطوير موقفها بشكل ملموس حيال القضية الفلسطينية، في إطار بحثها عن سبل لدفع مفاوضات الحل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومنها على سبيل المثال تراجعها عن، أو إرجائها على الأقل، عملية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، خاصة بعد أن تجمعت الكثير من الحقائق أمام الرئيس ترامب، فانه من المؤكد أن جولة الرئيس الأمريكي وزيارته للسعودية ولإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ستكون لها آثارها ونتائجها بالنسبة لقضية الشعب الفلسطيني، الذي يتوق للعيش في سلام وأمن واستقرار في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما سيفتح الطريق الى استقرار هذه المنطقة الحيوية، والعالم من حولها، إذا تم تحقيق حل الدولتين على النحو المأمول .