الاقتصادية

لجنة من أوبك لدراسة تعميق وتمديد تخفيضات النفط

19 مايو 2017
19 مايو 2017

52.79 دولار سعر برميل مزيج برنت -

طوكيو - فيينا - برلين (رويترز) - ارتفع النفط في العقود الآجلة أمس لأعلى مستوياته في شهر، وسط تنامي التفاؤل بأن يمدد كبار المنتجين تخفيضات الإنتاج لتقليص تخمة المعروض المستمرة في السوق، ويتجه برنت والخام الأمريكي لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني. وبحلول الساعة 0630 بتوقيت جرينتش زاد خام القياس العالمي مزيج برنت 28 سنتا أو 0.5 بالمائة إلى 52.79 دولار للبرميل. وكان الخام ارتفع في وقت سابق لأعلى مستوى له منذ 21 أبريل ويتجه لتحقيق ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي تقارب نسبتها أربعة بالمائة.

وارتفع الخام الأمريكي 29 سنتا أو 0.6 بالمائة إلى 49.64 دولار للبرميل مسجلا أعلى مستوياته منذ 26 أبريل. ويتجه الخام لتسجيل صعود أسبوعي نسبته نحو أربعة بالمائة أيضا.

ومنذ بداية مارس، تتأرجح أسعار الخام بين ما يزيد على 56 دولارا إلى أقل من 47 دولارا للبرميل مع انقسام المتعاملين في السوق حول تأثير زيادة الإنتاج الأمريكي في مقابل تخفيضات الإنتاج التي شرعت فيها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا.

لكن مراقبي السوق يزدادون ثقة بأن أوبك وروسيا وغيرهما من كبار المنتجين سيمددون اتفاق خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس 2018. ولا يشارك المنتجون الأمريكيون في أي اتفاقات تتعلق بخفض الإنتاج.

و قالت مصادر بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس إن لجنة من المنظمة تنظر في سيناريوهات الاجتماع المقرر الأسبوع المقبل لتحديد سياسة الإنتاج، تدرس خيار تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الذي تقوده أوبك وتعميق التخفيضات. واجتمع مسؤولون ممثلون للدول الثلاث عشرة الأعضاء في أوبك بجانب مسؤولين من الأمانة العامة للمنظمة بفيينا يومي الأربعاء والخميس لبحث أوضاع السوق.

وذكر مصدران من أوبك أنه كان من المقرر الانتهاء من اجتماع مجلس اللجنة الاقتصادية أمس الأول .

وقال أحد المصادر: «لم نتفق على السيناريوهات النهائية».

وأشار مصدر ثان إلى أن تعميق تخفيضات الإمدادات خيار يعتمد على تقديرات نمو الإمدادات من خارج المنظمة والنفط الصخري الأمريكي.

كانت السعودية وروسيا أكبر منتجين للنفط في العالم اتفقتا على ضرورة تمديد العمل بتخفيضات الإنتاج الحالية حتى مارس 2018.

ويسبق اجتماع اللجنة اجتماع وزراء نفط الدول الأعضاء في أوبك وعدد من المنتجين المستقلين في 25 مايو لاتخاذ قرار بخصوص تمديد اتفاق خفض إنتاج الخام لما بعد 30 يونيو.

كانت أوبك وروسيا وغيرهما من المنتجين اتفقوا في الأصل على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا لمدة ستة أشهر تبدأ من الأول من يناير لدعم السوق.

ووجدت أسعار النفط التي يجري تداولها قرب 53 دولارا للبرميل دعما في خفض الإنتاج لكن ارتفاع مستوى المخزونات ونمو إمدادات المنتجين غير المشاركين في الاتفاق يحد من ارتفاع الأسعار، وهو ما يعزز مبررات تمديد الاتفاق. وقال مصدر في أوبك: «الاجتماع لمجرد تبادل المعلومات، لا شيء مهما».

وكان إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية قد قال: إن أكبر شركة نفط مدرجة في العالم من حيث الإنتاج تعكف على الاستعداد للمنافسة في أسواق النفط العالمية بعد انتهاء سريان اتفاق خفض الإنتاج مع أوبك.

وتلعب روسنفت دورا أساسيا في جهود روسيا الرامية للوفاء بالتزاماتها في اتفاق أوبك الذي وعدت فيه موسكو بخفض الإنتاج 300 ألف برميل يوميا.

وكانت روسيا، التي التزمت بالخفض كاملا في أبريل، اتفقت مع السعودية في وقت سابق من الأسبوع الحالي على ضرورة تمديد الاتفاق إلى مارس 2018.

وقال سيتشن خلال زيارته برلين لافتتاح مكتب وحدتها روسنفت دويتشلاند إن روسنفت ستضع خططتها هذا العام بحيث تكون قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية عندما ينتهي أجل الاتفاق.

وأضاف سيتشن: «سنرسم خطة عملنا حتى نهاية العام بطريقة تجعلنا نلتزم بالاتفاقات وفي نفس الوقت نولي اهتماما خاصا بالحقول الناضجة حتى لا نخسر موارد نفطية ونتخذ الترتيبات اللازمة لتدشين حقول جديدة، ومن ثم إذا انتهى الاتفاق نكون مستعدين للمنافسة في الأسواق دون خسارة حصتنا السوقية».

وأضاف: أن الشركة تقلل الإنتاج في حقولها الجديدة بناء على اتفاق أوبك ولا تمس الحقوق الناضجة نظرا لاحتمال عدم عودتها إلى كامل طاقتها بعد الخفض.

وأكد سيتشن مجددا أنه ينبغي لروسيا والسعودية وضع آليات تتيح خروجا «سلسا» من الاتفاق عندما ينتهي أجله لتجنب صدمات السوق.

وقال ردا على سؤال عما إذا كانت السوق ستستعيد توازنها بحلول موعد انتهاء الاتفاق وما إن كانت الحاجة ستستدعي تمديده مجددا: « لن أفكر فيما بعد مارس من العام المقبل».

وأضاف: « ينبغي أن نرى كيف سيكون أداء النفط الصخري (في الولايات المتحدة)».