Untitled-1
Untitled-1
إشراقات

الخليلي: الذين يسلمون أراضيهم إلى من لا يحسن استغلالها أخلّوا بمسؤوليتهم

18 مايو 2017
18 مايو 2017

كل أحد مستخلف على ما تحت يده -

حذر سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أصحاب الأراضي الذين يسلمون أراضيهم إلى من لا يحسن استغلالها بأن هذا الأمر يعني أنهم أخلوا بمسؤوليتهم فيما استخلفهم الله تعالى عليه من هذه الأراضي.

داعيا سماحته أصحاب هذه الأراضي بأن لا يتسببوا في الإضرار بغيرهم وأن يحافظوا على هذه الأمانة التي بين أيديهم، وأن يحرصوا على أن يكون نفعها غير مشوب بأي ضرر وأن لا يسلموها طمعا إلى القوى العاملة الوافدة التي قد تستغلها استغلالا سيئا.

ونبه سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة إلى أن الغش في أي شيء كان هو حرام، وهذا الغش في الجانب التجاري إنما يقود إلى الجشع، والجشع هو الداء المبيد القاتل عندما يطأ الإنسان على القيم في تحقيق جشعه ومطمعه.. جاء ذلك في معرض إجابته عن سؤالين لملحق «إشراقات».

فعن مسؤولية أصحاب الأراضي الزراعية من المواطنين الذين يؤجرون تلك الأراضي لقوى عاملة وافدة فتقوم تلك الأيدي العاملة بإساءة استخدام تلك الأراضي، وتسميمها من خلال استخدام الأسمدة الضارة أو الكيماويات أو غير ذلك من الاستخدامات السيئة التي قد تلحق الضرر بالناس يقول سماحته: إن كل أحد مستخلف على ما تحت يده سواء كان مسؤوليته عن بشر أو كانت مسؤوليته عن حيوانات أو كانت مسؤوليته عن نبات أو كانت مسؤوليته عن جماد أو كانت مسؤوليته عن أي شيء فمن كان تحته أرض فعليه أن يسعى دائما إلى استصلاح هذه الأرض وإخراج خيراتها للناس لأن كل ما ينبت في الأرض إنما مصلحته تعود لجميع الناس فإن أسيء استخدام هذه الأرض كان انعكاس ذلك سلبيا على حياة الذين كانوا طامعين في الانتفاع بهذه الأرض، فإذا هؤلاء الذين يسلمون أراضيهم إلى من لا يحسن استغلالها، ومن لا يحسن التصرف فيها بحيث ربما يفسدها بما يلقي فيها من الأسمدة الضارة التي ربما كانت كيماوية أو كانت فيها سموم أو كان فيها شيء مما يضر فإن هؤلاء أخلوا بمسؤوليتهم فيما بينهم وبين ربهم فيما استخلفهم عليه من هذه الأرض فعليهم أن يتقوا الله في ذلك وإلا يتسببوا في الإضرار بغيرهم وأن يحافظوا على هذه الأمانة التي بين أيديهم وان يحرصوا على أن يكون نفعها غير مشوب بأي ضرر كان، فعليهم أن يتقوا الله وإلا يأخذهم الطمع في تسليمها إلى القوى العاملة الوافدة الذين يستغلونها استغلالًا سيئًا.

الغش يهدم البناء

وفي إجابته لسؤال آخر: الغش التجاري أصبح آفة من آفات المجتمع عم العالم بأسره وظهر ذلك جليًا في العالمين العربي والإسلامي خاصة، ما أثر الغش التجاري على النفس البشرية وما هي العواقب الشرعية لذلك؟

يقول سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة إن كل غش في الإسلام هو حرام يهدم البناء ويترك الناس في تشتت وفي ضياع والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا ومن غشنا فليس منا» الغش في أي شيء كان هو حرام وهذا الغش في الجانب التجاري إنما يقود إلى الجشع، والجشع هو الداء المبيد القاتل عندما يطأ الإنسان على القيم في تحقيق جشعه ومطمعه.

ضرر ديني واجتماعي

وفي موضوع متصل بالزور والخيانة كان سماحته قد أجاب على سؤال: أصبحت الشهادات الدراسية آفة هذا العصر، وذلك لارتباطها بكثير من الوظائف، من هذا المنطلق يسعى بعض الصالحين لنيل شهادة الماجستير أو الدكتوراه على اعتبار أنها وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، فما حكم الشرع في إنابة الغير لكتابة الرسالة الجامعية مقابل مبلغ مادي يتفق عليه الطرفان؟، بأن ذلك من التمويه المحرم والتدليس الباطل فلا يجوز بحال، كيف وطلب العلم نفسه عبادة وقربة إلى الله تعالى، يجب أن يكون خالصا لوجهه الكريم، وألا يشاب بشائبة من حب السمعة والظهور، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء لقي الله وهو خائب من الحسنات»، على أن هذا الأسلوب المذكور في السؤال ليس هو رياء فحسب بل هو زور بين وخيانة واضحة، لما يترتب على ذلك من رفعه إلى قدر لا يستحقه، وإيلائه ثقة ليس لها أهلا، وتحمله مسؤوليات ما كان ليحملها لولا هذا الزور، وهو مما يؤدي إلى ضرر ديني واجتماعي عظيم، وكفى به مفسدة والله المستعان.