عمان اليوم

مساع لتحويل مركزية التعليم في السلطنة من المعلم إلى الطالب

17 مايو 2017
17 مايو 2017

الأمسية الاقتصادية تؤكد على وجود فرص ذكية مستقبلا -

كتبت- خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

أكدت الأمسية الاقتصادية «التعليم: الفرص الذكية» التي أقيمت أمس الأول بمركز التدريب بالهيئة العامة للطيران المدني، ضمن سلسلة الأمسيات التي تنظمها الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات «إثراء»، على أن أهمية قطاع التعليم ونموه في السلطنة مستقبلا يعتمد على النمو السكاني المتزايد في أعداد المواطنين والمقيمين على أرض السلطنة، واتجاه العديد من الأسر العمانية نحو استثمار مواردها المالية في تعليم أطفالها في مؤسسات خاصة بحثا عن جودة أفضل، كما تعتمد على زيادة عدد المستثمرين في المدارس الخاصة ومؤسسات التعليم العالي، والجودة العالية التي تقدمها المدارس الخاصة، والتي أصبحت حافزا للطلبة للتعلم فيها.

وأشار الدكتور عمار بن محمد العجيلي، مدير مشارك بشركة «تكاتف عُمان» إلى أن هناك حاجة لتطوير المعلمين وتطوير المناهج، وهناك مشاريع قائمة في القطاعين الحكومي والخاص في هذا الجانب، وكلها تهدف إلى تطوير العملية التعليمية في السلطنة، وقال : نتوقع نتائج إيجابية لمستقبل التعليم في السلطنة نتيجة الاهتمام المتزايد بهذا الجانب، كما أن الاستثمار في طاقات الشباب العماني، هو استثمار في مستقبل عمان.

وأكد فهد بن ناصر البلوشي، مشرف أول لغة إنجليزية ومدرب خبراء الإشراف بالمركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين التابع لوزارة التربية والتعليم، أن المركز يهتم بتدريب المعلمين وتنمية قدراتهم التدريسية بحيث يكون المعلم قادرا على جعل طلابه قادرين على حل المشكلات والتحليل النقدي والتي تعتبر من أساسيات التعليم في السلطنة، وأوضح أن المركز يسعى لتحويل التعليم من تعليم متمركز حول المعلم إلى تعليم متمركز حول الطالب، بحيث يقوم المعلم فقط بالشرح المبدئي للدرس، ويقوم الطالب بدور المعلم ويناقش الدرس مع زملائه، وهذا ما يحقق في الطالب سمة الاعتماد على الذات وعدم الاتكال الكلي على المعلم.

ويوفر التعليم في السلطنة فرصا مختلفة للمستثمرين وبأشكال متعددة، كون التعليم يبدأ من مراحل مبكرة بدءا من رياض الأطفال وصولا إلى التدريب على رأس العمل، وقد تزايد الإقبال على الإنفاق على التعليم من قبل المواطنين والمقيمين، وأصبحت فرص الاستثمار واعدة في قطاع التعليم، خصوصا في جوانب تكنولوجيا التعليم ونوعية المحتوى الدراسي، وتدريب موظفي الشركات، ومرافق رياض الأطفال، والنشر، وتقديم الاستشارات المهنية، وتقديم الدروس الخصوصية، ومرافق التعليم الثانوي والعالي.

ويبلغ استثمار التعليم في السلطنة لعام 2017 أكثر من 4.1 مليار دولار أمريكي، وهو ما يثير اهتمام المستثمرين المحليين والأجانب، ولكن الإنفاق على التعليم يعد تحديا للمستثمرين في الدول التي تقدم الدعم للتعليم من خلال مؤسسات حكومية تعليمية غير ربحية، ورغم ذلك فهناك تغيير في هذا النهج مع تزايد الطلب على مخرجات تعليم أكثر جودة وكفاءة قادرة على التكيف مع متطلبات سوق العمل المتغيرة وارتباطها مع خطط التنمية وما تستهدفه تلك الخطط من قطاعات.

واستثمرت السلطنة في عام 2015م ما يقارب من 7.7 مليار دولار في قطاع التعليم، في سعيها لصقل مهارات الشباب وتزويدهم بالمؤهلات اللازمة لدخول سوق العمل، وتسعى السلطنة لتلبية جميع الاحتياجات التي تخدم المجتمع من خلال تعليم الشباب وتأهيلهم للعمل، في إطار التواصل بين القطاعين العام والخاص، لتحقيق النمو السريع للدولة وتعزيز الاقتصاد التنافسي.

أدار الجلسة الحوارية خلال الأمسية الاقتصادية، جون مارتن، مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين، وشارك خلال الجلسة الدكتور عمار بن محمد العجيلي، مدير مشارك بشركة تكاتف عمان، ووائل بن عادل المغيري، شريك مؤسس لمؤسسة القرية الهندسية، وكوثر بنت خليفة السليمانية، رئيسة قسم الاستثمار بوزارة التربية والتعليم، وسارة نان، مؤسسة شركة «كرييتف ألمنتس».