العرب والعالم

جدل يطغى على زيارة ترامب لإسرائيل

16 مايو 2017
16 مايو 2017

القدس - مايك سميث -

اندلع جدل مفاجئ بين إسرائيل وإدارة ترامب قبل زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة الأسبوع المقبل، بشأن موضوعات مثيرة للجدل تتعلق بوضع (حائط المبكى) وسفارة الولايات المتحدة.

إذ أثار تعليق منسوب إلى مسؤول أمريكي يساعد في التحضير لزيارة ترامب انتقادات إسرائيلية بعد أن قال المسؤول لنظرائه الإسرائيليين إن (حائط المبكى) جزء من الضفة الغربية المحتلة.

ويعتبر اليهود (حائط المبكى) - (البراق عند المسلمين) الذي يقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم. واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967، وضمت الشطر الشرقي في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي لم يعترف كذلك في 1980 بإعلان «القدس الموحدة» عاصمة لإسرائيل.

واحتلت القضيتان العناوين في إسرائيل أمس بينما تجري التحضيرات لزيارة ترامب لكل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في 22 و 23 من مايو.

وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة «عاصمة موحدة لدولة إسرائيل». ويبدو أن ترامب تراجع عن موقفه حول نقل السفارة، إذ لم تتخذ واشنطن أي خطوة بهذا الشأن حتى الآن.

وأقرّ الكونجرس الأمريكي في عام 1995 قانونا ينص على «وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل»، وانه يتوجب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في موعد أقصاه 31 من مايو 1999.

ومنذ ذلك الحين، يقوم الرؤساء الأمريكيون بصورة منتظمة، مرتين سنويا، بتأجيل نقل السفارة.

ولكن بموجب القانون الصادر عام 1995، تقول الأوراق الأمريكية الرسمية إن القدس هي عاصمة إسرائيل.

وكتب صحفي يعمل في قناة (فوكس نيوز) الأمريكية أمس الأول في تغريدة عبر (تويتر) ان كافة مصادره في واشنطن قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من ترامب عدم نقل السفارة الآن، ما دفع نتانياهو إلى إصدار بيان تكذيب.

وقام مكتب نتانياهو أيضا بخطوة غير مسبوقة عبر نشر مقتطفات من أحاديث خاصة جمعت بينه وبين ترامب خلال زيارته إلى واشنطن في فبراير الماضي.

ومن المقتطفات التي تم نشرها في البيان مساء أمس الأول «سئل رئيس الوزراء خلال مأدبة الغداء التي أقيمت في البيت الأبيض عن هذه القضية وأوضح بأن نقل السفارة لن يؤدي إلى سفك الدماء في المنطقة، خلافا لمحاولات تخويف الرئيس ترامب». ولا توجد سفارة أي دولة لها علاقة بإسرائيل في القدس حاليا.

ويعتبر الفلسطينيون نقل السفارة اعترافا باحتلال إسرائيل للقدس. ومساء أمس الأول، قالت القناة التلفزيونية الثانية الاسرائيلية نقلا عن مصادر إسرائيلية انه خلال التحضير لزيارة ترامب، رفض الجانب الأمريكي إن ينضم نتانياهو إلى ترامب خلال زيارة يقوم بها الى (حائط المبكى) في البلدة القديمة في القدس. وابلغ المسؤولون الامريكيون نظراءهم الإسرائيليين الذين عرضوا المساعدة في التخطيط للزيارة أن الأمر ليس من اختصاصهم.

وقال أحد من المسؤولين الامريكيين: إن (حائط المبكى) ليس جزءًا من الدولة العبرية.

واعرب مسؤولون إسرائيليون عن غضبهم من هذه التصريحات بينما نأى البيت الأبيض بنفسه عنها، مؤكدًا لوسائل إعلام أمريكية أنها لا تعكس مواقف الإدارة الأمريكية الحالية.

وقال مسؤول في مكتب نتانياهو اشترط عدم الكشف عن اسمه إن «التصريح بأن حائط المبكى جزء من الضفة الغربية قوبل بصدمة». وتابع «إسرائيل مقتنعة بأن هذا التصريح يتناقض مع سياسات الرئيس ترامب.

تواصلت إسرائيل مع الولايات المتحدة حول هذه المسألة». وفي هذا السياق، قدم سفير ترامب المثير للجدل ديفيد فريدمان أمس أوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في حفل أقيم في مقره في القدس.

وفريدمان وهو محام وابن حاخام، أعرب عن شكوكه في السابق من إمكانية التوصل إلى حل الدولتين كحل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، كما يؤيد نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس. لم يتطرق فريدمان بعد تقديم أوراقه إلى الجدال حول حائط المبكى ولكنه تعهد «دعم دولة إسرائيل بكل الطرق» الممكنة.

وقال فريدمان لريفلين: «اتعهد لك ببذل أقصى جهدي لتعزيز وتقوية العلاقة بين بلدينا العظيمين».

وأشار فريدمان، الذي وصل أمس الأول وتوجه لزيارة حائط المبكى في القدس، إلى ترامب مؤكدًا أن «حبه والتزامه بدولة إسرائيل ثابت وراسخ وفي صدر أولوياته». بينما دعا ريفلين العالم كله إلى الاعتراف «بالقدس كعاصمة رسمية لدولة إسرائيل».

والتقى فريدمان بعد ظهر أمس بنتانياهو في مكتبه في القدس، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وشكر نتانياهو فريدمان على زيارته لحائط المبكى، مؤكدا أنها كانت «اشارة تضامن قوية». وأضاف: «نتطلع إلى استقبال الرئيس ترامب ونريد العمل معك ومع الرئيس خلال السنوات المقبلة من أجل تعزيز التحالف الكبير بيننا».