1012924
1012924
العرب والعالم

ماكرون «ينسف القواعد القديمة» ويعين يمينيا رئيسا لوزراء فرنسا

15 مايو 2017
15 مايو 2017

مارين لوبن تتولى مجددا زعامة الجبهة الوطنية -

باريس - برلين - (وكالات): عين الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون السياسي المحافظ إدوار فيليب رئيسا للوزراء أمس في خطوة تستهدف توسيع قاعدته السياسية وإضعاف خصومه قبل الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو.

وفيليب (46 عاما) نائب في الجمعية الوطنية (البرلمان) ورئيس بلدية مدينة لوهافر الساحلية وينتمي للجناح المعتدل بحزب الجمهوريين الذي يمثل يمين الوسط وسيشكل ثقلًا موازنًا للنواب الاشتراكيين السابقين الذين انضموا إلى معسكر ماكرون.

وأعلن الأمين العام لقصر الإليزيه ألكسيس كوهلر تكليف فيليب تشكيل الحكومة على درج المقر الرئاسي.

وكان فيليب مساعدًا مقربًا من رئيس الوزراء الفرنسي السابق ألان جوبيه الذي يقود الجناح المعتدل في حزب الجمهوريين والذي كان قد ألمح إلى أنه يفضل دعم ماكرون.

ومن المحتمل أن يجتذب تعيينه المزيد من السياسيين المنشقين عن حزب الجمهوريين.

وهذه هي المرة الأولى في التاريخ السياسي المعاصر لفرنسا التي يعين فيها رئيس الجمهورية رئيسًا للوزراء من خارج معسكره السياسي من دون أن تجبره على ذلك هزيمة في الانتخابات البرلمانية.

وقال أحد مساعدي ماكرون المقربين: إن هذا القرار يدخل في نطاق الخيارات الصعبة التي يتعين على الدائرة الضيقة حول ماكرون اتخاذها بعد فوزهم بمعركة قصر الإليزيه.

وقال كريستوف كاستانر للصحفيين على هامش حفل التنصيب «في الحكومة سترون أن الكثير من الدائرة الضيقة سيخرجون».

وأضاف: «كنت بين أول من قالوا « لم لا نأتي برئيس وزراء من اليمين؟ هذه طبيعة ما نحاول فعله.

إنها (خطوة) صعبة خصوصًا على من خدموا لفترات أطول (في أحد التيارين)».

وبدأ فيليب حياته السياسية كناشط اشتراكي قبل أن يتحول إلى اليمين.

وعمل رئيس الوزراء الجديد، وهو محام ذو خبرة، كمدير للعلاقات العامة لمجموعة أريفا النووية الحكومية بين عامي 2007 و2010 قبل أن يصبح عضوا في البرلمان عام 2012 ثم رئيسا لبلدية لوهافر عام 2014. من جهتها تولت مارين لوبن المرشحة المهزومة من اليمين المتطرف في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، مجددا أمس رئاسة الجبهة الوطنية، بعد أن كانت قد تخلت عنها مؤقتا بين الدورتين.

وكانت لوبن قد أعلنت غداة انتقالها إلى الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي انها ستكون «في إجازة» من منصب رئاسة الحزب لتوحيد «كافة الفرنسيين» حول مشروعها.

وكان الوسطي ايمانويل ماكرون فاز في السابع من مايو في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وحصل على 66.10% من الأصوات مقابل 33.90% لمنافسته.

لكن مارين لوبن حصلت على عدد تاريخي من الأصوات في الدورة الثانية (10.6 مليون ناخب) وهذا يدل على أن استراتيجيتها لـ«نزع صفة الشيطنة» عن حزب الجبهة الوطنية نجحت وبات جزءًا من المشهد السياسي الفرنسي.

وكتب ستيف بريوا الذي كان تولى مؤقتا زعامة الجبهة الوطنية في تغريدة أمس «فخور للثقة التي منحتني إياها مارين لوبن.

تستعيد اليوم رئاسة الجبهة الوطنية ! المرحلة المقبلة الانتخابات التشريعية» في 11 و18 يونيو. وتأمل مارين لوبن التي لم تكشف بعد عن ترشحها للانتحابات التشريعية في انان-بومون معقلها في شمال فرنسا حيث يتولى ستيف بريوا رئاسة البلدية، في أن تجعل من الجبهة الوطنية أول حزب معارض في ختام الاقتراع.

لكن عليها أيضا إعادة توحيد الحزب في حين أن شرعيته تراجعت جراء هزيمته في الاقتراع الرئاسي.

وحذر معاونها الرئيسي فلوريان فيليبو من انه سينسحب من الحزب إذا تم التخلي عن مسألة الخروج من منطقة اليورو في حين يعتبر آخرون أن التمسك بهذا الملف كان أحد أسباب هزيمتها.

والأسبوع الماضي أعلنت ماريون ماريشال-لوبن (27 عامًا) ابنة شقيقة مارين لوبن النجمة الصاعدة في الحزب انسحابها لفترة من الحياة السياسية «لأسباب شخصية وسياسية».

وكانت تقيم علاقات معقدة مع فلوريان فيليبو التي كانت أبرز معارضيه داخل الحزب.

ومواقف ماريون لوبن الليبرالية - المحافظة القريبة من الأوساط الكاثوليكية التقليدية المناهضة للإجهاض، جعلتها شعبية جدًا خصوصًا في الجنوب.وكان جان ماري لوبن والد مارين لوبن، أحد مؤسسي الجبهة الوطنية انتقد انسحاب حفيدته من الحزب «وهي من الشخصيات الأكثر شعبية» فيه.

وفور إعلان نتائج الدورة الثانية أعلنت لوبن أنها ستجري «تغييرًا جذريًا» لحزب الجبهة الوطنية الذي قد يتغير اسمه خلال مؤتمر مقرر قبل نهاية السنة.

من جهتها أكدت الحكومة الألمانية رغبتها في تعزيز التعاون مع باريس

قبل ساعات قليلة على الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الفرنسي الجديد إمانويل ماكرون لبرلين.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس: إن زيارة ماكرون «نقطة انطلاق لتعاون مكثف ومفعم بالود». ومن المنتظر أن تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الفرنسي الجديد في مقر المستشارية ببرلين بمراسم عسكرية في الساعة الخامسة والنصف عصرا (التوقيت المحلي).

وعن مساعي ماكرون لتأسيس برنامج استثماري ضخم ممول من ميزانية مشتركة من دول اليورو، قال زايبرت: إن ميركل اقترحت عام 2013 دعم إصلاحات دول مجموعة اليورو عبر مثل هذه الميزانية.

وكان متحدث باسم وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل اقترح عقد مشاورات حكومية مشتركة بين ألمانيا وفرنسا عقب الانتخابات البرلمانية في فرنسا في منتصف يونيو المقبل، موضحا أنه يتعين الآن التوصل إلى اتفاقات محددة «بسرعة شديدة». وكانت مجلة «دير شبيجل» كشفت في عددها الصادر الأحد أن جابريل يعتزم تبني فكرة ماكرون الخاصة بإطلاق برنامج استثمار مشترك.

وحصلت المجلة الألمانية على صورة من ورقة لجابريل بهذا الخصوص، وذكرت، استنادًا إلى هذه الورقة، أن نائب المستشارة الألمانية يرغب في استخدام جزء من الاحتياطات المخصصة للتخلص من مخلفات قطاع الطاقة النووية بألمانيا، في تمويل هذا البرنامج . يذكر أن ميركل كانت قد أبدت عدم ممانعة حيال فكرة إطلاق برنامج مشترك للاستثمارات والتي دعا إليها ماكرون، الذي كان يشغل منصب وزير الاقتصاد الفرنسي في الفترة بين عامي (2016-2014).

وجاء في ورقة جابريل، التي تتألف من خمس صفحات، المطالبة بالتفكير المشترك في إعداد معالجة لتطوير معاهدة الإليزيه (للصداقة الفرنسية الألمانية المبرمة 1963).

وطالب جابريل بميزانية خاصة لمنطقة اليورو، وقال في ورقته: «عندما يمتلك رئيس فرنسي الشجاعة في أن يبعث بإشارة واضحة مؤيدة لأوروبا ليلة انتخابه، فإن على ألمانيا أيضًا أن يكون لديها الشجاعة في أن تعيد التفكير في المواقف المتصلبة في موضوع الاتحاد النقدي، وأن تنفتح على حل وسط ألماني- فرنسي من أجل بنية مستقرة لليورو».