Untitled-2
Untitled-2
المنوعات

«الرسم القرآني» برنامج يستظهر خطوط المصحف.. ويستعرض الموروث الأثري بتقنيات حديثة

15 مايو 2017
15 مايو 2017

جديد تلفزيون سلطنة عمان خلال الشهر الفضيل..

كتبت- شـذى البلوشـية -

1

اكتملت التجهيزات الأخيرة للبرنامج الرمضاني «الرسم القرآني» الذي يتفرد تلفزيون سلطنة عمان بعرضه هذا العام، بحلة جديدة للبرامج التلفزيونية التي تجمع بين الماضي بجماليات التراث، وبين الحداثة والتطور في طريقة العرض وأسلوب الطرح وتقنيات الإخراج والتصوير.

العمل من إخراج سالم الحسني، وإعداد وتقديم يوسف بن عبدالله البلوشي، يحاكي البرنامج العصر العثماني الذي بدأت فيه كتابة القرآن، من خلال عرض الطرق التي يكتب بها القرآن الكريم في حقبة تاريخية مضت، يتم في حلقاته عرض الصورة المباشرة للمعلومات العلمية المرتبطة بطريقة الكتابة في المصاحف مع إيضاح أسباب الكتابة ، من خلال وجود شيخ العلم في جو فنتازي يجلس حوله أربعة طلاب، يتبادلون الحديث والأسئلة والإجابة عنها.

البرنامج يعتمد في حلقاته على طريقة عرض حديثة ، يركز على الجانب الحواري بين شيخ العلم ومجموعة من الأطفال الذين هم طلاب العلم، ويظهر في البرنامج أنهم في حلقة علم يتم فيها تدارس مواضيع الحلقات، يقوم الطلاب بين الحين والآخر بتقديم بعض الأسئلة التي يجيب الشيخ عنها خلال الحلقة، وتقدم هذه الآلية المستخدمة في طرح موضوع البرنامج نوعا من الجمالية التي تجذب المشاهد.

قواعد الرسم القرآني..

يهدف البرنامج إلى التعريف بالقواعد والأسس التي اعتمدها الصحابة رضوان الله عليهم لكتابة القرآن الكريم، وأجمع عليها كتاب المصاحف بعد ذلك، ومنهم كتاب المصاحف العمانيون إلى يومنا هذا وهي : قاعدة الحذف كحذف الألف من كلمة «ملك» من قوله تعالى: «مالك يوم الدين» بسورة الفاتحة. وقاعدة الزيادة كزيادة الألف في كلمة: «لاأذبحنه»، وقاعدة الهمز وهي رسم الهمزة على خلاف القواعد الإملائية مثل كلمة «الرؤيا» كتبت همزتها على السطر «الرءيا»، وقاعدة البدل وهي إبدال الألف واوا أو ياء في الرسم نحو: «الصلاة، الزكاة»، رسمت الألف فيها واوا: «الصلوة، الزكوة»، وقاعدة الفصل والوصل مثل رسم «أن لا» موصولة في بعض المواضع ومصولة في مواضع أخرى، ويتعرض البرنامج لبيان بعض العلل والأسرار لهذه الظواهر كما وردت في كتب الرسم القرآني.

مقتنيات أثرية..

اعتمد البرنامج على ديكور مميز صورت فيه حلقاته ومشاهده المختلفة، حيث اختار مهندس الديكور المعتصم السلامي لمسات فنية كان لها تميزها في إعطاء البرنامج جوانب متعددة من الناحية التصويرية والإخراجية، كصورة متكاملة للعمل.

وقال المعتصم السلامي حول الديكور الذي استخدمه في البرنامج: «الديكور فكرته عبارة عن مقتنيات أثرية وموروث ثقافي، ولا يعود لحقبة زمنية معينة، والتركيز على المخطوطات والمصاحف القديمة، والتركيز على أثمن المقتنيات التي لها علاقة مباشرة بفكرة البرنامج، مع إضافة بعض اللمسات الجمالية، والتشكيل والتنويع فيما يعرض ليصبح ديكور البرنامج أشبه بمعرض».

ويستوحي البرنامج تفاصيل الديكور من التاريخ الإسلامي لتجسيد انطباع حي حول حقبة تاريخية تعود إلى عهد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، كما أضيفت الأكسسوارات والإضاءات لإضافة جمالية في الصورة، وتم الحصول على المقتنيات الأثرية المستخدمة في البرنامج من جمال الكندي صاحب بيت قرشي الذي قدم تعاونه مع البرنامج وقدم مقتنيات أثرية فريدة من نوعها لتشكل صورة جمالية مميزة للعمل.

تقنيات سينمائية وتصويرية..

واعتمد التصوير في البرنامج على رؤية مدير التصوير محمد الحارثي الذي اعتمد في تصويره على الطرق السينمائية الحديثة، كما ظهر من خلال الإضاءة الخافتة المستخدمة في التصوير، واختيار الصورة السينمائية، والألوان الزرقاء مع الإضاءة الصفراء ووجود الدخان الذي يوحي بأن البرنامج فنتازي، يجمع بين الماضي والحاضر، كما يسعى البرنامج للارتقاء بالرؤية البصرية للأعمال التلفزيونية، حيث استخدمت التقنيات الحديثة في التصوير.

رسم وخطوط..

ويصاحب البرنامج الخطاط والرسام محمد القاسمي الذي يقوم برسم الخطوط كما كانت في المصحف العثماني وكتابتها أيضا بالخط الحالي، ورسم بعض الآيات كما كانت في عصر الصحابة، حيث يقوم الخطاط برسم كل آية يتم تدارسها في الحلقة في ذات الوقت، بالتزامن مع ما يقدمه الشيخ من شرح للآية القرآنية وطريقة كتابتها.

مقدمة البرنامج اعتمدت على استخدام الإنشاد الصوفي والدفّ، من خلال كلمات مميزة ينشدها مجموعة من المنشدين، والتي تعطي إضافة للبرنامج من الناحية التي توحي بالتكاملية، فالعمل له ثيم مشتركة بالمقدمة والفواصل التي تعرض خلاله، ويستمر البرنامج مدة عشرين دقيقة.

تشابه واختلاف

يسعى البرنامج لإظهار صورة جديدة واستثنائية للأعمال البرامجية التلفزيونية، وتوجهنا بالسؤال للمخرج سالم الحسني حول التحديات التي تواجه البرنامج في تأكيد عدم التشابه بين برنامج «الرسم القرآني»، وبرنامج «مخطوطات مهاجرة» الذي عرض العام الماضي من خلال شاشة تلفزيون سلطنة عمان فأجاب الحسني: «البرنامج بعيد كل البعد في فكرته عن برنامج مخطوطات مهاجرة، وطريقة العرض واختيار موقع تصوير العمل مختلفة أيضا، ولكن قد تتشابه آلية التصوير في بعض المشاهد، من خلال استخدام التقنيات السينمائية في التصوير»، وأكد مهندس الديكور المعتصم السلامي الذي شارك بديكور برنامج مخطوطات مهاجرة أيضا على أن البرنامجين مختلفان تماما في جميع ما سيراه المشاهد ويتابعه، إلا أن التشابه سيكون في شيء واحد لا يمكن الاستغناء عنه في البرامج المعتمدة على التاريخ وهو التركيز على وجود المقتنيات الأثرية والمخطوطات التاريخية، وهو ما اعتمد عليه البرنامجان في الديكور، وقال السلامي: «الهوية العمانية والموروث الأثري جزء لا يتجزأ من تاريخنا، وكان لزاما علينا ألا نستغني عن تلك الأثريات التي تضفي على البرنامج الكثير من الجماليات من النواحي الفنية، ولكن يبقى الاختلاف في طريقة الاستخدام والتوزيع والعرض، وقد يعود التشابه فقط بسبب وجود روح مهندس الديكور نفسه في كلا البرنامجين».