العرب والعالم

القوات العراقية تتقدم غرب «الموصل» والآلاف يتطوعون لتحرير «الحويجة»

15 مايو 2017
15 مايو 2017

مقتل شرطيين في هجوم انتحاري ببلدة «حديثة» -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - (رويترز):-

تقدمت قوات عراقية تدعمها الولايات المتحدة في أحياء يسيطر عليها تنظيم داعش في الموصل أمس في إطار سعيها لإخراج المقاتلين المتشددين المتمركزين في جامع رئيسي قبل شهر رمضان.

وبعد سبعة أشهر من بدء الحملة لاستعادة الموصل تحاصر القوات المتشددين في الركن الشمالي الغربي من المدينة حيث تقع المدينة القديمة التاريخية وجامع النوري الكبير الذي يرفع التنظيم المتشدد رايته عليه منذ يونيو 2014.

ونقل بيان عن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت قوله: إن «قطعات الشرطة الاتحادية استعادة سيطرتها على 15 كم مربع من مساحة المحور شمال غرب الموصل، وحررت قرى حسونة ودجلة ومعمل غاز الموصل وشقق الهرمات والهرمات الأولى والهرمات الثانية والهرمات الثالثة والهرمات الرابعة».

وأضاف: إن «الشرطة الاتحادية حررت أيضًا 50% من الاقتصاديين و17 تموز وتقدمت وفق تكتيكات عسكرية تضمن تحرير الأرض والمدنيين وفق السقف الزمني المحدد باتجاه مناطق العريبي والرفاعي والزنجيلي شمال المدينة القديمة».

وسيطرت قوات الرد السريع على أكبر معمل لتصنيع المتفجرات الكيماوية، وفككت عشرات العبوات المصنعة في منطقة 17 تموز، بحسب البيان.

وقال الملازم أول نوفل الضاري لرويترز في منزل تحول إلى قاعدة مؤقتة في حي الإصلاح الزراعي الغربي الذي استعادته القوات العراقية قبل ثلاثة أيام «لو استمررنا في التقدم بهذه السرعة فإننا نستطيع أن ننهي الأمر خلال أيام».

وأضاف: «هذه أنفاسهم الأخيرة إنهم محاصرون بشكل كامل»، وقال: إن قوة الدفع بيد قوات جهاز مكافحة الإرهاب رغم المقاومة التي يبديها مقاتلو التنظيم المتشدد في آخر معاقلهم في العراق، وتابع «لو حاصرت قطة داخل غرفة فإنها ستخدشك».

ويقول قادة عسكريون ومسؤولون من المخابرات: إنهم يستهدفون استعادة الجامع قبل شهر رمضان الذي يبدأ قرب نهاية شهر مايو حتى إذا بقيت جيوب تحت سيطرة المتشددين.

وقال الفريق الركن عثمان الغانمي رئيس أركان الجيش العراقي في تسجيل مصور وزعته وزارة الدفاع: «تقدمنا بجبهة واسعة أذهل العدو، وإن شاء الله سننتصر قبل رمضان ونعلن تحرير الموصل وأهل الموصل من دنس داعش». وكان يتحدث خلال زيارة لخطوط القتال في غرب الموصل. ويقول المسؤولون: إن الجامع الذي أعلن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش منه الخلافة على أراض في سوريا والعراق له قيمة رمزية واستراتيجية.

وقال الجندي فارس صلال في منزل آخر في حي الإصلاح الزراعي حيث يتردد صدى إطلاق نيران مدفعية متقطع: «كلما ازداد الحصار حولهم أصبحوا يقاتلون بضراوة. ليس لديهم مكان يلجأون إليه». وفي السياق ذاته، طالب المجلس العربي في محافظة كركوك، الحكومة الاتحادية إلى الموافقة على تطويع ستة آلاف مقاتل من سكان الحويجة مجانًا للمشاركة في تحرير القضاء من سيطرة «داعش».

وقال القيادي في المجلس ياسين العبيدي في مؤتمر صحفي عقده بكركوك: إن «عرب كركوك يرفضون ترك الحويجة ترزح تحت ظلم الإرهاب، وعلى رئيس الوزراء إطلاق عملية تحريرها فورا؛ لأن الحويجة تقتل بصمت تحت أنظار الحكومة، ونحمله المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية؛ لأن سكان الحويجة يفرون يوميًا بسبب استمرار الحصار عليهم».

وأضاف: إن «عرب كركوك قدموا طلبًا لرئيس الوزراء للموافقة على تطويع ستة آلاف مقاتل من سكان الحويجة مجانًا، على أن يتم تسليحهم وتوفير الغذاء لهم فقط للمشاركة في تحرير القضاء».

ولفت القيادي إلى أن «على الأمم المتحدة والتحالف الدولي وحكومة بغداد وإربيل وإدارة كركوك، الإقرار بأن الحويجة مدينة منكوبة والتحرك الفوري لتحريرها وتخليصها من مجاعة إنسانية».

وختم العبيدي حديثه بالقول: إن «الدعوات تكررت ولكننا لا نجد أي استجابة لعملية إطلاق تحرير الحويجة على الرغم من تحقيق نصر كبير في معارك الموصل ضد عصابات «داعش» الإرهابية.

من جهة أخرى، تمكن ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أمس من التسلل إلى بلدة حديثة التي صمدت في وجه هجمات متكررة من المتشددين واشتبكوا مع القوات العراقية ما أدى إلى مقتل اثنين من رجال الشرطة، وفق مصادر في الشرطة

ولم تسقط مدينة حديثة بيد تنظيم داعش الذي سيطر على أغلب مناطق ومدن محافظة الأنبار كبرى المحافظات في العراق من حيث المساحة.

وقال رئيس مجلس حديثة خالد سلمان: إن ثلاثة انتحاريين تسللوا إلى المدينة اشتبكوا مع رجال العشائر وقوات الأمن، وقتل شرطيان خلال الهجوم، وأضاف: إن «قوات الأمن حاصرت المهاجمين في داخل منزل وتمكنت من قتلهم جميعا». وأكد ملازم في الشرطة حصيلة القتلى، مشيرًا إلى أن الشرطيين قتلا إثر قيام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه.