عمان اليوم

جمعية مرض السكري تنظّم ملتقى «تَحكّم بالسكري في رمضان»

15 مايو 2017
15 مايو 2017

توعية للمصابين بخصوصيات التعامل مع المرض -

نظمت الجمعية العمانية لمرض السكري بالتعاون مع المركز الوطني للسكري والغدد الصماء الملتقى الصحي التوعوي بعنوان (تَحكّم بالسكري في رمضان) الذي يهدف إلى توعية المصابين بداء السكري على خصوصيات التعامل مع مرض السكري أثناء فترة الصيام خلال شهر رمضان المبارك بحضور عبدالمنعم بن راشد بن سعيد السعيدي من المديرية العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية والدكتور أحمد البوسعيدي عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية لمرض السكري وعدد من أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء من منتسبي الجمعية وعدد من الكوادر الطبية والفئات الطبية المساعدة، وذلك بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر.

بدأت فعاليات الملتقى بكلمة للدكتور أحمد البوسعيدي عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية لمرض السكري أوضح من خلالها أن داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه، والأنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم.

ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع مرور الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم.

والثاني هو (داء السكري من النمط 2) يحدث هذا النمط (الذي كان يُسمى سابقًا داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكِبر) بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للأنسولين، وتمثل هذه الحالات 90% من حالات داء السكري المسجّلة حول العالم، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني.

وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحًا في كثير من الأحيان.

ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.

وهذا النمط من داء السكري لم يكن يُصادف إلا في البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن مع الأطفال أيضًا.

وأضاف: أما النوع الثالث فهو (داء السكري الحملي ) السكر الحملي هو فرط سكر الدم الذي تزيد فيه قيم جلوكوز الدم على المستوى الطبيعي، دون أن تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، ويحدث ذلك أثناء الحمل. والنساء المصابات بالسكر الحملي أكثر تعرضًا لاحتمالات حدوث مضاعفات الحمل والولادة، كما أنهن أكثر تعرضًا لاحتمالات الإصابة بداء السكري من النمط 2 في المستقبل. ويُشخّص داء السكري الحملي عن طريق الفحوصات الخاصة لما قبل الولادة.

استشارة الطبيب

بعدها بدأت الجلسة الأولى بمحاضرة ألقاها الدكتور علي المقبالي استشاري أمراض السكري والغدد الصمّاء تطرق من خلالها إلى كيفية التحكّم بمرض السكري في رمضان، حيث أوضح أنه إذا كنت مريضًا بالسكري، وتخطط للصيام خلال شهر رمضان المبارك، فإنه من الضروري أن تستشير فريق الرعاية الصحية الذي يتولى علاجك من السكري قبل دخول شهر رمضان بمدة كافية، وذلك لأن الصيام قد يكون خطيرًا على بعض مرضى السكري، وسوف يوضح لك الفريق الطبي المعالج ما إذا كان بإمكانك الصيام بأمان خلال شهر رمضان، فإذا كنت قادرًا على الصيام، فإن هذا الفريق سوف يقدم لك النصائح والإرشادات اللازمة حول كيفية إدارة حالتك طوال شهر رمضان المبارك.

وأضاف الدكتور المقبالي: إن الصيام ينطوي على مخاطر متعددة بالنسبة لمرضى السكري -النوع الأول، ومرضى السكري- النوع الثاني الذين لم يحسنوا التحكم في مستويات جلوكوز الدم، ومن أكبر مضاعفات السكري المحتملة التي قد يسببها الصيام؛ الهبوط الخطير في سكر الدم (فرط هبوط سكر الدم أو الهيبوجلايسيميا)، والارتفاع الخطير في سكر الدم (فرط ارتفاع سكر الدم أو الهايبرجلايسيميا)، والحماض الكيتوني، والخُثرات الدموية لدى مريض السكري، أما الجلسة الثانية فكانت عن النظام الغذائي الصحي في رمضان وترأستها أ.لولوة الخاطرية أخصائية تغذية علاجية التي وضحت الحمية الغذائية في رمضان.

وقالت: يصيب من يعتقد أن شهر رمضان هو شهر الحمية الحقيقية، ليس فقط لأنه شهر الصيام، ولكن لأنه شهر الانتظام، الانتظام في مواعيد تناول الطعام والانتظام في مواعيد النوم، والانتظام في مواعيد تعاطي العلاج المرتبطة بأوقات الطعام المنتظمة، وأضافت: إن أهم أسباب تذبذب مستوى السكر في الدم هو عدم الانتظام سواء في أوقات أو كميات أو نوعيات الطعام أو في مواعيد تعاطي حبوب تخفيض السكر أو حقن الأنسولين لذا يعتبر شهر رمضان هو أساس علاج هذا التذبذب والتأرجح في مستوى السكر في الدم، ويعتقد البعض صوابًا أن شهر رمضان الفضيل فرصة لمقاومة السمنة، لما للصيام من فوائد على جميع أجزاء الجسم، حيث يقوم الجسم بالتخلص من الفضلات المتراكمة في الجسم، ويساعد في التخلص من الدهن الزائد في الجسم، وبالتالي التخلص من الوزن الزائد، وهذا ويعطي الصائم شعورًا بالراحة النفسية والطمأنينة وأيضًا راحة للجهاز الهضمي وفرصة لإعادة نشاطه، إلا أننا نجد أن المفهوم العام لدى الناس معكوس، فنجدهم يتسابقون لشراء المواد الغذائية بكميات غير معقولة، ومن جميع الأصناف الغذائية عديمة القيمة الغذائية، وبدون توازن في المجموعات الغذائية الرئيسية، ويمكن للصائم تناول أكلات شهية، ولكن بأقل سعرات حرارية، وأقل دهون والاستفادة من شهر رمضان في تخفيف الوزن والمحافظة على الوزن المثالي. ولعل أفضل نظام غذائي هو النظام النبوي في تناول الطعام حيث حث ديننا الإسلامي على عدم ملء المعدة بالطعام وجعل ثلثها للطعام، وثلثها للشراب، والثلث الأخير للهواء، ولعل هذه النصيحة النبوية هي ما يحتاجه مريض السكري في شهر رمضان المبارك.

ومن جانب آخر، يتساءل البعض عن كيفية البدء بالإفطار ونقول إنه يمكن تناول بعض التمرات ولكن تذكر أن ثلاث تمرات تحوي 25 جرامًا من الكربوهيدرات أي ما يعادل تفاحة ونصف أي ما يعادل مائة سعرة حرارية ففكر في إحراقها قبل تناولها، وعندما تقرأ عن الطرق المتبعة لتحسين السلوك والعادات الغذائية، نجد أن التغذويين ينصحون عند الإفطار البدء بكمية قليلة من الطعام مثل عدد قليل من حبات التمر أو حساء دافئ أو عصير غير مثلج أو ماء فاتر، وبعد نصف ساعة البدء بالأطباق الرئيسية وبكميات معقولة.

مع محاولة تحديد عدد الوجبات بأن لا تزيد عن ثلاث وجبات باليوم، وحاول تنظيم أوقاتها بحيث تكون ثابتة، وممارسة رياضة المشي على الأقل نصف ساعة متواصلة في اليوم مع التقليل من النوم خلال ساعات النهار.

وفي نهاية الجلسة الثانية، تم عمل مسابقة ثقافية تديرها أ.لولوة الخاطرية، وحلقات العمل الأولى لخريطة المحادثة «السكري في رمضان بقيادة فريق العمل للتثقيف الصحي، حيث إن الوقاية ثبت فعالية التدابير البسيطة المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من داء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره،وللمساعدة على الوقاية من داء السكري من النمط 2 ومضاعفاته. أما الجلسة الثالثة فقد ترأسها عبدالمنعم بن راشد السعيدي باحث شؤون إسلامية بالمديرية العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حيث تطرق إلى توضيح الأسئلة المتعلقة للمصابين بالسكري في شهر رمضان من الناحية الدينية.

في نهاية الملتقى تم تنظيم حلقات لطريقة خريطة المحادثة «السكري في رمضان بقيادة فريق العمل للتثقيف الصحي، حيث إن الوقاية أثبتت فعالية التدابير البسيطة المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من داء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره.

وللمساعدة على الوقاية من داء السكري من النمط 2 ومضاعفاته، ينبغي للأشخاص العمل بها على النحو التالي على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه، وممارسة النشاط البدني - أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم في معظم أيام الأسبوع، ويتطلب ضبط الوزن المزيد من النشاط البدني؛ اتباع نظام غذائي صحي يشمل ثلاث إلى خمس حصص يومية من الفواكه والخضر، والحد من مدخول السكر والدهون المشبّعة.

في الختام، قام عبدالمنعم بن راشد السعيدي من المديرية العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بتكريم المحاضرين في الملتقى.

الجدير بالذكر أن الجمعية العمانية لمرض السكري قامت ببذل أقصى الجهود، وتسخّر كافة الإمكانيات لمساعدة مرضى السكري من خلال القيام بالفحوصات لقياس مستوى السكري والضغط لدى المشاركين في الملتقى، بالإضافة إلى نشر الوعي حوله.