شرفات

ترجمة جديدة لرواية «عندما تشيخ الذئاب»

15 مايو 2017
15 مايو 2017

«العمانية»: صدرت في الهند مؤخرا ترجمة لرواية «عندما تشيخ الذئاب» للكاتب جمال ناجي إلى «المليالمية»، إحدى اللغات الرسمية الهندية، وقام بترجمة الرواية التي صدرت عن دار نشر «دي سي بوكس»، الدكتور ن.شمناد، وهو رئيس قسم اللغة العربية في كلية جامعة تروننتبرام - كيرلا، بالهند.

وأعد المترجم مقدمة تضمنت خلفية عن الرواية، وسيرة إبداعية لصاحبها، وتلخيصا لعناصرها الفنية، متوقفًا عند استخدام تقنية تعدد أصوات الرواة، ومحللا الشخصيات في ضوء مكونات الشخصية العربية.

وقال «شمناد» في المقدمة إن هذه الرواية مكتملة من حيث التكنيك واللغة السردية والحوارية، إذ يختار الروائي تقنية تعدد الوجوه والأصوات، فينسحب الراوي العليم ليفسح المجال أمام شخصيات متعاقبة، تروي أحداثًا ومشاهد تتكرر وتختلف وتتنامى من شخصية إلى أخرى.

وتقع الرواية التي صدرت طبعتها العربية الأولى سنة 2009 ضمن مشروع التفرغ الإبداعي الذي أطلقته وزارة الثقافة الأردنية، في خمسين فصلًا قصيرًا، تسرد خلالها كل شخصية حكايتها بلغتها الخاصة.

وهي تكشف الجوانب الخفية لمجتمع المدينة الذي يتستر على الكثير من التجاوزات والممارسات السياسية والدينية والجنسية والاجتماعية، مخفيًا ما هو مسكوت عنه في منظومة القيم التي تنهار تباعًا بحكم الإحباطات والتحولات التي يعيشها، وما يكتنف هذه التحولات من أسرار تقف وراء الاختلالات التي تطال عمق الحياة في المدينة.

وتبدو مسألة تهافت المثقفين على السلطة، جلية في شخصية البطل الذي يرتقي ويتسلم منصبًا مهمًا في الدولة بعد أن كان مناضلا يساريا، في حين يصطدم الاعتدالُ بنزعات التطرف التي تمثلها إحدى الشخصيات التي تريد تغيير الحياة بالسيف.

ويشكل أحد الأحياء الفقيرة في عمّان منطلقًا لشخصيات الرواية إلى عالم المنافع والنفوذ، بعد أن يشهد أحداثًا طاردة تدفعهم إلى البحث عن بدائل تؤدي إلى تغيير مسارات حياتهم ضمن حزمة من القيم المتهتكة القائمة على استثمار الدين لغايات شخصية.

وتمثل هذه الرواية نوعًا من «تصفية الحساب» مع الحياة، لكن لكل شخصية أسلوبها ومنطلقاتها في هذه التصفية، خصوصًا أن «ذئاب» الرواية (شخوصها) تستشعر الخطر حين تكتشف صقيع واقعها الذي يتناقض مع قناعاتها وطموحاتها، وهو الصقيع الذي يرغمها على تغيير مساراتها وتوجهاتها.

يُذكر أن جمال ناجي أصدر روايته الأولى «الطريق الى بلحارث» عام 1982، ثم توالت إصداراته في الرواية والقصة، أبرزها: «وقت» (1984)، «مخلفات الزوابع الأخيرة» (1988)، «رجل خالي الذهن» (1989)، «الحياة على ذمة الموت» (1993)، «رجل بلا تفاصيل» (1994)، «ليلة الريش» (2004)، «ما جرى يوم الخميس» (2006)، «غريب النهر» (2011) و»موسم الحوريات» (2015).