1011825
1011825
العرب والعالم

ولـد الـشيـخ يـقـتـرح هـدنـة جـديـدة فـي الـيمـن

14 مايو 2017
14 مايو 2017

الكوليرا تودي بحياة 115 شخصا -

الدوحة - صنعاء - عمان - وكالات:

أعلن إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممي إلى اليمن أمس، أنه بحث في الرياض أمس الأول مقترحًا بشأن إبرام هدنة ووقف للقتال في اليمن قبل شهر رمضان، يأمل في أن تكون تمهيدًا لاستئناف محادثات السلام بين الأطراف اليمنية.وأوضح ولد الشيخ في جلسة «الأزمات السياسية وانعكاساتها على استقرار الشرق الأوسط» التي عقدت أمس ضمن أعمال منتدى الدوحة السابع عشر في قطر: «نعمل في الوقت الراهن لأجل التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار في اليمن قبل حلول شهر رمضان تمهيدا للدخول في جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف، ووقف العمليات العسكرية بمنطقة ميناء الحديدة».

وقال ولد الشيخ: إن ثمة جهودا تبذل للتوصل إلى حل يتعلق بمرفأ الحديدة، مضيفًا: «نحتاج إلى توافق جميع الأطراف لوقف النزاع وهذا من شأنه أن يخفف من معانة الشعب اليمني ويفسح المجال للتوصل إلى حل سلمي للصراع»، داعيًا الأطراف المختلفة إلى الانخراط في الهدنة كخطوة نحو السلام الشامل في اليمن وإنهاء «مأساة الشعب اليمني»، مضيفا: إن استمرار تردي الأوضاع هناك يهدد الاستقرار والسلم بالمنطقة.

وأوضح ولد الشيخ أن الوضع في اليمن هو «نتاج التدخلات الخارجية وأن الأطراف الداخلية لا تلتزم بواجباتها تجاه الحل السلمي للمشكلة»، واصفا الوضع هناك بأنه «فظيع». وقال إن الصراع قد راح ضحيته حتى الآن أكثر من 8 ألاف قتيل مع إصابة أكثر من 44 ألف شخص.

وأشار ولد الشيخ إلى أن «اليمنيين حينما قاموا بثورتهم كانوا في طريقهم نحو بناء الدولة وتحقيق التنمية وحل المشكلات العالقة بعد الحوار الوطني الشامل الذي أعقب الانتقال السلمي للسلطة».

إلى ذلك، ينتشر وباء الكوليرا بشكل سريع في أنحاء اليمن، ما أسفر عن وفاة 115 شخصًا في أسبوعين، حيث لم تعد المستشفيات التي تضررت اثر عامين من الحرب قادرة على استيعاب المرضى.

وتدفق مرضى يشتكون من اعراض الكوليرا إلى المنشآت الصحية، في وقت حذرت منظمات الإغاثة الدولية من وضع إنساني كارثي ودعت السكان لاتخاذ الاحتياطات اللازمة الخاصة بالنظافة.

وفي مؤتمر صحفي عقده في صنعاء، قال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دومينيك ستلهارت، «نواجه حاليا خطر انتشار جدي للكوليرا».

وأوضح أن الأرقام التي تم جمعها من وزارة الصحة اليمنية تفيد بأن الكوليرا أودت بحياة 115 شخصا بين 27 أبريل وأمس الأول السبت.

وقال إنه تم إعلان أكثر من 8500 شخص يشتبه إصابتهم بالمرض خلال الفترة ذاتها في 14 محافظة في أنحاء اليمن، مقارنة بـ2300 حالة في عشر محافظات الأسبوع الماضي.

ومن جهتها، عبرت منظمة أطباء بلا حدود الأحد عن مخاوفها من ألا تتمكن السلطات الصحية اليمنية وحدها من التعامل مع الأزمة.

ودعت في بيان «المنظمات الدولية إلى زيادة مساعداتها بشكل سريع لوقف تفشي المرض».

ويتسبب وباء الكوليرا الشديد العدوى بإسهال حاد وينتقل عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته. وقال ستلهارت إن «الوضع الإنساني في اليمن كارثي».

وأوضح أن «أكثر من أربعة مصابين بالكوليرا يرقدون في سرير واحد، هناك أشخاص في الحدائق وبعضهم حتى في سياراتهم مع مصل وريدي معلق من النافذة».

وأشار إلى أن أزمة نفايات في العاصمة تسبب بها إضراب نفذه عمال النظافة التابعون للبلدية لمدة عشرة أيام وانتهى مع عطلة نهاية الأسبوع، للمطالبة بالحصول على أجورهم، ساهمت في تفشي المرض. وارتفعت أكوام القمامة في شوارع العاصمة صنعاء، حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن تعفن النفايات.

وأوضح ستلهارت للصحفيين أن منظمته الإغاثية قررت توسيع عملياتها «بشكل كبير» في اليمن، ليس بسبب الكوليرا فحسب، بل بسبب الوضع الإنساني الشامل.

وحذرت الأمم المتحدة من أن 17 مليونًا، أي ما يعادل ثلثي السكان، يواجهون خطر المجاعة في اليمن.

وقال وزير الصحة العامة والسكان «في حكومة الإنقاذ الوطني» الدكتور محمد بن حفيظ في تصريح صحفي: «الجميع يعرف أننا نعمل بدون أي نفقات أو موازنات، وما هو متاح من إمكانات هو ما يمكن توفيره عبر المنظّمات الدولية، والإمكانات المطلوبة كبيرة جداً ولكن الأهم هو تضافر كافة الجهود وقيام كل جهة ووزارة بدورها». وأضاف: «الحصار والحرب هي أبرز المعوقات أمام وصول المساعدات والخدمات الصحية إلى محتاجيها، وإغلاق مطار صنعاء الدولي كانت له آثار صحية سلبية كبيرة فقد حرم كل المرضى الذين لم يعد القطاع الصحي في اليمن قادرًا على تقديم خدمات تخصّصية عالية لهم، من السفر لطلب تلك الخدمات ممّا سبّب الكثير من الوفيات والعاهات المستديمة والمعاناة اليومية».

ودعا ابن حفيظ كافة منظّمات حقوق الإنسان ومنظّمات الأمم المتحدة إلى الضغط على دول التحالف لفك الحصار وإيقاف هذه الحرب الجائرة الظالمة على الشعب اليمني.