صحافة

القدس :سقوط القناع عن وجه نتانياهو

12 مايو 2017
12 مايو 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: سقوط القناع عن وجه نتانياهو، جاء فيه:

حالة القلق والريبة والهستيريا التي تخيم على القيادة الإسرائيلية اليمينية، وخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، كما عكستها وسائل الإعلام الإسرائيلية، جراء القمة الأمريكية العربية الإسلامية المرتقبة في السعودية، والتحرك المتسارع للرئيس الأمريكي نحو إحياء عملية السلام بهدف التوصل إلى حل شامل، ومخاوف نتانياهو من اقتناع ترامب بمبادرة السلام العربية وربما فرضها على إسرائيل، هذه الحالة الغريبة العجيبة تسقط القناع عن وجه نتانياهو الحقيقي، الذي طالما تظاهر برغبته في السلام وادعى ان السلام غير ممكن مع الفلسطينيين وأن الحل يجب أن يكون ضمن إطار عربي إقليمي.

هذه المعزوفة التي رددها نتانياهو في ظل ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما للتهرب من عملية السلام واستحقاقاتها، أصبحت بمثابة الفخ الذي نصبه نتانياهو لنفسه، فبعد ان رفض الجهود الفرنسية والمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام، في باريس تحت نفس الذريعة، ها هو اليوم يتخوف ويقلق من السلام الإقليمي، بعد ان أبدت الدول العربية والإسلامية استعدادها لمقايضة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 بإنهاء الصراع وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.

لقد سقط قناع نتانياهو لأنه يثبت اليوم ان تلك الذريعة التي تمسك بها سابقا لم تعد قائمة وأن رفضه او تخوفه لجهود ترامب اليوم وقلقه من التفاهم الأمريكي العربي الإسلامي، إنما يؤكد ان نتانياهو لم يرد السلام مع الجانب الفلسطيني ولا الدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين، تماما كما يرفض اليوم الدخول في مفاوضات سلام جادة على أساس مبادرة السلام العربية وضمن إطار التحرك الجديد للرئيس ترامب. إن ما يجب أن يقال هنا، إن هذه الحكومة اليمينية الإسرائيلية تقف اليوم أمام أصعب اختبار لها، ليس في مواجهة الجانب الفلسطيني أو العربي او الإسلامي، وإنما في مواجهة أكبر حلفائها، الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب. فحملات الخداع والتضليل والتشويه للجانب الفلسطيني ومواقفه ورفضه المزعوم للسلام قد تحطمت على صخرة الجهد السياسي والدبلوماسي والنضال الدؤوب لشعبنا وقيادته التي أثبتت للعالم أجمع حرصها على إيجاد حل سلمي شامل وعادل للقضية الفلسطينية، على أساس مقررات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

كما أن ما يجب أن يقال هنا إن الأيام والأسابيع القادمة سوف تضع إسرائيل أمام هذا الاختبار، فإما أن تواصل مناوراتها وتعنتها وتضليلها وتحبط جهود الرئيس ترامب، وفي هذه الحالة يكون الجانب الفلسطيني قد حقق إنجازا جديدا بعد أن يدرك العالم أجمع من هو الذي يحول دون التوصل إلى حل سلمي . وإما أن تتراجع تحت الضغوط الأمريكية والدولية المختلفة وتذعن إلى إرادة المجتمع الدولي بضرورة إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. وفي كلتا الحالتين مطلوب من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مواصلة الجهود ومحاصرة النهج الإسرائيلي الرافض للسلام وصولا إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم.