صحافة

الحياة الجديدة : إضراب الأسرى رافعة وطنية

12 مايو 2017
12 مايو 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب يحيى رباح، مقالاً بعنوان: نبض الحياة - إضراب الأسرى رافعة وطنية جاء فيه:

في عبوره العظيم الى اليوم الثالث والعشرين، يصعد إضراب الأسرى عن الطعام، إضراب الحرية والكرامة، إضراب الأمعاء الخاوية، ليكون حدثا وطنيا وإقليميا ودوليا بامتياز، فهو إضراب الإرادة، الذي يشارك فيه الأسرى جميعهم، حيث هدفهم الوطني الذي يشملهم جميعا أعلى من أي انتماء حزبي أو أيديولوجي، وحيث مطالبة إنسانية، فلا يختلف احد على أحقية هذا الإضراب، وأهدافه المشروعة، وانكشاف المؤسسة الإسرائيلية عارية تماما، وعاجزة عن تبرير نفسها، فكيف ستفسر إسرائيل شذوذ السجن الإداري، أجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية عاجزة عن إثبات تهمة بحق هذا الأسير الفلسطيني فتلجأ إلى اقصر الطرق وأكثرها عنصرية وبشاعة وانحطاطا أخلاقيا، السجن الإداري لسنوات، ومثل هذا الشذوذ تنفذه مصلحة السجون الإسرائيلية في الحجز الانفرادي، في منع زيارة الأهل والمحامين، في تعطيل واجبات الصليب الأحمر، في الإهمال الطبي، شيء ما يذكرنا بأن كل ما اشتكت منه الحركة الصهيونية من عنصرية النازية، وشذوذها، تطبقه إسرائيل اليوم جهارا نهارا، وماذا يفعل الأسرى الفلسطينيون؟؟؟ انهم داخل السجن ليس أمامهم سوى الاحتجاج بما يستطيعون، الامتناع عن الطعام، معدة خاوية، تعرية أساطير المحتل، وإخراجها من غطائها الإنساني، وتحويلها إلى هوة عميقة تلتهم كل الأكاذيب عن الدولة الديمقراطية، الدولة الأخلاقية، حتى ان الحوار العميق وصل إلى الصحافة الإسرائيلية، وكتاب الرأي، وجماعات حقوق الإنسان في العالم اجمع وفي إسرائيل نفسها، هؤلاء الأسرى هم أبطال شعبهم، ومحاكماتهم بأحكام جائرة مثل المؤبدات الكثيرة، وتداعي بعض الأكثر تطرفا في إسرائيل إلى دعوات الإعدام هي هرطقة من نوع هابط جدا، بعض رموز إسرائيل والحركة الصهيونية كانوا محكومين بالإعدام، فلماذا قالت عنهم إسرائيل انهم أبطال، بينما تقول عن أبطال ورموز الحركة الفلسطينية الأسيرة انهم مجرمون، ويستحقون الإعدام، وتمارس ضدهم كل الممارسات الشاذة، وهم داخل السجون يقضون محكومياتهم؟ وبدل أن تستجيب إسرائيل لمطالبهم، فإنها تبالغ في تعذيبهم وهم داخل السجون انه شيء لا إنساني بامتياز، وكل ما تهدد به إسرائيل، فإن الحركة الفلسطينية الأسيرة واجهته فعلا داخل السجون، فالحركة الفلسطينية الأسيرة ذات تاريخ مجيد، وذات ذاكرة ثرية، وإبداعات خارقة، ومهما كانت التهديدات مثل التغذية القسرية تصل بمنفذيها إلى محكمة الجنايات الدولية، حتى هذه فإن الحركة الفلسطينية الأسيرة قد واجهتها من قبل، ويا متطرفي إسرائيل، لم يبق عندكم في الجعبة من سهام جديدة، كل شي جربناه من قبل، وقد حل زمن انكشاف الاحتلال بأنه ابشع فعل إنساني، ولقد حل زمن إنهاء الاحتلال.

وحتى محاولات إسرائيل بث الفرقة في صفوف الأسرى المضربين باءت بالفشل، وحل بدلا منها انخراط جديد في الإضراب كل يوم، وتوسع في معاني الإضراب لتصبح مفرداته جزءا من ذاكرة الشعوب في كل مكان على مستوى العالم، وأي طرف فلسطيني يلعب خارج إضراب الأسرى الذي تدعمه القيادة بكل مستوياته والشعب بكل شرائحه، فإنه يذهب بصاحبه حتما إلى الهوان.

يا أسرانا البواسل، لكم المجد، ولكم النصر، ولكم الحرية التي تستحقونها، ولكم الدولة المستقلة التي ضحيتهم من اجلها.