كلمة عمان

نتائج طيبة ينبغي تعزيزها باستمرار

12 مايو 2017
12 مايو 2017

تحتفل الأمم المتحدة، هذه الأيام، بأسبوع السلامة المرورية، وذلك من أجل التركيز على أهمية وضرورة العمل، بكل السبل الممكنة، من أجل الحد من الخسائر البشرية بسبب حوادث المرور، والتي تصل إلى نحو 1،2 مليون ضحية سنويا، بخلاف أضعاف ذلك الرقم من المصابين، بكل ما يعنيه ذلك من خسائر.

وبينما كانت السلطنة صاحبة مبادرة في توجيه اهتمام الأمم المتحدة إلى العناية بالسلامة على الطرق، قبل سنوات، فلعله مما له أهمية ودلالة، إنه في حين تعاني عدة دول عربية، وغير عربية بالطبع، من ازدياد الخسائر البشرية والمادية المترتبة على الحوادث المرورية، فإن السلطنة نجحت بشكل ملموس، ووفقا للأرقام المعلنة، في السيطرة على الحوادث المرورية ودفعها نحو الانخفاض المتواصل على مدى الأعوام الأخيرة، خاصة بعد التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – للعمل بكل السبل الممكنة للحد من الخسائر البشرية ونزيف هذه الحوادث، ودعوة جلالته الأهل والأسر والشخصيات ذات التأثير الاجتماعي، ومختلف المؤسسات للقيام بدورها لتحقيق هذا الهدف لصالح أبنائنا وأسرنا والمجتمع ككل . وبالفعل بذلت شرطة عمان السلطانية ـ الإدارة العامة للمرور - ومختلف المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية والثقافية، ولا تزال تبذل، جهودا متعددة، بما في ذلك إدخال تعديلات على بعض بنود قانون المرور واللائحة التنفيذية له، وهو ما بدأ ينعكس على الإحصائيات الخاصة بحوادث المرور في السلطنة.

وفي هذا الإطار، فإن الندوة التي عقدت قبل أيام، حول «دور قانون المرور في الحد من الحوادث والحفاظ على الأرواح والممتلكات»، قد ألقت الضوء على جانب مما تحقق في هذا المجال . فقد أكد العميد مهندس محمد بن عوض الرواس مدير عام المرور بشرطة عمان السلطانية أن السلطنة شهدت انخفاضا في عدد الحوادث للسنة الرابعة على التوالي . وأشارت الأرقام في تلك الندوة إلى انخفاض عدد الحوادث في عام 2016 بنسبة 42،5 % تقريبا مما كانت عليه عام 2012، إذ انخفضت من 8209 حوادث إلى 4721 حادثا، كما انخفض عدد حالات الوفاة بسبب الحوادث بنسبة 45 % وعدد الإصابات بنسبة 31 %، وهى نسب كبيرة وملموسة وتدعو إلى التفاؤل والسعادة بنجاح الجهود التي بذلت، والأكثر أهمية من ذلك، أنها تدفعنا، حكومة ومجتمعا ومؤسسات، إلى مواصلة العمل والتعاون بين كل الأطراف، بما في ذلك الأسر وأولياء الأمور، من أجل توعية وتبصير أبنائنا وبناتنا بمخاطر الحوادث المرورية، حتى في حالات النجاة منها، لأن الإصابات المرتبطة بتلك الحوادث تستمر آثارها في أغلب الحالات إلى سنوات طويلة وقد تؤدي إلى إعاقات دائمة، يدفع الإنسان ثمنها من حياته ومستقبله . وعندما تكون شريحة الشباب، تحت 25 عاما هي الشريحة الأكثر تسببا في الحوادث المرورية، وإن الإهمال والسرعة الزائدة واستخدام الهواتف أو الانشغال بها أثناء السياقة وسلوكيات السياقة غير الآمنة، هي من بين الأسباب الرئيسية في الحوادث، فإننا مع ترحيبنا وسعادتنا بانخفاض أعداد الحوادث، إلا أننا نحتاج إلى استمرار الجهود للحد بشكل أكبر من الخسائر المترتبة عليها بشكل أكبر، سواء كانت بشرية أم مادية، وهذا دور علينا جميعا الإسهام فيه.