المنوعات

هل تسيطر النزعة الذكورية على عالم الإنترنت؟

10 مايو 2017
10 مايو 2017

ميونيخ «د.ب.أ»: - بول أوستر كاتب ومخرج أمريكي من مواليد 3 فبراير 1947 في مدينة نيو آرك بولاية نيوجيرسي الأمريكية، لأبوين يهوديين ينحدران من أصل بولندي. اشتهر بروايات بوليسية ذات طابع خاص، كما أنه اشتهر بترجمته للشعر والكتب باللغة الفرنسية.

أما زوجته سيري هاشتفدت، وهي أيضا من مواليد فبراير ولكن عام 1955، فهي أيضا كاتبة، ولها روايات مهمة تحولت إلى أعمال سينمائية، بعبارة أخرى كلاهما من الكتاب الذين حققوا سمعة عالمية كبيرة ومكانة مرموقة، بالرغم من ذلك فإن صفحة أوستر على موقع موسوعة ويكيبيديا يكاد يصل حجمها عشرة أضعاف صفحة زوجته هاشتفدت، التي ارتبط بها منذ عام 1982.

هذا الخلل لا يبرز فقط في حالة أوستر وهاشتفدت، بل يكاد يكون ظاهرة عامة على موقع ويكيبيديا، بحسب ما يؤكده الفريق النسائي الذي يعمل على مشروع «المنصة» أو «Platform» من مدينة ميونيخ الألمانية، والذي يرجع السبب في ذلك في المقام الأول إلى أن غالبية العاملين والمحررين على موقع الموسوعة العالمية من الرجال. ومن ثم يسعى مشروع المنصة من خلال مجموعة من ورش العمل إلى تحرير المزيد من البيانات لملء الصفحات الخاصة بالنساء على ويكيبيديا وخاصة الفنانات والكاتبات المبدعات، وقد وجهن الدعوة إلى النساء من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا الجهد من أجل معالجة هذا الخلل المجحف بحق النساء.

تشير العديد من الدراسات إلى أن نسبة مشاركة النساء في تحرير البيانات على موسوعة ويكيبيديا تتراوح بين 6% و23%، وهو ما يؤكده المتحدث باسم الموقع الإلكتروني، يان آبل، إلا أن هذه في النهاية تعد واحدة من صور السيطرة الذكورية على موقع الإنترنت.

«ألاحظ على الشبكة العنكبوتية في كثير من الأحيان أن الرجال هم الأكثر تحقيقا للنجاح، وهم الأكثر ظهورا وغالبا ما تكون أعمالهم وإنجازاتهم في دائرة الضوء»، تؤكد الكاتبة الصحفية والمدونة ماريس كايزر. وتكتب ماريس في مدونتها «Kaiserinnenreich.de» التي تحررها بالألمانية عن أهمية الاعتراف بدور المرأة وإنجازها في مجالات الإبداع. ولا يختلف الحال كثيرا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تكون الغلبة والشهرة والظهور الأقوى للذكور مقارنة بالنساء.

فمن بين المواقع العشرة على موقع فيسبوك التي تسجل أعلى نسبة إعجاب (Like) على مستوى العالم، ثلاثة منها فقط للنساء مقابل سبعة للرجال. والثلاث صفحات لنساء مطربات شهيرات: الكولومبية اللبنانية شاكيرا، والأفروأميريكية من باربادوس ريانا ومطربة البوب الأمريكية تايلور سويفت. ويتكرر الأمر بصورة أسوأ مع قنوات الإنترنت مثل يوتيوب، حيث من بين القنوات العشرة الأعلى من حيث عدد المشتركين «subscribes» يتراجع العدد المخصص للنساء إلى اثنتين فقط من نصيب كلا من ريانا وتايلور سويفت.

تقول لورا لانج، إحدى المحررات المشاركات في ورشة ويكيبيديا لتصويب الخلل الذي تتعرض له صفحات النساء على الموسوعة العالمية، إن «النساء تحققن في العادة نجاحات تفوق الرجال فيما يتعلق بالموضوعات السطحية وقضايا لها علاقة بالصور النمطية المرتبطة بوضع المرأة واهتماماتها الأنثوية كمستحضرات التجميل والأزياء، وصفات التخسيس أو كيفية الحصول على جسد رشيق ومتناسق، وصفات الطهي، أو حتى التي تتعلق بكيفية استعادة الثقة في النفس والمظهر وتقدير الذات».

تشارك خبيرة التسويق على شبكة الإنترنت سيسل شنايدر في ورشة ويكيبيديا، حيث تطرقت إلى العواقب السلبية التي تتعرض لها النساء كثيرا الشبكة العنكبوتية، حينما تقدمن على التعبير عن رأيهن في موضوع ذي طابع سياسي أو قضايا مثيرة للجدل.

وتشير شنايدر إلى دراسة أجرتها صحيفة الجارديان، توضح أنه من بين عشرة محررين تعرضوا لانتقادات وصلت إلى حد الهجوم والإهانة خلال عام 2006 ثمانية منهم كانوا من النساء.

«يعتبر عالم الشبكة العنكبوتية الافتراضي انعكاسا لعالم الواقع الملموس الذي نعيشه وطبيعة مجتمعنا»، تلخص كايزر القول، موضحة أن «في هذا العالم الافتراضي تتضح أبعاد بنى مجتمعنا ومدى طبقيته وتسيد النزعة الذكورية فيه، حيث لا تزال المرأة تحصل على راتب أدنى من الرجل ، كما أن النساء أقل تقلدا للمناصب القيادية، وبالتالي أقل ظهورا ومن ثم ينسب إليهن نجاحات أقل».