عمان اليوم

«البيئة» تنهي إعداد مسودة الاستراتيجية الوطنية لحماية الأراضي الرطبة

10 مايو 2017
10 مايو 2017

أنهت وزارة البيئة والشؤون المناخية إعداد مسودة الاستراتيجية الوطنية لحماية الأراضي الرطبة والتي تهدف لحماية الأراضي الرطبة والاستدامة في استغلال مواردها الطبيعية، حيث تم الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الوطنية لحماية الأراضي الرطبة بعد اجتماع اللجنة الوطنية لحماية الأراضي الرطبة برئاسة المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي مدير عام المديرية العامة لصون الطبيعة وبمشاركة أعضاء اللجنة من الجهات الحكومية المعنية. وشارك في إعدادها خبراء وبيوت خبرة دولية في مجال عمل الإستراتيجيات الوطنية لحماية الأراضي الرطبة وتعتبر هذه الاستراتيجية أحد اشتراطات انضمام السلطنة في اتفاقية رامسار، حيث تعتبر الأراضي الرطبة أحد مصادر الغذاء الرئيسية للإنسان والحيوان كما أنها تلعب دورا حيويا في توازن النظم الايكولوجية كالحد من آثار الفيضانات والأعاصير ونوبات الجفاف والتخفيف من آثار التغير المناخي وتعزيز تغذية المياه الجوفية.

وتعدُّ اتفاقية “رامسار” للأراضي الرطبة أقدم اتفاقية عالمية في مجال البيئة، وهي بمثابة إطار للتعاون الدولي والمحلي للحفاظ والاستخدام المستدام للأراضي الرطبة وثرواتها الطبيعية حيث أقرت في عام 1971م بمدينة “رامسار” الإيرانية ودخلت حيز التنفيذ في 21 ديسمبر 1975م، وتعتبر هذه الاتفاقية الدولية الوحيدة في مجال البيئة التي تعالج نظاما بيئيا خاصا، حيث إن الاتفاقية تضم حتى الآن 2266 منطقة رامسار بمساحة تقدر بأكثر من 218 مليون هكتار في 169 دولة حول العالم، ولا يزال العدد في ازدياد مستمر، وعلى الدول المشاركة أن تعلن على الأقل عن منطقة رامسار واحدة ذات الأهمية الدولية لإدراجها في قائمة رامسار، وأن تتأكد من صون النظام البيئي لكل موقع وذلك من خلال حمايتها في إطار تخطيط نظم استخدامات الأراضي الوطنية وتشجيع عمليات الصون والاستخدام الأمثل لمواردها الطبيعية، وإنشاء المحميات الطبيعية، وتشجيع برامج التدريب والبحوث العلمية ذات العلاقة بإدارة الأراضي الرطبة، والتشاور مع الدول وتبادل الخبرات في مجال تنفيذ أهداف الاتفاقية وخاصة فيما يتعلق بالمناطق المشتركة بين الدول مثل أحواض الأنهار والمحميات عابرة الحدود والمشروعات الإقليمية ذات الصلة بالأراضي الرطبة.

وتهدف الاتفاقية إلى تشجيع المحافظة والاستخدام المستدام للأراضي الرطبة عن طريق إجراءات يتم اتخاذها على المستوى الوطني وعن طريق التعاون الدولي من أجل الوصول إلى التنمية المستدامة في كل أرجاء العالم، ويدخل ضمن هذه الاتفاقية العديد من أنواع الأراضي والمناطق الرطبة وهي المستنقعات، والبحيرات والوديان، والمروج الرطبة ,Tourbière، والواحات، ومصبات الأنهار، ومناطق الدلتا، والامتدادات البحرية القريبة من السواحل (الأخوار)، وأشجار القرم والشعاب المرجانية، ويدخل كذلك المناطق الرطبة الاصطناعية مثل أحواض تربية الأسماك، والحقول الرطبة لزراعة الأرز، وخزانات المياه والملاحات. كما أن المناطق الرطبة تقوم بتقديم خدمات بيئية أساسية، فهي عبارة عن معدل للنظام الهيدرولوجي ومصدر للتنوع البيولوجي في كل المستويات في داخل الأنواع (المستوى الوراثي ومستوى النظام البيئي) والمناطق الرطبة عبارة عن نوافذ مفتوحة على التفاعلات التي تحدث بين التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي، وتعتبر مصدراً اقتصاديا وعلميا، أما تناقصها أو اختفاؤها التدريجي، فإنه يشكل اعتداء صارخا على البيئة، تكون أضراره في بعض الأحيان غير قابلة للمعالجة وتعتبر الأراضي الرطبة ذات أهمية بيئية فقد أولت السلطنة أهمية خاصة بها حيث تم تصنيف معظم مواقع الأراضي الرطبة مواقع محمية مقترحة وتم الإعلان عن عدد منها كمواقع محمية، حيث تم الإعلان عن عدد تسعة أخوار بالإضافة إلى محمية جزر الديمانيات الطبيعية ومحمية السلاحف برأس الحد ومحمية حديقة القرم الطبيعية. حيث إن انضمام السلطنة إلى الاتفاقية جاء بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (64 /‏‏2012) بشأن الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية وخاصة بوصفها بيئة حاضنه للطيور المائية، وجاء اعتماد انضمام السلطنة في الاتفاقية في مايو 2013م، وذلك من خلال موقع مبدئي واحد وهو محمية القرم الطبيعية والتي تقع في قلب محافظة مسقط، بمساحة إجمالية تصل إلى 80 هكتارا من غابات أشجار القرم الطبيعية من نوع (Avicenna Marina)، وهو النوع الوحيد الموجود والذي يستطيع التأقلم مع الوضع المناخي للبيئة العمانية، بينما تبلغ المساحة الإجمالية التي تغطيها أشجار القرم بالسلطنة ما يقارب من ألف هكتار، ويحتوي الموقع على أكثر من 200 نوع من الطيور و40 نوعا من القشريات و50 نوعا من الرخويات، بالإضافة إلى العديد من صغار الأسماك، حيث تعد حضانة هامة لتكاثر الأسماك التجارية ذات القيمة الغذائية الاقتصادية العالمية، كما يعد إعلان الموقع كموقع رامسار وبالتالي استحقاقه لمعايير السلامة البيئية الدولية، مما يؤهله أن يكون مزاراً مهماً للسياحة البيئية المتوازنة. كما تمثل المستنقعات المالحة للأراضي الرطبة الساحلية ذات قيمة إيكولوجية في الصحراء العربية القاحلة وبحر عُمان، والتي تعتبر ذات أهمية كبيرة في حفظ التوازن البيئي ومأوى للعديد من صغار الأسماك واللافقاريات البحرية، كما تقوم بدور الحماية الطبيعية من العواصف المدارية والأعاصير، وكذلك تعتبر منطقة جذب للكثير من أنوع الطيور المهاجرة، من أهمها خطاف البحر، النوارس، البلشون ومالك الحزين .