maryam
maryam
أعمدة

نقطة وانتهى

10 مايو 2017
10 مايو 2017

مريم سرحان -

[email protected] -

لابد أن اعترف في البداية إنني اكتب هذا المقال وأشعر بخيبة ضئيلة، لأن هناك مواقف لم تكن بالحسبان قد حدثت مما أدى إلى اتخاذ قرارات كذلك لم تكن بالحسبان!

نتردد كثيراً في بعض القرارات كما إننا نرفض النقاش في قرارات كثيرة، فالذي نقرره في حياتنا الشخصية بالذات هو قرار ذاتي ولا نقبل من أشخاص آخرين أن يبدو فيه رأي، حتى ولو إننا كنا نوقن جداً أن هذا القرار خاطئ ومن حولنا يحاولون أن يعيدوا أدراجنا لنكون على صواب.

لأنني أحب ذاتي جداً وأقدرها فأنا لا أحب أن أؤذيها، وأقصد بالأذى هنا هو أي تصرف أو علاقة قد تسبب لي الحزن والألم وتنزف مشاعري وتجعلني أعيش في صراع داخلي، فبناءً على ذلك أفضل أن أقدر ذاتي القوية التي مرت بظروف مؤلمة سواء كانت على نطاق عملي أو علمي، أليس من حق كل شخص يقدر ذاته ويؤمن بها أن لا يؤذيها؟ أظن أنه من حقك أن تفعل ذلك، لأنك شخص نادر.

توتر العلاقات بين الأصدقاء في بعض الأحيان هو أمر طبيعي، تعلمنا جميعاً أنه لابد لكل شيء ضد، شر وخير، فرح وحزن، لابد أن كل شيء له نقيض في هذهِ الحياة. فلا تخلو أي علاقة من التوتر وبعض الحزن والنزاعات، اتفقنا انه أمر طبيعي لابد من حدوثه، لكنني سأقف قليلاً هنا وأقول أن لكل قاعدة شواذ، واعتذر بأنني تركت القاعدة وذهبت للحالة الشاذة لها!

قرأت تغريدة تقول: «هناك أشخاص بهت لونهم في عيني، وأشخاص ازددت بريقا بهم، وأشخاص لم أعد أبصرهم مطلقا، المواقف هي من تصنع العلاقات» لنقف قليلاً نتأمل أن هناك مواقف تصنع العلاقات، إذاً لابد أن هناك مواقف تنهي العلاقات أيضاً.

ما وددتُ أن أقوله بعد الحوار المطول في ما سبق هو أنك إنسان مُخير في اختيار الأشخاص من حولك، وأيضاً هؤلاء الأشخاص مؤثرين عليك في أخلاقهم وحياتهم وعاداتهم أيضاً، فلابد أن تكون حذر في اختيارهم كذلك تكون حذر في من تبعدهم، لا تستمر في علاقة تسبب لك الأذى النفسي الذي يجعلك غالباً متوتراً وقلقاً من أحداث ستحدث، كذلك كن حذرا من العلاقة التي تجعلك خائفاً أن تقول ما علقته في قلبك مساءً وتراه صباحاً معلقاً على حيطان المدينة،

ولا العلاقات التي تمضي أمامهم كي تحميهم من سهام الأعداء وتسهل عليهم الطريق، ثم تُصدم أن السهام أتت من خلفك، فتموت ألماً وقهراً قبل موت الروح.

اقطع علاقتك بالأشخاص الذين هم سبب في حدوث أذى لك، ليست هناك ضرورة تحكم عليك مصاحبة أحدهم وأنت في داخلك براكين تثور، مشاعرك لا تجعلها تنزف على من لا يقدرها، تفكيرك لا تدعه يضيع في حزن وضيق على أشخاص لا يهتمون لك، اهدأ قليلاً مع نفسك وفكر من الذي انطبق عليه الكلام الذي سبق، فلابد أنه تقول له وبدون مبررات وأحاديث مطولة: نقطة وانتهى.