1006091
1006091
صحافة

الصحافة البريطانية في أسبوع

08 مايو 2017
08 مايو 2017

لندن - عمان - اقلاديوس إبراهيم -

تناولت الصحف البريطانية الأسبوع الماضي العديد من المواضيع الساخنة، منها الدعوة المفاجئة التي وجهتها الملكة اليزابيث لفريق العمل في القصور الملكية التابعة لها في بريطانيا لاجتماع عاجل وطارئ، الأمر الذي أثار فضول الصحافة وفتح باب التكهنات واسعا، ولم تعرف أسباب عقد هذا الاجتماع الطارئ العاجل الأبعد إعلان قصر باكنجهام تنحي الأمير فيليب زوج الملكة عن كافة المهام الرسمية الملكية بسبب كبر سنه وتداعي صحته.

كما تناولت الصحف موضوعا آخر حول ضرورة إعادة رسم ملامح السياسة الخارجية البريطانية فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، وتوصية لجنة العلاقات الدولية بمجلس اللوردات البريطاني بالابتعاد عن النهج الذي تنتهجه الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بسياستها الخارجية خاصة نحو الاتفاق النووي الإيراني، وحل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث من الممكن أن تؤدي سياسة ترامب إلى مزيد من الاضطرابات والصراعات في المنطقة.

وفيما يتعلق بحرب التصريحات حول البريكست أشارت الصحف إلى اتهام بريطانيا لدول الاتحاد الأوروبي بمحاولة التأثير على نتيجة الانتخابات العامة بإطلاق التصريحات التي من شأنها الحد من إقبال تأييد الناخبين لتريزا ماي، لإضعاف موقفها التفاوضي مع قادة الاتحاد. غير أنها أظهرت لهم «العين الحمراء» وأنها لن تكون «لقمة سائغة» بل ستكون امرأة «دموية صعبة».

وبعد قرار رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي إجراء انتخابات عامة مبكرة، تم حل البرلمان في الثالث من مايو الجاري، وصدر إعلان ملكي بذلك تحدد فيه موعد الانتخابات العامة وموعد إلقاء الملكة خطابها الرسمي لافتتاح البرلمان. ومن ثم بدأت الحملات الإعلانية وعرض البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية، لكن استطلاعات الرأي ترجح فوز حزب المحافظين. كما أجريت الأسبوع الماضي انتخابات المجالس المحلية في عموم بريطانيا، وحقق حزب المحافظين مكاسب وصفت بـ«الهائلة»، فيما تراجع حزب العمال تراجعا كبيرا، وانهار حزب استقلال المملكة المتحدة اليمين انهيارا كاملا بحصوله على مقعد واحد. وعبر زعيم حزب العمال، جيرمي كوربين، عن استيائه لهذه النتيجة، لكنه ما زال يعقد الأمل على الانتخابات التشريعية رغم أن استطلاعات الرأي لا ترجح فوزه حيث الفارق بين المحافظين والعمال وصل إلى 20 نقطة. وفي مقال افتتاحي لصحيفة «ديلي تلجراف» أشارت إلى انخفاض معدل الجريمة في بريطانيا ما اسهم في نهضة المدن الداخلية. ورغما عن ذلك فقد وقعت ست حوادث قتل بالسكاكين خلال الأيام الماضية، مما يعد مؤشرا على انتكاسة أوسع بعد انخفاض معدل الجريمة لعقود ماضية.

 

اجتماع طارئ للملكة واعتزال الأمير فيليب الحياة العامة -

أثارت الدعوة المفاجئة التي وجهتها ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية يوم الخميس الماضي لعقد اجتماع عاجل لجميع الموظفين التابعين للقصر الملكي في كل أنحاء بريطانيا فضول الصحف البريطانية، وفتحت الباب أمام التكهنات الواسعة والتقارير المختلفة والمتضاربة.

صحيفة «الاندبندانت» وصفت ذلك الاجتماع بأنه «غير عادي»، لأن طلب الدعوة كان عاجلاً، والملكة قطعت إجازة كانت تقضيها في قلعة وندسور. وذكرت صحيفة «الديلي اكسبريس» أن كبير مساعدي الملكة إليزابيث الثانية  كشف عن دعوة جميع الموظفين الملكيين في بريطانيا إلى اجتماع «غير عادي وطارئ للغاية» في قصر باكنجهام بلندن، بقيادة اللورد تشامبرلين، أكبر ضباط الأسرة الملكية، ويتحدث فيه سكرتير الملكة الخاص، مع بقاء سبب الاجتماع الطارئ سراً على الجميع.

وكتبت صحيفة «ديلي ميل» تقول: حتى أولئك الموظفين القدامى في القصر لم يكونوا يعرفون شيئا عن سبب الدعوة المفاجئة لهذا الاجتماع الطارئ، لكنها دعوة «غير عادية للغاية» أثارت التكهن بالحديث عن إعلان وشيك يخص الملكة  أو زوجها الأمير فيليب، حتى أن البعض من داخل القصر عبروا عن قلقهم بالقول: «كلنا على أحر من الجمر، فعلى الرغم من حدوث دعوات تشمل كل موظفي القصر أحيانا، لكن طريقة الدعوة لكافة الموظفين هذه المرة غير عادية للغاية، وتشير إلى أن هناك شيئاً كبيراً للنشر».

ورفض قصر باكنجهام الملكي التعليق على هذا الاجتماع الطارئ والعاجل. غير أن البعض يرى انه من الخطأ التكهن بأنه ليس اجتماع عادي مثل الاجتماعات التي يدعو اليها اللورد تشامبرلين الموظفين من وقت لآخر.

وضمن ما أشارت اليه الصحف حول هذا الأمر رؤية شخص مجهول فوق سطح قصر باكنجهام بجوار سارية العلم في وقت مبكّر من صباح يوم عقد الاجتماع. مما زاد من تكهنات حول طبيعة هذا الاجتماع. ومن بين هذه التكهنات التي أثيرت ما زعمته صحيفة «ديلي ميرور» من أن الملكة ستعلن نبأ وفاة زوجها الأمير فيليب، دوق أدنبرة (95 عاما)، خاصة أنه كان يعاني من مشاكل صحية عديدة خلال الفترة الماضية.

وتكهنت صحيفة «ديلي ميل» بأن سبب الدعوة المفاجئة أن الملكة ربما اتخذت قرارا بتغييرات في ترتيب ولاية العهد، ربما الإطاحة بنجلها الأمير تشارلز (68 عاما) من ولاية العهد لما لديها من تحفظات واسعة حول زوجته كاميلا، ومنح ولاية العهد للأمير ويليام (34 عاما) الابن الأكبر للأمير تشارلز، خاصة أنه يحظى بشعبية واسعة مع زوجته الأميرة كيت ميدلتون.

ولم يدم الأمر طويلاً حيث انقشعت الغيوم وظهر سبب طلب انعقاد هذا الاجتماع العاجل، عندما أعلن قصر باكنجهام في بيان أن الأمير فيليب دوق إدنبرة، زوج الملكة إليزابيث، قرر اعتزال الحياة العامة والتوقف نهائيا عن القيام بالمهام الرسمية اعتبارا من الخريف المقبل، وأكدت الملكة دعمها لقرار زوجها الأمير فيليب وانها ستواصل الوفاء بكافة التزاماتها الرسمية.

ولقي قرار الأمير فيليب تغطية واسعة من الصحف البريطانية التي نشرت صورته على الصفحات الأولى من صحف يوم الجمعة. وذكرت أنه «سيحضر المناسبات المرتبة سلفًا من الآن وحتى شهر أغسطس، لكنه لن يقبل دعوات أخرى مستقبلًا». وأشارت إلى انه يرأس ويرعى أكثر من 780 منظمة سيواصل التعامل معها، وسيحضر مناسباتها والتزاماتها، بحسب ما ذكره القصر الملكي.

وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن خالص امتنانها وأمانيها الطيبة للأمير فيليب وقالت: «إن رعايته المئات من المنظمات الخيرية والقضايا الحسنة ستعود بالنفع الكبير على بريطانيا والعالم لأعوام مقبلة».

كما أشاد زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين بالشعور الواضح بالمسؤولية تجاه المواطنين، حيث قال:«إن برنامج فيليب الذي يشجع الشباب على المشاركة في أنشطة جماعية وأعمال خدمة اجتماعية ألهم الشباب لأكثر من ستين عاما في أكثر من 140 دولة».

صحيفة «ديلي تلجراف» نشرت صورة كبير للأمير فيليب وعلى وجهه ابتسامة عريضة، وكتبت بجانبها عنوانا يقول: «خدمة مع ابتسامة» في إشارة إلى تأديته مهامه الرسمية بدون تذمر رغم كبر سنه وأحواله الصحية المتدهورة.

ونشرت صحيفة «التايمز» صورة للأمير فيليب بالزي العسكري، وذكرت انه قرر التقاعد من المهام الملكية لتجنب تعرضه للضعف المتزايد في الأماكن العامة. وقالت الصحيفة انه أمضى عدة اشهر يتدارس تقرير مستقبله حيث انه يشعر بشكل متزايد بضغوط واجباته الرسمية.

وكعادتها صحيفة «الصن» في التلاعب بالألفاظ عند اختيار العناوين، فقد كتبت في عنوانها الرئيسي تقول «انه وصل للنهاية He›s had his Phil»، بعد 70 عاما من الخدمة الموالية لبريطانيا والملكة، و22191 نشاطات منفردة، و4993 حديث، و637 زيارة خارجية،  و«عدد لا يحصى من القفشات التي جعلتنا نقهقه».

أما صحيفة «الديلي ميل» فقد خصصت كامل صفحتها الاولى لصورة الأمير فيليب مع عنوان يقول الأمة كلها تحييك سيدي «The nation salutes you, Sir»، فيما قدمت صحيفة «ديلي اكسبريس» الشكر له في عنوانها الرئيسي «Thank you Sir» وقالت: إن هذه الخطوة المفاجئة تعني أنه سيقضي المزيد من الوقت بعيدا عن الملكة، وسيطلب من أعضاء العائلة الملكية الآخرين سد هذه الفجوة عن طريق إسناد المزيد من المهام الرسمية لهم.

صحيفة «آي» قالت إن الامير فيليب لا يستطيع الوقوف كثيرا الان مما دفعه أن يطلب إعفائه من أداء المهام الملكية. فيما أشارت افتتاحية صحيفة «الجارديان» بعنوان «تقاعد ملكي يؤكد التحدي الدائم للتجدد»، إلى الترتيب الدستوري الغريب في بريطانيا وهو تسمية زوجه الملك ملكة، بينما لا يطلق على زوج الملكة ملكا. وقالت ربما كان الأمير فيليب قد شعر في أي لحظة من اللحظات ببعض الضيق لأنه لم يحصل على لقب ملك، لكنه لم يظهر ذلك الضيق أبداً. وأضافت انه لم يكن من المرغوب فيهم أمام الرأي العام البريطاني الليبرالي بسبب سمعته حول ترديده بعض العبارات التي يعوزها شيء من الكياسة في مهامه الرسمية، فبعضها كان غير لائق أو متحامل.