صحافة

اكتساح للمحافظين وتراجع للعمال وانهيار «لليوكيب»

08 مايو 2017
08 مايو 2017

حقق حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي مكاسب كبيرة في انتخابات المجالس المحلية التي أجريت الخميس الماضي في بريطانيا، فيما سجل حزب العمال المعارض تراجعا كبيرا في كثير من الدوائر الانتخابية، وانهياراً تاما لحزب استقلال المملكة المتحدة (يوكيب).

وفاز المحافظون بالأغلبية في 28 من أصل 88 مجلسا شملتها الانتخابات، وحصلوا على 1900 مقعد بزيادة 558 مقارنة مع الانتخابات السابقة، في وقت حصل العمال على 1151 مقعدا، أي أقل بـ 320 عن الانتخابات السابقة. وانخفض عدد مقاعد الحزب الليبرالي الديمقراطي المؤيد للاتحاد الأوروبي بـ 37، فبات بحوزته 441 مقعدا فقط. أما حزب استقلال المملكة المتحدة فلم يفز إلا بمقعد واحد، خاسرا بذلك 114 مقعدا.

وعبر زعيم حزب العمال جيرمي كوربين عن تأثره بنتيجة الانتخابات التي تعتبر مؤشرا للانتخابات العامة في يونيو المقبل، وقال «أنا مصاب بخيبة أمل من الهزائم العمالية في الانتخابات المحلية، حيث عديد من رؤساء المجالس البلدية الذين عملوا بكد من أجل مجتمعاتهم كراسيهم».

وقال جون ماكدونيل مساعد زعيم حزب العمال إنها «كانت ليلة صعبة.. لكن لا يزال كل شيء ممكنا بالانتخابات التشريعية المبكرة في 8 يونيو، مع أن استطلاعات الرأي تتوقع تقدم المحافظين على العمال بعشرين نقطة.

وفي أسكتلندا، فاز الحزب الوطني الأسكتلندي بزعامة رئيسة الحكومة نيكولا ستورجون بـ431 مقعدا، أي أكثر بـ31 عن الانتخابات السابقة. ولكن الفوز الأكبر في أسكتلندا كان من نصيب الحزب المحافظ الذي زاد عدد مقاعده 164 فبلغ 276 مقعدا.

وقد هيمنت نتائج انتخابات المجالس المحلية على الصفحات الأولى والداخلية للصحف البريطانية. صحيفة «التايمز» تقول ان الخريطة السياسية «أعيد رسمها» من جديد يوم إعلان نتائج انتخابات المجالس المحلية، حيث أظهرت النتائج انتصارات غير متوقعة للمحافظين في مناطق تابعة للعمال. وان حزب استقلال المملكة المتحدة اليميني أصيب بانهيار بحصوله على مقعد واحد فقط.

وأشادت صحيفة «ديلي ميل» بانتصارات حزب المحافظين، وتراجع حزب العمال المعارض، وانهيار حزب استقلال المملكة المتحدة اليميني. أما صحيفة «آي» فكان عنوانها الرئيسي هو «الرباط الأزرق Blue Tie» في إشارة إلى لون شعار حزب المحافظين وهو الأزرق. وتقول الصحيفة ان المحافظين احتلوا المركز الثاني في اسكتلندا بعد الحزب القومي الاسكتلندي، وان حزب (اليوكيب) خسر كل المقاعد. ونقلت عن كوربين استيائه من النتيجة.

ووصفت صحيفة «ديلي تلغراف» انتصار حزب المحافظين بانه «انتصارا هائلا» واعتبرته بمثابة «إعادة ميلاد عظيمة للمحافظين  Great Tory rebirth». وفي الوقت نفسه اعتبرت الصحيفة أن حزب استقلال المملكة اختفى، حيث ذهبت أصواته للمحافظين.

ونقلت صحيفة «الجارديان» عن رئيسة الوزراء تريزا ماي قولها أنها لا تأخذ شيئا على انه مضمون، فهي لا تزال تعتقد  أن حزب العمال قد يفوز بالانتخابات العامة في الشهر المقبل، على الرغم من الإنجاز المذهل للمحافظين في الانتخابات المحلية.

أما صحيفة «ديلي اكسبرس» فقد وضعت عنوانا لصفحتها الاولى يقول: «تريزا هي ماجي الجديدة Theresa the new Maggie باعتبارها تسير على نهج مارجريت ثاتشر. كما تعتقد الصحيفة أن علاقة الجمهور تحسنت مع رئيسة الوزراء. لكن هذا الانتصار قد يكون نتج عن «انهيار» التصويت لحزب استقلال المملكة المتحدة.

وقال صحيفة «إندبندنت»: إن الانتخابات المحلية البريطانية تكتسب أهمية في كونها تقدم مؤشرا للانتخابات العامة التي ستجرى الشهر المقبل. وقالت إن حزب المحافظين الحاكم استطاع أن يحقق مكاسب كبيرة مستغلا خسائر منافسه الأساسي حزب العمال إلى جانب الانهيار التام لحزب الاستقلال البريطاني الذي لم يجن سوى مقعد واحد.

وتقول الصحيفة أنه برغم انتصارات الحزب، فإن كبار مسؤوليه يرفضون الاعتراف بحقيقة أنهم فازوا، حيث ظهر العديد منهم في وسائل الإعلام، وهم ينكرون أنهم أدوا بشكل جيد في الانتخابات، وأرجعت الصحيفة ذلك إلى قلقهم من أن النتائج الإيجابية التي تشير إلى أن ماي ستحقق انتصارا كبيرا الشهر المقبل، ربما تسبب شعورا بالرضا عن النفس وتدفع إلى تراجع الحزب قريبا جدا.