بريطانيا توقف دعمها لسياسة ترامب في الشرق الأوسط

الأوضاع الملتهبة في منطقة الشرق الأوسط، والسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب يبدو أنها لا تتوافق مع السياسة الخارجية البريطانية، حيث ذكرت تقارير صحفية أن لجنة العلاقات الدولية والشؤون الخارجية بمجلس اللوردات البريطاني عكفت على دراسة أوضاع منطقة الشرق الأوسط لمدة ستة شهور، ووصفت السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب تجاه الشرق الأوسط بأنها «متقلبه» و«غير متوقعة» و«هدامة»، ومن الممكن أن تؤدي إلى المزيد من الاضطرابات والصراعات في المنطقة.

وأوصى تقرير لجنة العلاقات الدولية بأن توقف بريطانيا دعمها لسياسة ترامب في الشرق الأوسط وتنأى بنفسها عن السياسة الخارجية الأمريكية، وأن تعيد رسم ملامح سياستها الخارجية بعيدا عن النهج المتبع من الإدارة الأمريكية الجديدة. كما أكدت على ضرورة أن تبدأ الحكومة بدعم محورين أساسيين للسياسة الخارجية في الوقت الراهن، وذلك من خلال إظهار المزيد من الدعم للاتفاق النووي الإيراني، والتأكيد على دعمها لحل الدولتين.

وقال رئيس اللجنة، ديفيد هويل: «لم نعد نستطيع تصور أن تحدد أمريكا المسار لعلاقة الغرب مع الشرق الأوسط». وأضاف أن على بريطانيا أن تعمل مع شركائها الأوروبيين بشأن خطوات لتخفيف القيود على إقراض البنوك من أجل الاستثمار في إيران والمساعدة في تطوير علاقات تجارية جديدة.

واهتمت أكثر من صحيفة بريطانية بتقرير اللجنة البرلمانية للعلاقات الدولية، حيث نشرت صحيفة «الجارديان» مقالاً كتبه محررها الدبلوماسي، باتريك وينتور، بعنوان «بريطانيا حُضت على إبعاد نفسها عن الولايات المتحدة في الشرق الأوسط»، جاء فيه أن تقرير اللجنة دعا إلى إعادة نظر جوهرية في السياسية البريطانية تجاه الشرق الأوسط وإبعاد نفسها عن القيادة المتقلبة والتي لا يمكن التنبؤ بها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويرى التقرير أن «الشرق الأوسط قد تغير، وعلى السياسة البريطانية في المنطقة أن تستجيب لذلك التغير بتقديم استراتيجية بريطانية جديدة ورسم السياسات التي تعكس الواقع الجديد للمنطقة». كما تشير الصحيفة أيضا إلى أن اللجنة دعت بريطانيا إلى تشكيل تحالفات جديدة في الخليج وإلى الاعتراف بدولة فلسطينية، لتكون إلى حد ما طريقة لإرسال إشارات إلى الولايات المتحدة بأنها ستعارض أي سياسة أمريكية تتخلى عن حل الدولتين.  وفي تقرير آخر نشرته صحيفة «الجارديان» حول القمة الأمريكية الإسرائيلية قالت فيه إن «ترامب يمزق السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل والشرق الأوسط، التي دامت لعشرات السنين»، وأشارت الصحيفة إلى ردة الفعل الفلسطينية الغاضبة، بشأن تخلي ترامب عن مبدأ حل الدولتين.

وكتب المحرر السياسي لصحيفة «التايمز»، هنري زيفمان، تقريرا بعنوان «لوردات يحضون بريطانيا على عدم اتباع ترامب»، قال فيه إن اللوردات يرون أن سياسة ترامب قد تجلب مزيدا من «عدم الاستقرار إلى المنطقة». وتنقل الصحيفة عن تقرير اللجنة أشارته إلى أن «الرئيس الأمريكي قد اتخذ مواقف غير بناءة وقد تصعد الصراع في المنطقة».  وفي تقرير آخر كتبه مراسل صحيفة «التايمز» في واشنطن، غريك كارليستروم، تحت عنوان «الولايات المتحدة تسقط مطلب دولة فلسطين المستقلة» يرى الكاتب أن تصريحات ترامب وتلميحه بإمكانية التخلي عن حل الدولتين يمكن أن ينسف مسار السلام، كما تبناه الساسة الأمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وتذكر الصحيفة أن تقرير لجنة العلاقات الدولية أشار إلى أن الموقف البريطاني من الصراع في سوريا اصبح «مضطربا وعشوائيا»، وطالب وزير الخارجية بوريس جونسون والوزراء بصياغة استراتيجية جديدة لا تتبع النهج الأمريكي. كما دعا تقرير اللجنة الحكومة البريطانية لاتخاذ خط أكثر تشددا مع المملكة العربية السعودية بشأن ما تفعله في اليمن، وتعليق بعض صادرات الأسلحة إليها كخيار أخير.