1003293
1003293
عمان اليوم

«حوار صحار» يناقش الحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية

06 مايو 2017
06 مايو 2017

صحار- عبدالله المعمري -

نظمت اللجنة الصحية بولاية صحار بالتعاون مع فريق غراس الخيري الجلسة الحوارية المجتمعية (حوار صحار) للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك في قاعة جامع السلطان قابوس بصحار تحت رعاية سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة بحضور سعادة الشيخ علي بن أحمد بن مشاري الشامسي والي صحار رئيس اللحنة الصحية بالولاية إلى جانب عدد من مديري المؤسسات الحكومية وجمع من أفراد المجتمع.

وألقى سعادة الشيخ علي بن أحمد بن مشاري الشامسي والي صحار رئيس اللجنة الصحية بالولاية كلمة افتتاح الجلسة الحوارية أشار من خلالها إلى أهمية تنظيم هذه الجلسة التي تندرج تحت مشاركة الولاية في المسابقة المجتمعية للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية لتركز على عدد من المحاور الرئيسية لتحقيق أهداف تنظيمها في مشاركة المجتمع المحلي جوانب التوعية من كافة النواحي القانونية والتثقيفية والصحية والتربوية والاجتماعية لآثار وأخطار تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية والخروج بتوصيات تشكل محاور جديدة لفعاليات وبرامج مجتمعية قادمة في هذا الجانب بالتعاون مع الجهات المختصة. الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي خالد بن صالح الزدجالي تضمنت على تقديم ست أوراق عمل ناقشت في مجملها الجوانب الاجتماعية والقانونية والتربوية والتثقيفية والصحية لآثار المخدرات والمؤثرات العقلية. ففي الورقة الأولى التي قدمها الدكتور خالد الجابري والذي تناول فيها الأبعاد التاريخية لظاهرة المخدرات والعوامل المؤثرة في تدرج خطرها ودخولها إلى الوطن العربي ، مشيرا في ذلك إلى الأخطار المدمرة لهذه الآفة ومتى تأثيرها على فئة الشباب بشكل عام. كما استعرض الجابري كذلك أسباب انتشار المخدرات بشكل عام والتي من بينها الفراغ والسهر ورفقاء السوء وحب التقليد والاعتقاد الخاطئ بما تكسب المتعاطي من شعور بالسعادة، إلى جانب غياب القدوة الحسنة وضعف الوازع الديني وغياب الوعي بمخاطر المخدرات، مقدما في ورقته جملة من النصائح والإرشادات التي يجب على جميع أفراد المجتمع ومؤسساته الانتباه لها للحد من انتشار المخدرات في المجتمع وذلك سبل العلاج والوقاية من هذا الخطر على المجتمع. أما ورقة العمل الثانية والتي قدمها وليد بن سعيد الخروصي رئيس ادعاء عام مدير إدارة قضايا المخدرات بالمديرية العامة للادعاء العام بمحافظة شمال الباطنة، والذي قدم من خلالها شرحا وافيا عن الإجراءات القانونية في حالة القبض على المتهمين في قضايا تهريب وتجارة المخدرات وفقا للجهات المعنية بهذا الجانب بدء من عملية التحري ووصولا إلى مرحلة التحقيق مع المتهم من قبل الادعاء العام. مشيرا إلى الجهود المبذولة من الجهات المعنية مع الإشارة إلى توفير الكوادر المؤهلة والمدربة للتصدي والقبض والتحري والتحقيق مع المتهمين بتهريب أو ترويج أو تجارة أو تعاطي المخدرات.

فيما قدم الدكتور يحيى الريامي من المكتب التنفيذي للجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية ورقة العمل الثالثة من الجلسة الحوارية والذي استعرض من خلالها جهود اللجنة بكل ما يعنى بأخطار المخدرات والمؤثرات العقلية واستعراض هيكلها التنظيمي الجديد لأدوارها في التعامل مع المتعاطين عبر السجل الوطني المركزي من خلال العلاج والتأهيل عبر افتتاح مركز التعافي واستقطاب القطاع الخاص للمساهمة في بناء المراكز العلاجية وتعيين مرشدي التعافي وتدشين برنامج الرعاية اللاحقة بعد التعافي (تكييف) بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية. كما أشار الريامي إلى أنه وخلال الفترة من (2004-2016م) أكثر من (6100) مدمن تقدموا للعلاج في مراكز التعافي في السلطنة ، وأن توزيع النسبة المئوية للمدمنين الذين يتلقون العلاج 1% هم من الإناث و99% من الذكور.

أما ورقة العمل الرابعة فقدمتها موزة بنت سيف المسعودية من المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة شمال الباطنة والتي تحدثت فيها عن الدور التثقيفي والصحي في المجتمع عن المخدرات وخطرها على المجتمع، مؤكدة على دور التواصل الأسري والدور المجتمعي في تلقي الجوانب التثقيفية الصحية بما يؤدي من نتائج إيجابية للتصدي لحالات التعاطي للمخدرات والمؤثرات العقلية وذلك برفع مستوى الوعي الأسري في الانتباه للآثار الجانبية لتعاطي المخدرات على المتعاطي والإبلاغ الفوري، مع توضيح الأدوات المشتركة بين المؤسسات المجتمعية الأخرى للحد من انتشار تعاطي المخدرات. فيما كانت ورقة العمل الخامسة والأخيرة من تقديم زكريا بن حمدان الفارسي مشرف إرشاد اجتماعي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة تحدث من خلالها وبشيء من التفصيل عن البرنامج التوعوي حول موضوع المخدرات في المجتمع المدرسي والذي يحمل عنوان (ابنك أمانة) والذي يستهدف أولياء الأمور والعاملين في البيئة المدرسية شارحا من خلاله الفترة الزمنية لتنفيذ البرنامج الذي يمتد طوال العام الدراسي وما يشمله من فعاليات وبرامج ومناشط توعوية بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الحكمية ذات العلاقة، إلى جانب توضيح الأهداف المرجوة من تنفيذه في البيئة المدرسية وحماية الطلبة والطالبات من أخطار المخدرات وفق تسلسل زمني في تقديم المعلومات التوعوية للفئات المستهدفة من أولياء الأمور والعاملين في المجتمع المدرسي بشكل عام. كما استضافت الجلسة الحواري أحد الأشخاص المتعافين من إدمان المخدرات وهو يوسف الغيلاني الذي قدم للحضور بدايات تعاطيه للمخدرات والطرق والوسائل التي جرته إلى دخول عالم المخدرات كمتعاطي ومن ثم تاجر ومروج لها، وأيضا تدرجه في عملية الإدمان لأنواع متعددة من المخدرات، وأيضا استعراض قصص ومواقف مؤثرة فترة تعاطيه المخدرات ، وصولا إلى اتخاذه قرار التعافي وترك المخدرات والعوامل التي ساعدته في التعافي. هذا وقد تخلل الجلسة الحوارية سلسلة من الأسئلة والمناقشات حول ما جاء فيها والتي طرحها الحضور على مقدمي أوراق العمل كل بمجال اختصاصه، لتسفر الجلسة الحوارية بالخروج بجملة من التوصيات التي سيعاد صياغتها ومن ثم توجيهها للجهات المختصة وذات العلاقة ومنها: ضرورة تغيير نظرة المجتمع للمتعافين من إدمان المخدرات والمؤثرات العقلية ، إلى جانب تكثيف الدور التوعوي والتثقيفي للحد من انتشار وتعاطي المخدرات والتركيز على الأسرة باعتبارها خط الدفاع الأول من أخطار المخدرات. وإظهار الدور الإعلامي في التوعية وتثقيف المجتمع مع المطالبة بتشديد العقوبات على تجار ومهربي ومروجي المخدرات إلى جانب عدد من التوصيات الأخرى. كما قام سعادة الشيخ والي صحار رئيس اللجنة الصحية في الختام بتكريم المشاركين في تقديم أوراق العمل إلى جانب تكريم المؤسسات المشاركة.