1003892
1003892
العرب والعالم

حملة ماكرون تتعرض لقرصنة «ضخمة» عشية الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية

06 مايو 2017
06 مايو 2017

ترامب: سنعمل مع الرئيس الذي «سيختاره الفرنسيون» -

باريس - واشنطن - (أ ف ب): حذرت الهيئة الانتخابية الفرنسية أمس من اعادة بث آلاف الوثائق من حملة المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون التي تم تسريبها ونشرها على الانترنت، عشية الدورة الثانية التي تجري اليوم ويتنافس فيها مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وقال وزير الاقتصاد السابق ان الهدف من عملية القرصنة التي تمت في الساعات الاخيرة لحملة تشهد توترا شديدا هو «زعزعة الاستقرار الديمقراطي».

وقال حزب ماكرون «الى الامام!» في بيان ان الوثائق التي تمت قرصنتها رسائل الكترونية «او وثائق محاسبة» وكلها «شرعية» لكن اضيفت اليها «عدة وثائق مزورة لإثارة الشكوك والتضليل».

وأضاف الحزب ان كشف هذا الاختراق الكبير في «آخر ساعة من الحملة الانتخابية» التي انتهت رسميا عند الساعة 22,00 ت غ أمس الأول هو «على ما يبدو زعزعة للاستقرار الديمقراطي مثلما حدث خلال الحملة الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة».

بعد التحقيق حول القرصنة التي استهدفت فريق هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية الأمريكية في عام 2016، اتهمت وكالات الاستخبارات الامريكية روسيا بالتدخل في الحملة لتعزيز حظوظ المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي فاز في 8 نوفمبر الماضي.

وأوصت الهيئة الوطنية لمراقبة الحملة الانتخابية الفرنسية التي عقدت اجتماعا صباح أمس وسائل الاعلام بـ«التحلي بالمسؤولية وعدم نشر مضمون (هذه الوثائق) لعدم التأثير على صدقية الاقتراع».

وشددت الهيئة في بيان على ان «نشر او اعادة نشر مثل هذه البيانات التي تم الحصول بشكل غير شرعي والتي من المرجح انه أضيفت اليها وثائق مزورة معرض للملاحقة القضائية».

وقال فلوريان فيليبو نائب رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، قبل منتصف ليل أمس موعد انتهاء الحملة «هل ستكشف «#ماكرونليكس» أمورا تعمدت الصحافة الاستقصائية طمسها؟ هذا الغرق الديمقراطي مخيف».

قال موقع ويكيليكس انه في المجمل «هناك آلاف الرسائل الالكترونية والصور والوثائق المرتبطة بها يعود آخرها الى 24 ابريل» اي غداة الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.

وأكد الموقع الذي اسسه جوليان اسانج وأدرج رابطا يؤدي الى هذه الوثائق، انه لا يقف وراء هذه العملية التي باتت تحمل اسم «#ماكرونليكس».

وفي مارس الماضي تعرض حزب «الى الامام!» لمحاولات تصيد احتيالي (فيشينغ) نسبت الى مجموعة روسية، حسب الشركة اليابانية للأمن المعلوماتي «تريند مايكرو».

والسؤال هو هل يمكن ان تؤثر عملية القرصنة هذه على أصوات الناخبين الفرنسيين اليوم؟ ارتفع تداول وسم «#ماكرونليكس» في محركات البحث ليلة الجمعة لكنه تراجع الى مرتبة تلي «#كولانتا» برنامج تلفزيون الواقع الذي يروي قصة مغامرين على جزيرة مهجورة.

وتفيد استطلاعات الرأي الاخيرة التي نشرت أمس الأول قبل انتهاء الحملة ان ماكرون ما زال في الطليعة بما بين 61,5 بالمائة و63 بالمائة من الأصوات، مقابل 37 الى 5,38 بالمائة لمارين لوبن. لكن قبل يومين من التصويت كانت نسبة المشاركة المحتملة ضئيلة نسبيا، اذ ان 68 بالمائة فقط من المستطلعين قالوا انهم سيدلون بأصواتهم.

وقبل الكشف عن هذا الاختراق الالكتروني لحملة وزير الاقتصاد السابق في عهد الرئيس فرنسوا هولاند، تصاعد التوتر مع الاعلان عن اعتقال إسلامي بايع تنظيم داعش قرب قاعدة عسكرية جوية في ايفرو (حوالى مائة كلم شمال غرب باريس) وكان يخضع منذ 2014 للمراقبة بسبب تطرفه.

وبايع المشتبه به تنظيم داعش وفقا لما أظهرته معلومات مخزنة على شريحة ذاكرة خارجية عثر عليها في سيارته.

وأكدت مصادر قريبة من الملف أن الشرطة عثرت على عدة رايات للتنظيم في المركبة إضافة إلى بندقية وجدت في غابة قرب المكان.

ويحاول المحققون معرفة ما إذا كان على وشك ارتكاب عمل عنيف.

ومساء 20 أبريل، قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، قتل شرطي في جادة الشانزليزيه في باريس وتبنى الاعتداء تنظيم داعش المسؤول عن معظم الهجمات التي اوقعت 239 قتيلا في البلاد منذ يناير 2015.

وسيدلي المرشحان بصوتيهما اليوم في شمال فرنسا حيث سيقترع ماكرون في منتجع توكيه ولوبن في معقلها العمالي اينان-بومون.

وسيتم تعزيز الاجراءات الامنية الاحد حول مراكز الاقتراع ونشر اكثر من 50 الف عنصر من رجال الشرطة والدرك، كما اعلنت وزارة الداخلية التي وعدت بأن تجري هذه الانتخابات وسط «اجراءات امنية قصوى».

من جهة اخرى، توفيت النائبة الاشتراكية كورين ايريل (50 عاما) بعد اصابتها بعارض صحي خلال مشاركتها في تجمع مؤيد لماكرون في بروتانيه بشمال غرب فرنسا أمس.

وغدا يتوجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى برلين لإجراء محادثات مع المستشارة انجيلا ميركل لمناسبة احياء ذكرى استسلام المانيا في الحرب العالمية الثانية، وفق ما افادت الرئاسة الفرنسية أمس. وسيلتقي هولاند الذي ينهي ولايته بعد بضعة ايام، ميركل في الساعة 17,00 ت غ. وصباح الغد وقبل توجهه الى المانيا، يترأس هولاند مراسم احياء ذكرى الثامن من مايو 1945 في جادة شانزيليزيه في حضور خلفه. من جهته اكد الرئيس الامريكي دونالد ترامب انه سيعمل مع الرئيس الذي «سيختاره الفرنسيون»، وذلك بعدما كان صرح قبلا ان الاعتداء الارهابي الاخير في فرنسا سيعود بالفائدة على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وقالت سارا هاكابي ساندرز الناطقة باسم ترامب «لم اسأله ما اذا كان يدعم مرشحا محددا، لكن يمكنني القول انه سيعمل مع اي شخص يختار الفرنسيون انتخابه».

وكانت مارين لوبن من اوائل الذين هنأوا ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الامريكية.

ومع انها لا تؤيد مواقفه من عدد من القضايا مثل سوريا، أشادت بميله الى السياسة الحمائية.

ولم يعبر ترامب الذي يكرر فكرة حدوث هزات سياسية مقبلة في العالم بعد انتخابه وتصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الاوروبي، عن موقف مباشر بشأن الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وكان الرئيس السابق باراك اوباما عبر عن دعمه الواضح للمرشح الوسطي ايمانويل ماكرون.