1003677
1003677
الاقتصادية

مادة «الحكومة الإلكترونية».. نقلة نوعية لربط الدراسة النظرية بسوق العمل

06 مايو 2017
06 مايو 2017

تساعد الطالب في التغلب على الصعاب وتقديم الحلول -

كتبت - ربيعة بنت سعيد الحارثية -

انتهجت السلطنة نظام الحكومة الإلكترونية وهي استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين أسلوب أداء الخدمات الإلكترونية، ومن أجل ربط المؤسسات بعضها ببعض، بالإضافة إلى ربط خدمات المؤسسات مع جمهورها، والتعامل مع الجمهور بكل سرعة وشفافية.

وتتميز الحكومة الإلكترونية بمرونة التعامل مع المواطنين، وكسر الحواجز الجغرافية بين المواطن والحكومة، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على العمل الورقي في المعاملات الحكومية.

واعتمدت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس مادة خاصة بعنوان “الحكومة الإلكترونية”، تعنى المادة بخلق جيل واع يفكر بالمستقبل، وينخرط بسوق العمل من خلال ربط المنهج النظري بالمنهج العملي ووضع دراسات ومشاركة الآراء وتبادل المعرفة بين الطلبة والجهات الحكومية.

وأوضح الدكتور حافظ بن إبراهيم الشحي أستاذ مساعد بقسم نظم المعلومات في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس أن مادة الحكومة الإلكترونية تم البدء بها في 2008، وكانت تقدم للطلاب بالطريقة الشفوية فقط، وخلال هذا العام انتقلت سياسة التعليم من التعليم النظري البحت إلى طريقة التطبيق العملي، وذلك من خلال استخدام منصة التواصل الاجتماعي “تويتر” والتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية لاستقبال الطلاب وإشراكهم في مشاريع التحول للحكومة الإلكترونية.

وأشار الشحي إلى أنه قد تم إنشاء وسم خاص باسم المادة #infs4463، ومسمى الوسم هو اسم المادة ورمزها بجامعة السلطان قابوس، وتم إنشاؤه في فبراير الماضي،وكانت الفكرة من ذلك هو تسجيل ملاحظات نتائج البحوث الموزعة والمكلف بها الطلاب في تويتر على هيئة تغريدات لمشاركة مستخدمي تويتر بهذه النتائج، مشيرا إلى أنه قد تم اختيار منصة “تويتر” كونها المنصة التي يتفاعل بها الطلاب بكثرة ويشاركون المجتمع يومياتهم وفعالياتهم واستشاراتهم في مجالات مختلفة، مبينا أن هناك نسبة من الطلاب يستخدمون تويتر للدردشة ومشاركة اليوميات دون استخدامها للمجالات العلمية، وكان هذا أحد الأسباب التي جعلته يطبق فكرة استخدام تويتر ومشاركة نتائج البحوث به، حيث نجحت الفكرة في التأثير على الطلاب وتحويل أفكارهم ومشاركاتهم بهذه المنصة.

وعن التفاعل بالوسم فقد ذكر الشحي أن الوسم وجد تفاعلا كبيرا من قبل الطلاب، بالإضافة إلى تفاعل بعض المغردين والمؤثرين، وتفاعل طلاب جامعة السلطان قابوس من مختلف الجهات الحكومية، من خلال الوسم تم تبادل المعرفة والآراء، وتلقي الملاحظات، كما وجد الطلاب التحفيز والدعم.

بحوث طلابية

وأوضح الشحي أن البحوث المتطلبة من الطلاب كانت بحوثا متدرجة، والبحث الأول كان حول المؤتمر العالمي “قمة الحكومات العالمية” وهو مؤتمر سنوي يقام بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يستضيف المؤتمر المفكرين الذين يمكنهم الاستشراف كيف يمكن أن تكون الحكومات في المستقبل، والحديث عن أفضل الممارسات التي يمكن أن تمارسها الحكومة في مختلف القطاعات، من خلاله تم تكليف الطلاب بمتابعة المؤتمر لمدة ثلاثة أيام وأخذ أفضل النقاط واقتراحها لتطوير السلطنة.

وأضاف: إن مفهوم الحكومة الإلكترونية مفهوم واسع والتنمية المستدامة بالسلطنة تستدام عن طريق تقنية المعلومات، حيث ستسهل التقنية الكثير على المجتمع كإيجاد وظائف جديدة، وإيجاد شركات، وقد شارك بذلك 25 طالبا، وقد تطلب من كل طالب تقديم 5 أفكار وتقديمها عبر الوسم الخاص للمادة، وقد كانت الأفكار المقدمة من قبل الطلاب أفكارا مهمة ومبتكرة ومختلفة المجالات كالصحة والتجارة والخدمات والبلدية والتعليم، حيث كان العمل تحت عنوان “عمان التي نريد الآن”، وكيف يمكن التخطيط للخطة الخمسية القادمة.

وجاءت فكرة البحث الثاني من أجل إيجاد جيل يفكر بالمستقبل، وتحدث الشحي عن استشراف المستقبل وهو توجه عالمي حول “الثورة الصناعية”، فيجب على الحكومات أن تتجهز لهذه الثورة نظرا للتغييرات التي قد تحدثها على مستوى الحكومة ومستوى الوظائف ومستوى الأعمال وغيرها من التغييرات، والجهات التي تبدأ التخطيط من الآن والتجهيز لهذه الثورة هي الجهات التي ستكون الأكثر قدرة على النجاح والبقاء، من خلال ذلك كيف يمكن للطلاب أن يروا عُمان خلال عام 2030؟ كما وجدت نتائج البحث تفاعلا من قبل المغردين بالوسم.

وتطرق الشحي للحديث عن البحث الثالث وهو عن توجه الأمم المتحدة الحالي، حيث إن الأمم المتحدة تقيّم الدول العالمية بصفة عامة وترتبها بمبادراتها في الحكومة الإلكترونية، وفي كل عام أو كل عامين يتم عمل توجه جديد، وكان توجه عام 2016 هو “الأهداف 17 للتنمية المستدامة في العالم”، وفي نهاية عام 2015 كان كان التوجه أن تساعد الدول بعضها فتكون هناك استدامة العالم، وترسيخ فكرة أن تكون النظرة مستدامة بين الدول، وفي ذلك تم إنشاء وسم خاص للمشاركة بالآراء، ومن هنا أيضا كانت أحد الأسباب لتوعية الطلاب بالتوجه العالمي، وحول هذا البحث تم تكليف الطلاب بإيجاد حلول سهلة التطبيق باستخدام التقنية في كل هدف من الأهداف ونشرها بتويتر، وقد أحدث نقلة نوعية، حيث كان فرصة لجميع متابعي الوسم للتعرف لأول مرة عن هذه الأهداف.

وأوضح الشحي أنه قد تم اختيار سبعة أشخاص من جهات مختلفة، ذوي خبرة في مجال الحكومة الإلكترونية لوضع معايير التقييم والإشراف على مشروع “دراسة حالة”، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات، والاستعانة بأشخاص من سوق العمل وتفعيل التطبيق العملي في هذا المجال تكاد أن تكون الأولى في الجامعة، والهدف هو عدم الاكتفاء في تقييم المشاريع الطلابية فقط على الأكاديمي، وإنما الاستعانة بذوي الخبرة للتقييم كونهم يعملون في مجال تطوير الحكومة الإلكترونية، كما يساعد ذلك على تطوير مهارات الطلاب وتوسيع فكرهم ومساعدتهم للاندماج بسوق العمل، وتوضيح آليات العمل في الجهات الحكومية، بالإضافة إلى معارف ذوي الخبرة كثيرة مما يسهم في ترسيخ الثقة بالطلاب.

ردة فعل

وقال الشحي: أنه من خلال هذا المشروع استطاع الطلاب مقابلة كبار المسؤولين بالدولة، مما حفز الطلاب لبذل المزيد من الجهد وطلب إضافة إجراء بحوث طلابية أكثر ويعد ذلك نتيجة إيجابية فاقت التوقع، كما حصل بعض الطلاب على عروض عقود عمل مع بعض الجهات في الفترة الصيفية.

وأكد الشحي أن الدراسات التي أعدها الطلاب ومشاركتهم وتفاعلهم بوسائل التواصل الاجتماعي كانت ممتازة، وقد فاقت التوقع، وعن ردة فعل مشرفي المشاريع الطلابية لهذه المادة هي إيجابية، وقد أبدوا إعجابهم بدراسات الطلاب، كما أن الجهات تفاعلت مع الطلاب وتطالب بالتقارير والتوصيات التي وضعها الطلاب، بالإضافة إلى تفاعل بعض الجهات الحكومية من خلال حساباتها الرسمية مع المشاريع الطلابية.

ثقة حكومية

وأوضح عيسى الفرعي أن للمادة دورا في تواصل الطلبة مع الجهات الحكومية، وتعد فكرة الدمج بين المنهج والتطبيق العملي فكرة جيدة توضح للطالب التحديات والمعوقات التي يمكن أن تواجهه مستقبلا، وتجعله متهيئا لذلك.

وبصفته أحد مشرفي المادة، قامت لجنة التقييم بالتنسيق مع مجموعة من الجهات الحكومية، موضحا أن الجهات قد رحبت بالطلاب وبالأفكار، حيث إن الجهات تولي ثقتها بالمشروع وتسعى لتطويره والرقي به.

وأشار وديع اللواتي إلى أن مادة الحكومة الإلكترونية تعد من المواد المميزة، فهي مادة تربط الطلاب بواقع العمل بمشروع حيوي بالسلطنة، وتحرص المادة على توفير أساسيات الحكومة الإلكترونية، ومن ناحية أخرى فقد نجحت فكرة دمج الطلاب بسوق العمل، حيث ربطت الطلاب بالواقع، وهيأتهم لسوق العمل عن طريق تعريفهم بطبيعة العمل بهذه المؤسسات، ومشاريع الجهات.

وأكد اللواتي على ضرورة ربط المادة بالواقع الحالي والعملي زادت الفائدة ومتعة الطلبة بها وزاد شغفعهم، حيث استطاع الطلاب إطلاق أفكارهم، مؤملا أن تنتهج باقي المناهج هذه الخطوة وتسلط الضوء على الواقع العملي وربط الطلبة به، واستطاعت المادة ربط الواقع النظري والأكاديمي والواقع العملي، كما أن هذه الخطوة تساعد في توضيح الصورة للجهات عن طبيعة المخرجات القادمة.

مشاريع طلابية

وقال الطالب عبدالحميد الريامي: قدم لنا المنهج تعريفا عن الحكومة الإلكترونية قبل أن نبدأ بسوق العمل، حيث كانت توقعاتنا نحن كطلبة قبل بدء المنهج مختلفة تماما عن ما وجدناه، حيث كانت التوقعات أن تكون دراسة المنهج شفوية فقط دون انتهاج مبدأ التطبيق العملي، ولكن وجدنا أن هناك توجها للتطبيق العملي واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر نتائج البحوث.

وشارك الطالب بدر العامري برأيه قائلا: المنهج كان فرصة لتجربة وخوض المجال العملي بمختلف الجهات، وهو منهج مثر ومفيد، من خلاله تعرفنا على مجموعة من قيادات سوق العمل، ومسؤولين وموظفين ساهموا في زرع الثقة لدى الطلاب مرحبين بأفكارنا واقتراحاتنا.

وعن المشروع، أشار الهنائي إلى أن مجموعته مكونه من ثلاثة طلاب قامت بدراسة حالة لشركة مواصلات وتقييمها بناء على الاستراتيجية الإلكترونية التي وضعتها الهيئة العامة لتقنية المعلومات، وقدم الطلاب للشركة مجموعة من التوصيات والاقتراحات بناء على منظورهم.

وبين الطالب قيس الشيباني أن نشر المعلومات ونتائج البحوث الطلابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبوسم خاص يسهم في نشر المعرفة، وعدم احتكار المادة فقط بالجانب الشفوي، وإنما فرصة للتطبيق العملي للمنهج.

كما تطرق الشيباني للحديث عن تجربة مجموعتهم لدراسة حالة بوزارة العدل، من خلالها تعرفوا على طرق التحول للحكومة الإلكترونية، ونبذة عن خطة الوزارة ونظامها الحالي، وقام الفريق بتقديم اقتراحاتهم للوزارة، مبينا أن الطلبة وجدوا تفاعلا من قبل الوزارة، حيث إن الوزارة تبادر بالتواصل مع الطلبة بين فترة وأخرى.

وقالت الطالبة أمل الشيدية: قمنا بعمل دراسة لطيران السلام، وهي شركة حديثة بسوق العمل، وأراد الفريق معرفة وضع الشركة وهي شركة مبتدئة في السلطنة، حيث إن النظام المتبع بالشركة فعال ومميز ويخلق نقلة نوعية.

وعن المنهج بينت الشيدية أن للمنهج دورا لتعريف الطلاب بنظام العمل والمصطلحات المستخدمة بسوق العمل، بالإضافة إلى مواجهة التحديات والعقبات وخوض التحدي.

وقالت الطالبة عذراء النوفلية: المشروع هو دراسة حالة عن وزارة النقل والاتصالات، وقد اتجه الفريق لهذه الجهة للتعرف عن اقرب عن خدماتها الحكومية، بالإضافة إلى تعدد القطاعات، واتخذ الفريق مسمى “صناع التحول” كاسم للفريق، وساهم التطبيق العملي في ترسيخ محتوى المادة أكثر.