1002569
1002569
العرب والعالم

حرب كلامية بين وسائل الإعلام الصينية والكورية الشمالية

04 مايو 2017
04 مايو 2017

بكين تؤكد على متانة علاقات الصداقة مع بيونج يانج -

بكين- (وكالات): حمل انتقاد عنيف وجهته وسيلة إعلامية كورية شمالية الى الصين، أبرز حلفاء بيونج يانج، الصحافة الصينية على الرد بشدة، قبل ان تسعى بكين الى تهدئة الأمور عبر الإشادة بعلاقاتها «الودية» مع جارتها.

ونشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية امس الأول تعليقا يحذر الصين من «عواقب خطيرة» إذا واصلت اختبار صبر الشمال.

وردا على ذلك، انتقدت صحيفة «جلوبل تايمز» الصينية الرسمية امس «المنطق غير العقلاني» الذي وقعت بيونج يانج ضحيته، ملمحة بذلك الى برامجها النووية.

وتقدم هذه الحرب الكلامية بين وسائل الإعلام الرسمية، دليلا جديدا على تدهور العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.

وتبقى الصين بالتأكيد أبرز داعمي بيونج يانج على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي، لكن بكين لم تعد تخفي سخطها من الطموحات النووية والسلوك غير المتوقع لكوريا الشمالية المعزولة، معربة عن تخوفها من أزمة إقليمية.

وبدأ التوتر عندما علقت الصين في فبراير استيراد الفحم من كوريا الشمالية، الذي يعد مصدرا أساسيا للعملات الأجنبية لبيونج يانج.

لذلك دعا بعض وسائل الإعلام الرسمية الصينية، أخيرا، إلى فرض عقوبات اكثر تشددا على كوريا الشمالية في حال قيامها بتجربة نووية جديدة، مشيرة الى ضرورة التخلي التام عن برنامجها النووي والبالستي.

ولم تمر هذه اللهجة المتشددة مرور الكرام في تعليق نشرته مساء امس الأول وكالة الأنباء الكورية الشمالية، وندد فيه «كيم تشول» وهو اسم مستعار على الارجح بـ«الملاحظات غير المسؤولة» وشدد على أن شيئا لن يجعل بيونج يانج تحيد عن مسارها.

وأضاف كاتب المقال ان كوريا الشمالية «لن تتسول أبدا من اجل الحفاظ على صداقتها مع الصين، ما يعرض برنامجها النووي الذي يرتدي أهمية كبرى بالنسبة إليها للخطر».

وتابعت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان الصين يجب الا تختبر صبر الشمال «وعليها في المقابل ان تفكر مليا بالعواقب الخطيرة التي يمكن ان تترتب على ذلك في حال قيامها في شكل غير مسؤول بهدم العلاقات بين كوريا الشمالية والصين».

وسارعت «جلوبل تايمز» الى الرد. وردت الصحيفة التي تعتمد نبرة قومية متشددة غالبا ما تكون أقوى من لهجة الحكومة الصينية نفسها، أمس بالقول أن تعليقات الوكالة الكورية الشمالية «لا تعدو كونها مقالا عدوانيا جدا مليئا بالمشاعر القومية».

وأضافت الصحيفة «لا شك في ان بيونج يانج تتبنى منطقا غير عقلاني في ما يتعلق ببرنامجها النووي»، معتبرة ان على الصين «أن تفهم بيونج يانج أنها سترد في شكل غير مسبوق إذا أجرت بيونج يانج تجربة نووية جديدة».

وتدخلت بكين في نهاية المطاف لوضع الأمور في نصابها. وأكد جينج شوانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية امس ان «موقف الصين واضح وثابت، فهو يقضي بإقامة علاقة تعاون، علاقة ود وحسن جوار مع كوريا الشمالية».

وأضاف في مؤتمر صحفي يومي «نعتمد منذ سنوات موقفا صحيحا وموضوعيا حول هذا الملف: إننا ندعم بقوة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة والسلام الإقليمي وحلا (للأزمة) عبر التفاوض»، وتابع «نأمل في ان يتحمل جميع الأطراف المعنيين مسؤولياتهم، من أجل المساهمة في الاستقرار الإقليمي».

واقترحت الصين في الأسابيع الأخيرة ان تعلق كوريا الشمالية برنامجيها النووي والبالستي، وأن توقف الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية التي تجريها كل سنة في كوريا الجنوبية. وتمارس واشنطن من جانبها ضغوطا على بكين لحمل بكين تؤكد على متانة علاقات الصداقة مع بيونج يانج على تقديم تنازلات.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال في وقت سابق أمس الأول، إن واشنطن تعول بشدة على الصين وتختبر رغبتها في الضغط على كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي.