1002348
1002348
الرياضية

ظاهرة الشباب.. أبرز عنوان

04 مايو 2017
04 مايو 2017

تقترب بطولة دوري المحترفين من الجولات الأخيرة الحاسمة التي تحدد مصير الفرق المشاركة ما بين حلم التتويج باللقب الغالي أو حجز مقعد متقدم يمنح بطاقة المشاركة في البطولات الآسيوية والعربية والخليجية أو تفادي شبح الهبوط والاستمرارية في دوري الأضواء لموسم آخر.

مع اقتراب الدوري لأيامه الأخيرة بعد أن تبقت أسابيع قليلة يبرز دور الجماهير بصورة كبيرة فيما تقدمه من دعم وتشجيع وجرعات معنوية تشحذ الهمم عند اللاعبين وتفجر الطاقات وتولد الحماس والإصرار والقوة في الملاعب لتفادي الأخطاء والسلبيات وأي عوامل خسارة نقاط والتركيز على الانتصار والتقدم خطوة للأمام.

ظواهر عديدة جميلة شهدها دوري هذا الموسم في المدرجات تشير الى عودة الحياة الى الملاعب وحدوث تبديل كبير في الاهتمام الجماهيري ببطولة دوري المحترفين والحضور الى المدرجات خلف فريقها تشجيعا ودعما.

ظل الغياب الجماهيري يمثل هاجسا للمسؤولين في اتحاد الكرة والأندية وبذلت جهودا مشتركة كبيرة لجذب الجمهور للحضور ومتابعة البطولة الكروية الأولى في السلطنة حتى يسهم في التطور الفني للدوري ويحفز اللاعبين لتقديم أفضل ما عندهم وتطوير مستواهم الفني هو ما ينعكس إيجابا على المنافسة ومن ثم يوسع قاعدة المنتخبات الوطنية.

الحضور الجماهيري شهد بعض التحولات ولكنه لم يصل الى الآن الى مرحلة اكتمال النصاب حيث لا تزال بعض المباريات تعاني من الغياب ولا يشاهدها من داخل الملاعب إلا بضعة أشخاص مما يفقدها (الملح) الذي من دونه تفقد أي مباراة في المستديرة نهكتها وطعمها الجميل الذي يتمثل في المتعة والإثارة والقوة والندية.

هناك بعض الأندية المشاركة في بطولة دوري المحترفين تعيش حالة من العزلة الجماهيرية ولا تحظى بالدعم المعنوي المطلوب ويقع عبء القتال عن الطموحات والدفاع عن الأحلام على اللاعبين والإدارة والجهاز الفني وهو ما يثير التساؤلات عن أسباب أحجام جماهير هذه الأندية ورفضها القيام بدورها مثلها وجماهير الأندية التي تسجل حضورها وتوقع دوما في دفتر أي مباراة لفريقها حتى وان كانت خارج الديار.

في هذا الموسم برزت جماهير الشباب وصحار ومسقط ولحد ما جمهور الخابورة ليشكلوا لوحات تشجيعية جميلة في المدرجات ويتسابقون بدورهم للفوز بلقب أفضل جمهور والذي كان حكرا في المواسم الماضية على جمهور صحار.

حكاية الشباب

خلال السنوات الماضية ومنذ مشاركة الشباب في بطولة دوري المحترفين باعتبارها أحد الأعمدة الأساسية في الكرة العمانية ظلت مدرجات الفريق شبه خاوية ونادرا ما تجد مشجعين يقفون خلف الفريق في مبارياته سواء في أرضه أو خارجها.

كان البحث عن مشهد لجمهور يمثل الشباب في المدرجات أشبه بالبحث عن الأمر المستحيل وبين ليلة وضحاها تبدل الواقع وظهرت حكاية أخرى لجمهور يخرج من سباته ويعيش حالة من النشاط والحيوية عبر حضور جميل ورائع في المدرجات ليشكل لوحات أضفت بعدا جديدا في مباريات الفريق خلال هذا الموسم.

تميز جمهور الشباب بتقليعات تشجيع جديدة وهو يبدع في اختيار الألوان والأزياء التي يرتديها خلال مباريات فريقه ليظهر في تنظيم جميل وحلة بديعة تزداد جمالا وإثارة مع كل فوز يحققه الشباب في الدوري.

أتاح ظهور الشباب الجيد في هذا الموسم الفرصة أمام جماهيره لتعود من جديد للملاعب وتحيي ذكرى الأغاني القديمة وتستحدث أخرى جديدة تتماشي مع التطور وتواكب المستجدات في المدرجات.

لم يقتصر الأمر على الكبار فقط وظهر الأطفال والشباب في مدرجات الشباب بصورة تعبر عن روح تضامن فريدة من نوعها في مشوار الشباب الحديث.

كان لمستويات فريق الشباب الفنية التي قدمها في هذا الموسم تأثيرها الكبير على عودة الجمهور ووضع حد لغيابه وهو ما يطرح المخاوف من أن يعود الجمهور للعزوف من جديد بنهاية الموسم وان ينفض السامر في حال لم ينجح الفريق في الحصول على درع الدوري الذي يتصدر ترتيبه حاليا.

طرحنا هذا التساؤل على رئيس مجلس جماهير الشباب فيصل البلوشي الذي أكد على أن نادي الشباب وجماهيره يعيشون فترة جديدة من تاريخهم المشترك والعزوف ولى ولن يعود ومن دون أي شروط والدعم الجماهيري سيتواصل في المواسم القادمة وبقوة وبصورة أكبر مما يحدث اليوم.

وقال البلوشي: إن نجاحات الفريق كان لها دورها في جمع صف الجماهير وظهور مبادرات جديدة وميلاد مجلس الجماهير الذي نجح في نشر ثقافة التشجيع والدعم وسط جميع أنصار الشباب بمختلف الأعمار ووحد الصفوف وسيواصل أعمالة الاجتماعية والإنسانية لوثيق العلاقات بين الجماهير وتشكيل مجتمع رياضي قوي قادر على أن يوفر لنادي الشباب أرضية التفوق والنجاح في المستقبل.

وذكر رئيس مجلس جماهير الشباب بأن الوضع اليوم في ناديهم يختلف كثيرا عن السابق وحدثت القفزة الفنية التي كان ينتظرها عشاق النادي وحدث التجمع والالتفاف وتفجرت مشاعر الولاء والانتماء للشباب وخلقت هذه الصورة الجميلة والتي سيحرص الجميع على استمرارها كما هي وان لا تكون هناك رجعة للوراء.

استقرار في صحار

ظل مجلس جماهير صحار يمثل العنوان الأبرز في الدعم الجماهيري والحضور خلف الفريق في كل مبارياته وسنده في أصعب وأحلك الظروف التي مرت به وهو ما شكل ظاهرة جميلة لجمهور محب لشعار ناديه تحت كل الأوقات ودون أي شروط.

نجح جمهور صحار في لفت الأنظار وان يستمر في حصد الإشادة والجوائز متفوقا على جماهير الفرق الأخرى بفضل حضوره الدائم في المدرجات وتشجيعه القوي لفريقه الذي لم ينافس قريبا على الألقاب ورغم ذلك لم ينفض الجمهور من حوله بل ظل يمنحه الدوافع والحوافز ليتقدم ويبحث عن الأفضل.

نجاحات مجلس رابطة صحار يمثل نواة للتفوق ويحفظ حقوق الفريق في أن ينال يوما ما أحد الألقاب إذا ما مضى الدعم الجماهيري بهذه القوة واستمر التشجيع بنفس الصوت القوي والألحان المحفزة للعطاء في المواسم المقبلة.

سند الأوقات الصعبة

مثل جمهور مسقط واحدة من الحالات والحكايات الرائعة في دوري المحترفين من خلال مواقفه القوية تجاه فريقه كلما شهر بأن الخطر يداهمه ورياح الهبوط للدرجة الأولى تحاصره فينشط الجمهور ويشكل قوة للدعم في كل المباريات من أجل دفع اللاعبين لتحقيق النتائج الإيجابية وحصد النقاط التي تمنح الفريق موقعا متقدما في الترتيب.

ظل جمهور مسقط يهب في الوقت المناسب وكلما كان الفريق بحاجة كبيرة لوقفته ودعمه لمواجهة التحديات الصعبة وكسب المباريات المهمة وهو ما يعبر عن الارتباط القوي بين الفريق ومشجعيه.

المبادرات قبل الانتصارات

التجارب المتنوعة لجماهير الأندية المشاركة بدوري المحترفين تكشف عن أن بالإمكان حدوث تغير كبير في المدرجات وان تعود الحياة لها في كل المباريات وان نشاهد حضورا كبيرا في أي مواجهة ولا يوجد فريق وحيدا في أي ملعب.

الأمر يتطلب المبادرات قبل الانتصارات وقدرة الإدارات في أن تنشئ مجالس جماهير فعالة قادرة على إجماع الصفوف وإحداث النشاط بين الجماهير عبر ترسيخ مبادئ الانتماء والولاء للنادي بعيدا عن أي حوافز أخرى.

عودة جماهير الشباب تمثل قوة دفع حقيقية للتشجيع وتضيف للوحة جماهير صحار لوحة أخرى تشجع بأن تتواصل حركة المدرجات وتظهر لوحات جماهيرية أخرى بعودة الروابط الغائبة أو تلك التي احتجبت بسبب مستويات فرقها في الدوري وتنتظر حدوث الصحوة.