randa-s
randa-s
أعمدة

عطر : المرأة هستيرية أكثر من الرجل

03 مايو 2017
03 مايو 2017

رندة صادق -

[email protected] -

هي كلمة نسمعها دون أن نقف عندها، فهناك الكثير من الصفات أو المسميات التي نرددها بطريقة بغبغائية بحتة، دون أن نعرف معناها ومغزاها وأسباب تداولها، هي صفة ومصطلح علمي يعبر عن مرض يصيب الإنسان، فنقول لديه نوية من الهستيرية، وهي مشتقة من الكلمة اليونانية “هستيرون “وتعني الرحم. بداية هو مرض نفسي عصابي يظهر في اضطرابات وانفعالات غير طبيعية، وتسمى الهستيريا باسم “الهستريا التحولية” لأنها تعتمد على حيلة دفاعية، حيث تحول كل الانفعالات إلى أعراض جسمية وحركية وسلوكية مضطربة لحل رمز الصراع الذي يشعر به.

من المهم أن ندرك أن ما قد يصفه معظم الناس بسهولة على أنه أمر هستيري، يمكن أن يوصف في الأدب العلمي بأنه اضطراب هستيري للشخصية، وفي أغلب الأحيان ينعكس فقط بارتفاع وتيرة الانفعال أو بالتصرف الصاخب، وردات الفعل العدائية والمبالغات في المواقف والكلمات. الاضطراب الهستيري للشخصية مرض معقد يصيب في أغلب الأحيان النساء أكثر من الرجال ومع هذا لا يتجنب الرجال، وقد نصف نوبات الغضب بنوبات هستيرية، ولكن عند البحث في المعنى وجدته مختلفا ووجدت أننا غير دقيقين في استخدامها، فما معنى هستيريا، ومن هي الشخصية الهستيرية؟

“تسمى شخصية مريض الهستيريا قبل المرض باسم “الشخصية الهستيرية” وهي شخصية الأطفـال، ولو تأملت سلوك الشخص الهستيري لوجدته سلوك “ طفل كبير”. ومن سمات الشخصية الهستيرية، العاطفية الزائدة، والقابلية الشديدة للإيحاء، والمسايرة، وحب المجاملة والمواساة والانفعالي، وتقلب المزاج، وعدم النضج، وعدم التحكم في الانفعالات، والسذاجة، وسطحية المشاعر، وعدم النضج النفسـي الجنسـي. وأيضا التمركز حول الذات، والأنانية، ولفت الأنظار، واستدرار العطف، والاعتزال بالنفس وحب الظهور، والاستعراض، وفي بعض الأحيان الانبساط، والاجتماعية، وحب الاختلاط، وعدم الاستقرار، وأيضا الاعتماد على الآخرين، والتوكل، والانقياد، والشعور بالنقص.

المبالغة والتهويل والاستغراق في الخيال، والسلوك يكون أقرب إلى التمثيل والاستعراض والتكلف والاندفـاع وعدم النضج. والاعتماد على الكبت كدفاع أساسي، والاستعداد لتكثيف الانفعالات وتحويلها إلى أعراض جسمية.”

ولكن ما لفتني أكثر من التعريف والعوارض والأسباب والنتائج، هو ما يتعلق بالمرأة التي تملك شخصية هستيرية، خاصة أن كل الأبحاث التي قرأتها، تؤكد أنّه من الأمراض التي تعاني منها المرأة أكثر من شريكها الرجل. المرأة الهستيرية امرأة صاخبة الحضور، أنانية حد الحسد، في داخلها رغبة دائمة في الانتقام ونشر الفوضى من حولها، تطلق الاتهامات العشوائية، ومع هذا هي جذابة بشكل لافت ويمكن التعرف عليها من خلال ما يبدو عليها من عوارض، فهي تعاني من خلل عاطفي ملحوظ، واجتهاد دائم لتكون محور الحدث وأساسه وقد تخترع الحدث لتلفت النظر إليها، اضافة الى أنها تتعمد ان تبالغ في اظهار أنوثتها فلا ترضى الا أن تكون مثيرة بشكل كبير، لذا هي جذابة بالنسبة الى الرجل وقد يقع بفخها بسهولة، هي تتقن فن الإغراء والاستدراج، أبشع ما يمكن أن تتصف به المرأة الهستيرية أنها تشعر باضطهاد دائم ولا تثق بنظرة الآخرين إليها، لذا هي تكبت في بعض الأحيان كرهها للمجتمع وتتربص به للانتقام والأذى والإساءة لمن يقترب منها. لكن مهما ذكرنا من صفات أو حذرنا من هذه الشخصية، هي موجودة بيننا، وفي الأغلب قد نملك نساء كنا أم رجالا، بعض من صفاتها. ومن المنصف ان نقول: أن هذه الشخصية قد تظهر بسبب ما تعرضت له من ضغط في مرحلة طفولتها، أو قد تكون جينية وراثية ومهما كانت أسبابها هي تحتاج الى المساعدة من أهل الاختصاص للحد من سلبياتها في المجتمع .