997545
997545
مرايا

في مشروعها الذاتي وسط رمال بدية الذهبية - سمته الفارسية حرفية تعرف السياح بحياة البادية منذ 26 عاما

03 مايو 2017
03 مايو 2017

متابعة - خليفة الحجري :-

الحنين إلى الماضي وسبر أغواره والمحافظة على موروثاته التقليدية العريقة شجع ابنة الصحراء على إقامة مشروعها الذاتي والخاص رغبة منها في إبراز تراثها وعاداتها الأصيلة، إنها الوالدة سمته بنت رشيد بن راشد الفارسية، التي أعادت إلى الأذهان التراث الصحراوي القديم وأعادت للأذهان الحياة البدوية التي عاشها الكثير من الآباء والأجداد قبل عدة قرون مضت، حيث أقامت سمته الفارسية قرية متكاملة بالقرب من مقر سكنها بواحة الراكة بولاية بدية التي تشتهر برمالها الذهبية الناعمة.

وكعادتها كل يوم تستيقظ سمته مبكرا منذ السادسة صباحا لقضاء احتياجات الأسرة ثم تتوجه بحيوية ونشاط إلى بيتها البدوي الذي يعد معرضا مفتوحا ونافذة من نوافذ الحياة المشرعة في الصحراء، ثم تستقبل بارتياح تام السياح الأجانب والزوار الذين يتوافدون للاطلاع على عرض حياة أهالي البادية من خلال نماذج عديدة ومتنوعة صنعتها أناملها الإبداعية على مدى 26 عاما حافلة بالعطاء المتجدد، حيث تعد هذه البدوية إحدى أنشط العضوات بجمعية المرأة العمانية ببدية وفق إشادة رئيسة الجمعية.

القرية البدوية تنقل لنا ثقافة الماضي وحياة الآباء والأجداد، وتحكي جانبا مهما من تفاصيل الحياة اليومية للبدوي وتراثه وعاداته وتقاليده المتوارثة، كما تبرز جانبا مهما من حياة الماضي والتعب والمشقة التي كان يعانيها الآباء في السابق سواء العيش في حضن الصحراء ووسط الرمال أو قرب الواحات الزراعية التي تجسد قدرة الإنسان العماني على تطويع الطبيعة وحسن إدارتها واستثمارها في حياته اليومية.

الفكرة

وفي لقاء مع ملحق مرايا قالت سمته الفارسية: أنا من سكان بلدة الراكة التي تقع على طريق قوافل السياح المتجهين إلى رمال الشرقية على مدار العام، وأعمل حرفية في صناعة العديد من المشغولات اليدوية التي تخص حياة البادية كالغزل والنسيج وحياكة الملابس التقليدية، ثم فكرت في إقامة هذا البيت التقليدي المبنى من سعف النخيل، وهو يشتمل على معرض متكامل من الأدوات القديمة التي تحكي كافة تفاصيل الحياة اليومية لأبناء البداية والصحراء والواحات الزراعية، وجميع المعروضات في داخل هذا البيت التقليدي من وسائد ومناظر وحرف تقليدية وأدوات زينة وخوصيات منزلية وأدوات مطبخ تقليدي يتم عرضها في أركان المنزل البدوي بشكل دائم لتعريف السياح الأجانب والزوار من جيل اليوم بتراثهم الأصيل.

مشغولات مبتكرة

وتضيف الفارسية: أعمل منذ سنوات في إنتاج مشغولات يدوية تقليدية وبعضها مبتكرة تستخدم كتذكارات سياحية من شعر الخراف ومن الصوف والقطن، والإقبال جيد من السياح على أحزمة مفاتيح السيارات بألوان مختلفة، وكذلك على السيح المصنوعة من الصوف والشعر وعلى بعض المقتنيات التقليدية والملابس البدوية، واحرص على المشاركة في المعارض على مستوى الولاية والسلطنة من خلال ركن جمعية المرأة العمانية ببدية التي تشجعني مشكورة على الاستمرار.

الدعم مطلوب

واختتمت سمته الفارسية حديثها بالمطالبة بمزيد من الدعم خاصة من قبل الجهات المختصة بتطوير الحرفيين فقالت: أتمنى أن أحصل على تشجيع من قبل الهيئة العامة للأعمال الحرفية والحصول على الدعم أسوة بالنساء والفتيات المتخصصات في المجالات الحرفية، وهذا سيساعدني على تطوير الأعمال وزيادة التسويق لمنتجاتي المختلفة.