992893
992893
مرايا

تطمح لإنشاء مرسم خاص تقدم فيه الورش - عبير العامرية: الفن رسالة وكل مبدع يوصل رسالته وفق ذائقته

03 مايو 2017
03 مايو 2017

حوار- يوسف المنذري -

الفنانة التشكيلية عبير بنت سالم العامرية، طالبة بتخصص التمريض في جامعة نزوى، نشأت في أسرة تهتم بالمواهب واجتازت عقبة الصعوبات بأسلحة التجارب، فن الرسم جزء من حياتها اليومية حيث تجد في هذا العالم رغبة في تغيير وجهات نظر المجتمع عبر الرسالة التي تنسجها ريشتها، عضوة بفريق إزكي للفنون البصرية وشاركت في العديد من المعارض المختصة، وتطمح لإنشاء مرسم خاص تقدم من خلاله ورش الرسم، السطور القادمة نتعرف في طياتها عن رحلة العامرية مع ريشة الرسم.

كيف بدأت مشوارك في عالم الرسم؟

- بدأت مشواري منذ صغري في حضن أسرة تهتم بالمواهب وصقلها وتنميتها، ووجدت صعوبة في بداياتي، فالوصول لمرحلة الرضا الذاتي والإتقان بشكل عام ليس بالأمر السهل، لكن مع الاستمرار في التجارب والتعلم الذاتي يصل الإنسان لمبتغاه في صقل مهاراته وتطويرها، فالرسم بالنسبة لي موهبة من الله، ومع الممارسة أصبحت هواية، وجزءًا لا يتجزأ من تفاصيل حياتي.

ما الذي قادك لاختيار هذا المجال؟

الرغبة في تغيير وجهة نظر المجتمع بشكل أوسع عن فن الرسم ومفهومه وأهميته، أما التشجيع فقد كان من قبل أسرتي ومدرستي والمحيط الإيجابي الذي دفعني للمواصلة والاستمرار في هذا المجال خصوصًا في البدايات، وفي عام 2016 انضممت لفريق ازكي للفنون البصرية ولاقيت منهم دعم وتشجيع دائم وذلك عبر تنفيذ العديد من الدورات المختصة في مجال الرسم.

هل يمكن أن يكون الرسم رسالة توعية للمجتمع؟

بالطبع، الفن بكل فروعه وأنواعه رسالة، فهو يحمل الكثير من الرسائل وكل مبدع يوصل رسالته وفق ذائقته، حيث تختلف نظرتنا لأي عملٍ فني، والرسم على وجه الخصوص ينقل لنا دومًا رسالة تحوي في طياتها قصة أو تجربة أقرب إلى الواقع، كما يعتبر الرسم من أهم طرق التعبير وأجملها، حيث كان القدامى ينحتون على الكهوف والحجارة بعض الرموز والرسوم للتعبير عن القصص والأحداث المهمة، ويلعب الرسم دورا مهما في إيصال المعلومة والتوعية لشرائح المجتمع.

* هل تفضلين وقتا ما لممارسة موهبتك؟

- بالنسبة لي أفضل أوقاتي المساء وإلى بداية طلوع الفجر لأسباب تعود لنفسي وأجد فيها نشاطي عادة يرتفع ليلًا، كما أن الهدوء في ذلك الوقت يجلب لي الإلهام والأفكار.

ما الصعوبات التي واجهتيها في بداياتك؟ وكيف تغلبت عليها؟

- في بداياتي الحصول على المادة النظرية كان صعبًا، مع الوقت بوجود الإنترنت والمصادر المتعددة وبطلب المشورة من معلماتي ومن لديهم خبرة في هذا المجال وبالرجوع للمناهج الدراسية أصبح الأمر سهلًا، ثم واجهت كذلك مشكلة عدم توفر الأدوات الفنية ذات الجودة العالية في البيئة المحلية القريبة، وكنت لا أتردد في طرح هذه النقطة للنقاش حتى أمام المشرفين المعنيين بجانب الفنون في المدرسة، وطبعًا الحل كان ببذل جهد في البحث ومحاولة توفيرها بطرق مختلفة، حيث لجأت لاستخدام البدائل والأدوات البسيطة لقناعة نفسي بأن المبتدئ ليس بحاجة لأدوات ذات جودة عالية، وأن الفنان الحقيقي هو فنان بالفطرة مهما كانت الظروف.

هل شاركت في معارض مختصة بفن الرسم؟

- كانت أغلب مشاركاتي في مسابقات مدرسية محلية وخارجية، كما شاركت في العديد من المعارض ضمن الملتقى الأول لرسوم الأطفال لدول لدول الخليج العربي ومركز عبدالعزيز حسين الثقافي بالكويت سنة ٢٠١٢، كذلك شاركت في معرض ملامح عمانية سنة ٢٠١٦ ضمن فعاليات مركز نزوى الثقافي، وشاركت في معرض شركة حرفتي ومعرض مرفأ بجامعة نزوى، وما زلت أطمح للمزيد من المشاركات.

ما طموحاتك برفقة ريشتك؟

- طمح أن يكون لي مرسمي الخاص، وأن أتمكن من تقديم ورش في مجال الرسم، كذلك أطمح لعمل معرض خاص طبي وفني في ذات الوقت، وإنشاء معرض إلكتروني اسوق من خلاله أعمالي نظرا لثورة التقانة الحديثة التي يشهدها العالم، وتوجد لدي فكرة مستقبلا لعمل مؤسسة سيكون جزء من أرباحها لأطفال غزة، وما زلت في طور تحقيق هذه الأهداف.

لماذا اخترت رسم البورتريه على الرغم انه يحتاج تركيز ودقة عالية؟

- لأن رسم البورتريه من بين جميع مجالات الرسم يمثل تحديًا، ومن منّا لا يحب التغلب على التحديات، وأحب رسم الملامح واختلافاتها حيث يعبر الوجه عن أجزاء قادرة على إيصال الكثير من المعاني والمشاعر والأفكار.

* كيف تقيمين أعمالك؟ وهل تتقبلين النقد؟

عن طريق نشر أعمالي في برامج التواصل الاجتماعي وتهمني آراء المتابعين وانتقاداتهم، بالنسبة للنقد فأنا أتقبل النقد البناء لأبعد الحدود مع التوضيح بأن نقاشي للناقد لا يعني عدم تقبلي للنقد، وإنما للبحث في العمق وأتجاهل من يوجه النقد الهادم بلا أسس منهجية.

* بماذا تنصحين الرسامين المبتدئين؟

- أنصحهم بالمواصلة من أجل صقل المهارات والتركيز على جانب معين لكي يتمكنوا من إخراج إبداعاتهم لأن الرسم له فروع وعدم التركيز على جانب معين قد يسبب التشتت للفنان وبالتالي يجد نفسه واقفا عند حد معين، كما أنصحهم بالتغذية البصرية المستمرة كونها توضح العديد من المعالم وتساهم بشكل كبير في معالجة الأخطاء.

* كم من الوقت يستغرق رسم كل لوحة؟

أنا من النوع العجول في عملية التنفيذ فاللوحة الواحدة بالنسبة لي لا يمكنني المكوث عليها أكثر من يوم واحد، وفي أغلب الأحيان تستغرق نصف يوم فقط، ومع ذلك أدرك جيدًا أن الأمر يحتاج تريثًا وصبرًا.

كلمة أخيرة؟

- قدراتنا المكنونة ومهاراتنا ومواهبنا جميعها عطايا من الله، ما أوجدها عز وجل فينا وما سخرها لنا إلا لنعمل بها ونطورها لفعل الخير، والفن يصنع الكثير فلا يجب أن نستهين به، ويجب للجميع أن يدرك قيمته وأهميته للحضارات وللأفراد.