1000064
1000064
عمان اليوم

كلية العلوم الشرعية تكرّم الفائزين في مسابقة ابن عمير للبحث العلمي

02 مايو 2017
02 مايو 2017

1000060

أبواب البحث عنيت بالمجتمع العماني وتاريخه وآثار علمائه -

كتب: سالم بن حمدان الحسيني -

كرمت كلية العلوم الشرعية صباح أمس الفائزين في مسابقة ابن عمير للبحث العلمي في نسختها الثالثة عشرة والتي ترعاها مجموعة شركات ابن عمير ممثلة في مؤسسة ابن عمير للبحث العلمي والأعمال الخيرية وقد رعى فعاليات الاحتفال سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي.

استهل الاحتفال بآي من الذكر الحكيم للطالب اليقظان الرواحي بعدها ألقى الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحيم الزيني رئيس لجنة المسابقة وعضو هيئة التدريس بالكلية كلمة أشاد فيها باستمرار المسابقة التي كان لها أثر كبير في إضافة جو من البحث والاطلاع على الطلبة والطالبات ورفدا للمكتبة العمانية بالكثير من البحوث في موضوعات متنوعة، فضلا عن الغوص في مكنونات التراث العماني والعمل على دراسته واستخراج نفائسه.

عقب ذلك تابع الحضور عرضا وثائقيا رصد بدايات انطلاق المسابقة وأهم ما أحدثته من تأثير على جو البحث والاطلاع لدى طلبة الكلية من خلال عدد من اللقاءات، حيث أكد الشيخ زياد المعولي مستشار وزير الأوقاف والشؤون الدينية لشؤون الكلية والمدير العام لمعهد العلوم الشرعية –سابقا- إبّان انطلاق المسابقة على أن المسابقة أتت بمبادرة كريمة من الشيخ أحمد بن محمد بن عمير الهنائي منذ عام 2000 للميلاد، بهدف بث روح التنافس العلمي بين الطلبة وصقل مهاراتهم البحثية وتحفيزهم على الإنتاج ورفد دائرة المعارف الإنسانية بالمزيد من البحوث القائمة على مناهج علمية معتبرة، مؤكدا أن المسابقة فتحت طريقا نحو الطباعة لعدد من البحوث الفائزة في المسابقة على مدى السنوات السابقة. كما أكد الباحث فهد بن علي السعدي على ما قدمته له المسابقة من دعم معنوي نحو الاهتمام بتراجم العمانيين حيث عمل على طباعة بحثه الذي حصل على المركز الأول في النسخة الثالثة من المسابقة والذي خرج بعنوان «معجم شعراء الإباضية».

بعد ذلك ألقى الطالب زاهر بن سعيد السابقي قصيدة عبر فيها عن معاني الطموح والارتقاء لدى طالب العلم منوها بدور الشيخ أحمد بن محمد بن عمير في رعايته للعلم وأهله.

البحوث الفائزة

بعد ذلك استمتع راعي الحفل والحضور بمتابعة عرض وثائقي استعرض البحوث الفائزة في النسخة الثالثة عشرة المحتفى بها، مدعما بعدد من المشاهد التمثيلية، وخلال العرض تحدث الطالب جهاد بن جمعة الجابري الحاصل على المركز الأول عن بحثه «جهود الإباضية في علم الأصول» مؤكدا أن تلك الجهود في مجال علم أصول الفقه تعود إلى نتاج مكتوب وحلقات علمية، والنتاج المكتوب منه ما هو مطبوع ومنه ما هو مخطوط ومنه ما هو نثري وما هو نظمي، وقد حاول الباحث استقصاء ما كتبه علماء الإباضية بشكل مخصوص ليكون كتابا في علم أصول الفقه ككتاب طلعة الشمس للشيخ السالمي، وكتاب فصول الأصول للشيخ خلفان بن جميّل السيابي، وكتاب موارد الألطاف للشيخ عامر بن خميس المالكي، ومن إنتاجهم المخطوط كتاب «فتح الله: شرح مختصر العدل والإنصاف» الذي يؤكد الباحث أنه لو طبع لكان أكبر موسوعة في علم أصول الفقه، ويضيف الباحث: إضافة إلى الإنتاج المخصص في علم أصول الفقه فهناك الكثير من التعليقات والحواشي على كتب أصولية أو على مباحث أصولية في كتب فقهية، ومن جهود الإباضية أيضا عدد من الفتاوى في علم أصول الفقه، ومنها أيضا بعض الحلقات العلمية التي كان يعقدها بعض العلماء في موضوع أصول الفقه والتي كان يحضرها عدد من طلبتهم النابغين.

النظرة المقاصدية

ثم تحدث الطالب عبد العزيز بن زهير الفارسي الفائز بالمركز الثاني عن بحثه حول «النظرة المقاصدية في المسائل الزكوية»، مبينا الحِكَم التي من أجلها شرعت الزكاة، حيث تعمل الزكاة على بث أواصر الألفة والتعاون بين فئات المجتمع المسلم كما تعمل على تنمية المال وزيادته من خلال تدويره وتشغيله، فضلا عن أنها تعد كلمة السر في إزالة البغض والكراهية من القلوب بل تؤدي إلى تآلف أبناء المجتمع الواحد وتماسكهم، ويتجلى ذلك في عدد من مسائل الزكاة كمسألة ضم النقدين، ومسألة زكاة الفطر وغيرها.

أما الطالب خلفان بن يحيى الصوافي فقد تحدث في بحثه الحائز على المركز الثالث عن «الوجود الإباضي في العراق خلال القرون الثلاثة الأولى»، مؤكدا أن لهم أدوارا عدة في المجتمع المسلم آنذاك حيث طرقت أدوارهم مجالات السياسة والعلم والاقتصاد والزراعة وغيرها من المجالات، وتركوا عددا من الآثار العلمية والرسائل التي تتضمن كثيرا من فقههم وعلمهم الواسع وسعة اطلاعهم على مجريات عصرهم من مختلف النواحي.

مراحل المسابقة

مما يحسن ذكره أن مسابقة ابن عمير للبحث العلمي التي أكملت نسختها الثالثة عشرة تعد إحدى أبرز إسهامات القطاع الخاص ورجال الأعمال في دعم التنمية الثقافية والفكرية لدى طلبة مؤسسات التعليم العالي، وتنظمها وتشرف عليها كلية العلوم الشرعية. وتقوم إدارة الكلية بتشكيل لجنة من أعضاء هيئة التدريس لتقييم البحوث ومراجعتها، حيث تستعرض اللجنة في بداية عملها طلبات المشاركة في المسابقة وتقوم بدراسة موضوعات البحوث المقدمة وتعلن عن المقبول منها ليشرع الطلبة بعد ذلك في إعداد بحوثهم لمدة تقرب من عام كامل، بعد ذلك يقوم أعضاء اللجنة بتقييم البحوث المقدمة إلى اللجنة من خلال عدد من المعايير المتوافقة مع المناهج العلمية المعتبرة والمعاصرة للبحث العلمي، وتعلن على إثر ذلك نتائج البحوث الفائزة ليتوج أصحابها في حفل ختامي يقام خصيصا لهذا الغرض.

وتطرق موضوعات المسابقة أبواب البحث في جميع ما يتعلق بالمجتمع العماني وتاريخه وآثار علمائه، إضافة إلى القضايا المعاصرة وموضوعات لغوية وتاريخية وغيرها.