1000365
1000365
العرب والعالم

بيونج يانج تتهم واشنطن بدفع المنطقة إلى «حرب نووية» مع بدء تشغيل نظام «ثاد»

02 مايو 2017
02 مايو 2017

سول: صدور تقرير حول التحضير لإعادة توحيد الكوريتين -

عواصم - (رويترز - د ب أ): اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة أمس بدفع شبه الجزيرة الكورية إلى شفا حرب نووية بعد أن حلقت قاذفتان أمريكيتان فوق المنطقة في إطار تدريبات مشتركة مع القوات الجوية لكوريا الجنوبية.

وجرى إرسال الطائرتين القاذفتين وهما من طراز لانسر بي-1 بي وسط تصاعد التوتر بسبب مواصلة كوريا الشمالية برامجها النووية والصاروخية في تحد لعقوبات الأمم المتحدة وضغوط الولايات المتحدة.

وجاء تحليق القاذفتين في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه مستعد للاجتماع مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عندما تكون الظروف مناسبة.

كما تزامنت مع وصول مدير المخابرات المركزية الأمريكية إلى كوريا الجنوبية لإجراء محادثات مع مسؤولين هناك.

وقال مون سانج جيون المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في مؤتمر صحفي في سول إن التدريبات المشتركة تأتي لردع الاستفزازات التي تقوم بها كوريا الشمالية ولاختبار مدى الاستعداد لأي تجربة نووية أخرى.

وقالت القوات الجوية الأمريكية في بيان إن القاذفتين انطلقتا من جوام لتنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات الجوية الكورية الجنوبية واليابانية.

وقالت كوريا الشمالية إن القاذفتين نفذتا «تدريبا على إسقاط قنبلة نووية على أهداف كبيرة» في أراضيها في وقت يطالب فيه ترامب وآخرون من دعاة الحرب في الولايات المتحدة «بتوجيه ضربة نووية وقائية» للشمال.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أمس إن «الاستفزازات العسكرية المتهورة تدفع الوضع على شبه الجزيرة الكورية إلى حافة حرب نووية».

وتصاعدت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ أسابيع بسبب مخاوف من أن كوريا الشمالية قد تجري سادس تجاربها النووية في تحد لضغوط من الولايات المتحدة ومن الصين الحليف الكبير الوحيد لبيونج يانج.

وذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية، التي تدعمها الحكومة ولا تعبر بالضرورة عن موقفها أنه يتعين على الولايات المتحدة ألا تعتمد فقط على الصين في الضغط على بيونج يانج لحملها على التخلي عن طموحها النووي.

وأشارت الصحيفة إلى أن شهر أبريل قد يمثل «نقطة تحول» لكن «على واشنطن..الاستمرار في ممارسة ضغوطها في هذا الإطار».

يقظة واستعداد

وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية في سول إن مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وصل إلى سول لإجراء اجتماعات في السفارة ولقاءات مع قوات بلاده المتمركزة في كوريا الجنوبية.

ونقلت وكالة يونهاب في وقت سابق عن مصادر حكومية رسمية قولها إن بومبيو اجتمع بمدير المخابرات هناك ومسؤول كبير في الرئاسة.

وامتنع المسؤولون الكوريون الجنوبيون عن تأكيد التقرير.

وقال ترامب إنه «يشرفه» الاجتماع مع زعيم كوريا الشمالية.

وقال في تصريحات لتلفزيون بلومبرج أثارت انتقادات في واشنطن «إذا كان من المناسب لي الاجتماع به فسأفعل ذلك بالتأكيد. سيكون شرفا لي عمل ذلك».

ولم يحدد ترامب الشروط التي يجب توافرها لعقد مثل هذا اللقاء أو متى يمكن حدوثه لكن البيت الأبيض قال في وقت لاحق إن على كوريا الشمالية أن تلبي الكثير من الشروط قبل أن يتسنى التفكير في مثل هذا اللقاء.

وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض «من الواضح أن الظروف غير مواتية حاليا».

وأضاف: «لا أتوقع عقد مثل هذا (الاجتماع) قريبا».

في السياق جددت الصين أمس معارضتها نشر نظام ثاد الأمريكي المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية وحثت على وقفه فورا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في إفادة صحفية يومية دون الخوض في تفاصيل «سنتخذ قطعا كافة الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصالحنا».

وترى بكين أن الرادار الخاص بنظام ثاد يمكن استخدامه للتجسس على أراضيها برغم تطمينات واشنطن بأن النظام دفاعي محض.

وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين على بذل المزيد لكبح جماح البرنامج النووي والصاروخي لجارتها وأشاد في الآونة الأخيرة بجهود الرئيس الصيني شي جين بينج.

وما تزال حالة الحرب قائمة فعليا بين الكوريتين الشمالية والجنوبية إذ انتهت الحرب التي نشبت بينهما خلال عامي 1950 و1953 باتفاق هدنة وليس معاهدة.

وتهدد كوريا الشمالية دائما بتدمير الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

إلى ذلك برزت مساعي كوريا الشمالية لتطوير أسلحة نووية ونقص نزع السلاح في القوى العظمى كقضيتين رئيسيتين في مستهل مراجعة التحديات التي تواجه «معاهدة حظر الانتشار النووي» من جانب الدول الموقعة على المعاهدة والمجتمعة في فيينا أمس.

وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا في الأمم المتحدة في النمسا إن «التطوير النووي والصاروخي الكوري الشمالي قد وصل الآن إلى مستوى جديد ويشكل تهديدا حقيقيا للمنطقة والمجتمع الدولي». يشار إلى أن الاجتماع الذي يستمر لأسبوعين للدول الـ189 الموقعة على المعاهدة هو الأول من ثلاثة اجتماعات تمهيدية مقررة قبل مؤتمر للمراجعة الرسمية في عام 2020.

تم تأسيس معاهدة حظر الانتشار النووي في ستينيات القرن الماضي لمنع الدول التي لا تملك بالفعل أسلحة ذرية من تطويرها.

وفي المقابل، وعدت القوى الخمس التي كانت تملك أسلحة نووية في ذلك الوقت -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين- بالتخلص من الرؤوس الحربية في المستقبل وتبادل التكنولوجيا النووية المدنية مع الدول الأخرى.

ومع ذلك، لا تزال 15 ألف رأس نووية موجودة في العالم حتى اليوم.

وقالت دول الاتحاد الأوروبي في فيينا في بيان مشترك: «نشجع الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية على السعي إلى مزيد من التقليص لترساناتهما».

وبدأت 130 دولة مصابة بخيبة الأمل بسبب نقص نزع السلاح في مناقشة معاهدة جديدة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في مارس الماضي، والتي من شأنها فرض حظر مطلق على الأسلحة النووية.

وتقاطع الدول المسلحة نوويا هذه المحادثات حول حظر الأسلحة.

وطلب مبعوث الولايات المتحدة روبرت وود من الدول الأخرى في فيينا «تنحية المقترحات التي لا يمكنها الحصول على موافقة بالإجماع جانبا».

في موضوع مختلف أصدرت لجنة رئاسية مسؤولة عن شؤون التوحيد في كوريا الجنوبية، أمس تقريرا لخصت خلاله أنشطتها على مدار ثلاث سنوات، كما طرحت توجهات السياسة المستقبلية بشأن تحقيق الهدف الوطني النهائي لاعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية.

ونقلت وكالة الانباء الكورية (يونهاب) عن اللجنة الرئاسية للتحضير للتوحيد القول، إنها منذ تأسيسها في يوليو من عام 2014، ساعدت في التعاون المؤسسي بين الأجهزة الحكومية وخبراء القطاع الخاص، في إطار التحضيرات من أجل إعادة توحيد الكوريتين ورفع الوعي العام بضرورة إنهاء الانقسام في شبه الجزيرة الكورية.

وذكرت «يونهاب» أن اللجنة الرئاسية تتألف من 50 عضوا، وتضم في عضويتها إلى جانب الرئيسة السابقة، باك كون هيه - التي كانت تتولي مهام إدارتها - وزير التوحيد ووزير الخارجية وخمسة وزراء آخرين، بالإضافة إلى رؤساء مراكز بحثية تديرها الحكومة، و30 خبيرا في القطاع الخاص.

وكانت اللجنة اقترحت على الجانب الكوري الشمالي في ديسمبر من عام 2014، عقد مباحثات على المستوى الوزاري بين الكوريتين في يناير من عام 2015، لمناقشة القضايا العالقة مع بيونج يانج، بما فيها قضية لم شمل أسر الكوريتين التي فرقت بين أفرادها الحرب الأهلية في شبه الجزيرة الكورية في مطلع خمسينيات القرن الماضي.