1047339
1047339
آخر الأخبار

خميس الفهدي ... أول باحث عماني يحصل على الدكتوراة في الهوية الوطنية العمانية

02 مايو 2017
02 مايو 2017

2 مايو/ حصل الباحث خميس بن ناصر الفهدي على أول دكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف والتوصية بطباعة البحث في الهوية الوطنية العمانية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة بالمملكة المغربية، وجاء البحث الذي يعتبر الأول من نوعه بالسلطنة بعنوان " الهوية الوطنية العمانية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي فيها "، وتأتي هذه الدراسة في  ظل ما يشهده العالم من التغيرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الشاملة التي فرضها التطور التكنولوجي المتسارع، في عصر ثورة المعلومات والاتصالات، والتي جعلت دول العالم - العالم الثالث-  تواجه مشاكل وأزمات خطيرة تهدد وحدتها الوطنية بالانهيار والاندثار، ومن أخطرها أزمة الهوية الوطنية التي تتعلق بتكوين شعور مشترك بين أفراد المجتمع الواحد، الذي يجعلهم متميزين عن باقي المجتمعات، ومن هنا أصبحت الهوية الوطنية السمة المميزة للأمم والشعوب. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل في الوقت الحاضر، قضية تستحق الاهتمام والدراسة، نظرا إلى ما يترتب عنها من آثار ثقافية واجتماعية في البنى التقليدية للمجتمع البشري، لاسيما في المجتمعات المحافظة التي دأبت على نمط ثقافي تقليدي، حافظ على بنية المجتمع بعاداته وتقاليده وقيمه.

لقد سعى الباحث من خلال دراسته إلى الكشف عن طبيعة التغيرات في الهوية العمانية الناتجة من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي فيها، والكشف عن ملامح الهوية الوطنية، وترسيخ مفهومها ومحتوياتها التي نشأت عنها وفق التراث الثقافي العماني، وبيان صمودها في زمن التدفقات السريع ووسائل التواصل الحديثة وتعاطيها المستمر ، وتوجيه الطلبة الجامعيين العمانيين، نحو مفهوم الهوية الوطنية في ظل تنامي استعمال تقنيات وسائل التواصل الحديثة، في البنية العقلية العمانية في المرحلة الحالية وتحدياتها المستقبلية على المجتمع العماني.

ومن أهم النتائج التي توصل اليها الباحث هي تمسك الطلبة العمانيين الجامعيين بشعائر دينهم، مع قدرة استيعاب القيم الوافدة ودمجها وتكييفها فيما يتماشى مع القيم الدينية للمجتمع العماني بمنظور عصري يتطور باستمرار ، الضعف في بعض القيم الوطنية لدى الطلبة الجامعيين، على مستوى المكون التاريخي واللغوي وبدرجة أقل على مستوى الانتماء الوطني نتيجة التغيرات التي يشهدها المجتمع والتطور الذي يعيشه العالم، ما جعل الطلبة يتفاعلون مع هذا التطور سلبا. فمن جهة يشككون في كل ما يناقض هذا التطور، إذ يسبب انشقاقا فيما بينهم. ومن جهة ثانية فهم ينشدون وسائل تجعلهم قادرين على مسايرة التغير، كالتوجه نحو تعلم اللغة الإنجليزية. كما توصلت الدراسة الى ميل كثير من أفراد العينة إلى التخلي عن عادات وتقاليد الثقافة العمانية ،كل هذا لصالح الثقافة الوافدة التي تحولت إلى سلعة مربحة في نظر أصحابها، ويتجلى ذلك في نمط الملبس والمأكل وتقبل نمط الحياة العصرية كما تُسَوِّقُ له الشبكة العنكبوتية عبر وسائلها وبرامجها المختلفة.

وقد خرجت الدراسة بعدد من التوصيات أهمها نشر روح المواطنة وفكرها بين أفراد المجتمع وترسيخ قيم التعاون والمسؤولية المجتمعية لأنها تكرس قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، توحيد المناهج الدراسية الداعية للحفاظ على الهوية الوطنية كالتاريخ والجغرافيا والتربية الدينية والوطنية ، الاهتمام باللغة العربية خاصة في وسائل الإعلام لكي يتعود الأفراد على سماع لغتهم الأصلية، نشر الوعي الأسري لمتابعة استخدام الأبناء لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات والتوعية بآثار العولمة الثقافية ومخاطرها على هوية المجتمع ، تجديد الخطاب الديني للمؤسسات الدينية المختلفة في سلطنة عمان لدعم قيم احترام الأديان وترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر، إعداد الفرد القادر على إدراك مخاطر العولمة وتأثيراتها علي الهوية الوطنية والتعامل مع متغيرات العولمة دون انغلاق على الذات أو رفض الآخر، ضرورة استفادة حكومة سلطنة عمان من الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في الإعلان عن الخدمات مع ضرورة ترشيد استخدامها للعمل على الحد من آثارها السلبية الضارة للأسرة والمجتمع معا، ضرورة العمل على إبراز التراث المتمثل في الفنون والآداب والمعبر عن الهوية العمانية والترويج للحرف التقليدية العمانية والسياحة والفندقة   ، ضرورة الاهتمام بالرموز المعبرة عن الهوية الوطنية التي تبدأ بعلم البلاد ومجموعة الأدوات الخاصة بشخصية الرجل والمرأة في السلطنة (مثل الخناجر والسيوف والبنادق والملابس التقليدية وغيرها)، الاستمرار في تعزيز مقومات الهوية الوطنية العمانية والمتعلقة باللغة والدين والعادات الاجتماعية والتاريخ، تعزيز دور وسائل التواصل في قبول الثقافات الوافدة التحديثية مع ضرورة التمسك بالهوية الوطنية، زيادة الجرعات التثقيفية المتعلقة بأثر العولمة وتأثيراتها في الفرد والمجتمع، بناء استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تأثير دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الهوية الوطنية العمانية.