1000231
1000231
الرئيسية

لمـاذا ... نـفـوق السـردين فـي ســداب ؟

02 مايو 2017
02 مايو 2017

كتب- راشد شنون السيابي:-

لماذا نفقت أعداد كبيرة من أسماك السردين في منطقة سداب بمحافظة مسقط ومن المسؤول عما حدث. . وكيف يتعامل سكان المنطقة مع الروائح الكريهة خلال الأيام القادمة وما دور الجهات المعنية لتلافي مثل هذه الحالات التي أكد سكان وعضو مجلس الشورى وعضو المجلس البلدي أنها ستتكرر في المستقبل إذا لم توجد حلول جذرية لها وما دور وزارة البيئة خاصة أن نفوق السردين لم يكن بسبب برودة أو ارتفاع درجة الحرارة كما أشار بذلك الرأي العلمي.

فشاطئ سداب بعد أن كان واحدا من أفضل الشواطئ في مسقط بات اليوم ملجأ لنفوق السردين وللروائح الكريهة، وهو أحوج ما يكون إلى حلول سريعة. .!

أشار عدد من المسؤولين بالمنطقة إلى أن الموضوع لم يكن وليد اليوم بل سبق أن تمت مناقشته مع الجهات المعنية إلا أنه لم يكن هناك رد إيجابي حتى لا تحدث مثل هذه الحالات التي تضر الصيادين والمقيمين والبيئة. عمان كانت حاضرة في المشهد على شاطئ سداب وتابعت الموضوع.

الأعمال الإنشائية

قال سعادة علي الجابري عضو مجلس الشورى: لقد تأثر ساحل سداب بشكل كبير بعد الأعمال الإنشائية التي تنفذ وكاسر الأمواج الذي تسبب في انغلاق الساحل وعدم تجدد مياهه، فبعدما كان ماء البحر متجددا أصبح راكدا وتحول إلى وحل تنبعث منه الروائح الملوثة للجو والمضرة بالصحة بالقرب من الساحل، ومما زاد الطين بلة هو حركة أفواج من أسماك السردين خلال اليومين الماضيين التي تقدر بأعداد كبيرة والتي أصحبت ثروة سمكية مهدورة وانحباسها على الساحل وبين كتل الحصى المتناثرة على الساحل.

وأكد سعادته أنه سبق له أن تحدث مع مسؤولين بشأن الحالة المزعجة التي يبدو عليها ساحل سداب وتضييق مساحته وعدم تنظيمه والنواقص التي يطالب بها الصيادون، وذلك بعيد زيارة ميدانية قمنا بها برفقة مدير عام موانئ الصيد وعميد من شرطة عمان السلطانية بوجود جمع من الصيادين وأسفرت عن إعداد تصور وتصميم متكامل لإعادة تأهيل الساحل بما يخدم الصيادين، ولكن لم يترجم المقترح إلى واقع بحجة عدم توفر الموازنة، مع العلم أن مشكلة الساحل تزداد يوما بعد يوم ، وتؤثر على دخل والصيادين وكسب رزقهم من خلال مهنة الصيد، فأكثر من أسرة في منطقة سداب تعتمد في دخلها الشهري على ما يجنيه ويكسبه أبناؤها من خير البحر.

وقال: لقد التقيت مساء الأمس بمجموعة من الصيادين من أهالي المنطقة، وكان لديهم استغراب على عدم التفاتة الجهات المعنية ومعالجة الحالة التي يظهر عليها ساحل سداب وترسب المخلفات البحرية وانتشار الأحياء البحرية المضرة بين الصخور.

الاختناق سبب نفوق السردين

ولمتابعة الحالة من الناحية العلمية وفي سؤال لـ ( عمان ) عن أسباب نفوق أسماك السردين بكميات كبيرة في فترة زمنية قصيرة أكدت الدكتورة لبنى بنت حمود الخروصية مدير عام البحوث السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية أن حالة منطقة سداب تختلف، ففي الغالب في مثل هذه الحالات ينظر ان السبب يعود إلى ازدهار الطحالب بينما منطقة سداب منطقة شبه مغلقة، وبعد اتجاه الأسماك لم تجد منفذا للخروج فأدى ذلك إلى نقص الأوكسجين بشكل حاد لهذا فإن انخفاضه هو السبب المباشر في نفوق السردين.

تضيف الدكتورة لبنى الخروصية: عندما يكون هناك بلاغ من مركز العلوم البحرية والسمكية والمختصون بقسم البيئة البحرية وعلوم المحيطات يتجهون إلى موقع الحالة ثم يجمعون العينات النافقة بالإضافة إلى الماء مع أخذ البيانات الفيزيائية وهي الأوكسجين ودرجة الحرارة ودرجة الملوحة وأخذ العينات النافقة إلى المختبرات ونحللها لمعرفة إذا كان هناك تلوث. . ونبحث عن الأسباب هل كانت ملوثة أو غير ملوثة ونأخذ العوالق النباتية والحيوانية وهل هي سامة أو غير سامة ثم يتم إرسال التقرير إلى الجهات المختصة ونعمل توعية للصيادين والمستهلكين بأنها غير صالحة للاستخدام الآدمي.

تضيف: أما فيما يتعلق بالحالة التي تمر بها منطقة سداب الآن فالاختناق هو السبب لأن الموقع ضيق والدخول والخروج صعب جدا، وهذه الحالة يمكن أن تتكرر في المستقبل؛ لأن نسبة التيارات المائية وتقلبات المياه تكون ضعفية.

القضية ليست وليدة اليوم

ويؤكد قيس محمد المعشري ممثل المجلس البلدي لمحافظة مسقط: إن القضية ليست وليدة اليوم بل الأمر قديم جدا، وتم مخاطبة الجهات المعنية التي هي بلدية مسقط وشرطة عمان السلطانية ووزارة الزراعة والثروة السمكية، وأيضا البيئة وذلك للوقوف على مشاكل الصيادين التي من ضمنها إغلاق مدخل الشاطئ إلى منطقة سداب وهذا بدوره تسبب في مشكلة ركود المياه التي ظلت بدون أوكسجين ولا تيارات مائية مما زاد من نسبة الطين خلال يومين فقط بنسبة كبيرة مما أدى إلى نفوق كميات كبيرة من أسماك السردين؛ لعدم تمكنها من الخروج، فظلت موجودة لفترة حتى نفقت فتسبب ذلك في خلق روائح كريهة وتلوث الشاطئ، ونطالب الجهات المختصة بإيجاد حلول للمشكلة في أقرب فرصة.

يضيف قيس المعشري: لقد كانت هناك مخاطبات إلى المعنيين بالأمر، ولم يصل أي رد، وأيضا كان هناك خطاب من المجلس البلدي موجه إلى المعنيين بالأمر، ولم يصل رد حول الموضوع.

المخاوف سبق أن تم طرحها

ويقول محمد هلال السيابي من سكان منطقة سداب ، عندما سمعنا عن المشروع وتواصلنا مع مكتب الوالي وتحدثنا عن هذا الموضوع كما تم التواصل مع مدير عام الثروة السمكية في تلك الفترة وطرحنا كل الحقائق ومن ضمن ما أكده المدير العام أنهم سيقدمون حلولا للأهالي أثناء وبعد نهاية تنفيذ المشروع ومن ضممنها استطالة للشاطئ كما تم مقابلة المسؤولين وتمت مناقشة كل الأمور التي من شأنها أن لا تضر الصيادين وهل يتم السماح للصيادين بالخروج والدخول في أي وقت لأنهم معتمدون على رزقهم في صيد السمك وطمأنونا أن المشروع سيكون صديقا للأهالي .

تم مخاطبة الجهات المعنية

ويقول عادل عبدالله سليم الهادي: لقد تمت مخاطبة الجهات المعنية منذ فترة وأكدنا لهم أن هذا المشروع مضر إذا استمر دون تعديل في كاسر الأمواج؛ حيث إنه على شكل دائري والمفروض يكون مقوسا مع جيوب أو ثغرات للتصريف تكون أكبر بثلاثة أضعاف عن الحالية لأنها صغيرة، وهذا يتسبب في اختناق الأسماك لأن التيارات المائية لا تدخل وماء البحر لا يتجدد.