كلمة عمان

زيارة جلالته للجامعة تكريس لدورها الوطني

01 مايو 2017
01 مايو 2017

قبل سبعة عشر عاما، وفي مثل هذا اليوم من عام 2000، تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - فقام بزيارته السامية إلى جامعة السلطان قابوس، وهو ما تحتفل به الجامعة اليوم، عبر فعاليات متعددة، برعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالله الهنائي مستشار الدولة.

وفي الوقت الذي حظيت فيه جامعة السلطان قابوس باهتمام عميق ومتواصل من جانب جلالة السلطان المعظم، باعتبارها الجامعة العمانية الأم، وواسطة عقد مؤسسات التعليم العالي العمانية، فإن الجامعة استطاعت بفضل الدعم السامي لها أن تقطع خطوات عديدة ومتتابعة، ليس فقط من أجل أن تكون على درجة عالية من الكفاءة العلمية والأكاديمية، والقدرة على حفر مكانتها بين الجامعات الرفيعة وفق أكثر من تصنيف، ولكن أيضا من أجل التجاوب مع احتياجات التنمية الوطنية، سواء بالحرص على تطوير البرامج القائمة، أو إضافة برامج مبتكرة تتجاوب مع تلك الاهتمامات، وهو ما تعمل الجامعة على تحقيقه بشكل دائم ومتواصل.

من جانب آخر فإنه مع زيادة عدد الكليات في جامعة السلطان قابوس، وزيادة عدد الطلاب والخريجين، عاما بعد عام، ازداد عدد الكوادر البحثية العمانية في هيئات التدريس في الكليات المختلفة، وفي مراكز البحوث التي شجع جلالته - أبقاه الله - على فتحها، ودعم البحوث الاستراتيجية التي تقوم بها، كما يقوم برنامج الابتعاث لدراسة تخصصات متقدمة تحتاجها التنمية الوطنية في الحاضر والمستقبل أيضا، بتشجيع النابهين من أبنائنا وبناتنا الباحثين عن التقدم وشق طريقهم لاكتساب أفضل المعارف في كثير من الجامعات المرموقة دوليا، والعودة للانضمام إلى مسيرة العطاء والتنمية والبناء التي تنطلق بخطى ثابتة لبناء حياة أفضل للمواطن، أينما كان على امتداد هذه الأرض الطيبة.

وبينما كرست الزيارة السامية لجلالة السلطان المعظم لجامعة السلطان قابوس الدور الوطني للجامعة ليس فقط على صعيد تعليم وإعداد أبنائنا وبناتنا، ليكونوا مواطنين صالحين، وقادرين على شق طريقهم بكفاءة في مجالات العمل المختلفة، فإن الإيمان العميق بأهمية التفكير والبحث العلمي وضرورة الاستفادة به في التعامل مع مختلف القضايا والمشكلات، في مختلف القطاعات، خدمية وإنتاجية وغيرها، جعل من جامعة السلطان قابوس بيت الخبرة العماني الذي تستعين به العديد من الهيئات والوزارات والمؤسسات، حكومية وغير حكومية، لوضع البرامج وحل المشكلات واقتراح خطط التعامل الصحيح مع العديد من القضايا التي تطرح نفسها في كثير من مجالات العمل والتنمية الوطنية، خاصة أن الجامعة يتوفر لها الكثير من الإمكانيات الرفيعة والمتطورة بشريا وتقنيا وأكاديميا؛ لتقوم بهذا الدور الوطني الحيوي والمحمود. ولم تكن مصادفة أبدا أن تحرص جامعة السلطان قابوس على تطوير تعاونها العلمي والأكاديمي مع العديد من أبرز الجامعات الأوروبية والأمريكية وعلى امتداد العالم، وهو ما يعود بالخير على الوطن والمواطن في الحاضر والمستقبل أيضا.