صحافة

رحيل جماعي وانهيار «الخلافة»

01 مايو 2017
01 مايو 2017

منذ تدهور أوضاع تنظيم داعش في سوريا والعراق، بدأ المقاتلون الأجانب يتركون سفينة التنظيم قبل أن تغرق. ونشرت صحيفة «الجارديان» تقريرًا حصريًا على الصفحة الأولى بعنوان «الخروج الجماعي للمقاتلين الأجانب يضعف تنظيم داعش»، ذكرت فيه أن عددًا كبيرًا من المقاتلين الأجانب والمتعاطفين مع التنظيم بدأوا التخلي عنه ومحاولة دخولهم الأراضي التركية. وأن بريطانيين اثنين على الأقل وأمريكي انضما إلى هذا الرحيل الجماعي الذي يستنزف الرتب القيادية في الجماعة الإرهابية، وتم إلقاء القبض عليهم عند الحدود التركية.

ونقلت الصحيفة عن ستيفان اريستيدو، الذي يعتقد انه في العشرينات من عمره وينحدر من أصول يونانية، وزوجته البريطانية البنجلاديشية الاصل، وهما من سكان منطقة انفيلد شمال لندن، انه «ذهب إلى سوريا للعيش هناك وليس للقتال.. وأنه كان يعيش في المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم في الرقة والباب اللتين تعدان من أهم معاقل التنظيم في سوريا».

وتقول الصحيفة إن إريستيدو وزوجته ومعهما الأمريكي كاري بول كليمان من فلوريدا استسلموا الأسبوع الماضي الى شرطة الحدود التركية بعد اكثر من عامين أمضوها في مناطق سيطرة داعش. كما غادر عشرات الأجانب الآخرين التنظيم مؤخراً، بسبب انهيار قدرة داعش على التمسك بالأرض التي استولوا عليها في سوريا والعراق، وألقي القبض على معظم الفارين عند الحدود التركية. ويعتقد ان من بين الفارين عددًا من الأسرى والمعتقلين.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية «نحن على اتصال بالسلطات التركية بعد اعتقال رجل بريطاني على الحدود التركية السورية». وأوضحت الصحيفة انه يمكن أن يواجه أي مواطن بريطاني تم القبض عليه بسبب القتال مع داعش اتهامات بموجب قانون الإرهاب، الذي يحمل عقوبة قصوى هي السجن المؤبد. أما العائدون من سوريا أو العراق فسيتم عرضهم على الشرطة لتقييم مقدار التهديد الذي قد يشكلونه والجرائم التي قد يرتكبونها، وقد يواجهون بعقوبة السجن ما بين 7 إلى 15 عامًا».

ويقول مسؤولون في تركيا وأوروبا: إن عددًا متزايدًا من عناصر داعش الذين انضموا إلى الجماعة منذ عام 2013 اتصلوا بسفاراتهم متطلعين إلى العودة. ويعتقد أن أعضاء آخرين ملتزمين أيديولوجيا كانوا عازمين على استخدام الهجرة إلى التسلل إلى تركيا ومن ثم السفر إلى أوروبا سعيًا للانتقام من الخلافة المتداعية، مما يثير مخاوف متجددة من الإضرابات في القارة.

وتعتقد وكالات الاستخبارات الغربية أن أعضاء بارزين من الذين انضموا إلى داعش من العديد من الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وأستراليا قد تم تهريبهم إلى أوروبا منذ أواخر عام 2014 حتى منتصف عام 2016، سافروا جميعهم تقريبا عبر تركيا.

ونقلت الصحيفة عن شيراز ماهر، نائب مدير المركز الدولي لدراسة التطرف في كينجز كوليدج: «على أوروبا أن تحافظ على مستوى حراسها. واضاف « من المرجح أن يصبح هذا التهديد أكثر حدة خلال الأشهر والسنوات المقبلة مع تصاعد الضغوط على تنظيم داعش». وأضاف: «لكن التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب بعد العودة إلى بلادهم لا ينبغي الاستهانة به».

وتقول الصحيفة: يعتقد أن ما يصل إلى 30.000 مقاتل أجنبي قد عبروا إلى سوريا للقتال مع تنظيم داعش. وتقدر الحكومة الأمريكية أن ما يقرب من 25 ألفًا منهم قتلوا منذ ذلك الحين. وانضم نحو 850 مقاتلا بريطانيا إلى تنظيم داعش أو جماعات جهادية أخرى مثل جبهة النصرة، وفي بعض الحالات الحرب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويعتقد أن حوالي نصف هؤلاء المقاتلين قد عادوا إلى المملكة المتحدة، وتوفي نحو 200 شخص.

وفي موضوع آخر كتبه للصحيفة باتريك وينتور بعنوان «عودة مقاتلي داعش يشكل تحديا كبيرا للمملكة المتحدة» قال فيه ان بريطانيا تستعد لعودة مئات المواطنين البريطانيين الذين ذهبوا للقتال مع تنظيم داعش بعد هزيمة متوقعة للتنظيم في العراق وسوريا. فمن المتوقع أن تسقط معاقل الجماعة الجهادية في الموصل بالعراق، والرقة في شمال سوريا بحلول الصيف. ويعتقد أن نزوح المقاتلين الأجانب من المنطقة قد حدث بالفعل.

ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي قوله: «من الممكن أن يعودوا من الخارج، وهم في غاية الخطورة والتخريب. التجربة الوحيدة التي لدينا هي التعامل مع الأطفال المحاصرين في الطوائف الدينية المتطرفة. انه تحد كبير لمحاكم الأسرة والرعاية الاجتماعية ».