الانتخابات والدعوة لحظر النقاب

يبدو أن نار العداء للإسلام الكامنة تحت الرماد بدأت في الظهور على السطح مع إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عن إجراء انتخابات عامة مبكرة في 8 يونيو المقبل. فقد تعهد أحد الأحزاب السياسية البريطانية بحظر تطبيق الشريعة الإسلامية وتجريمها، ومنع ارتداء النقاب، ضمن برنامجه الانتخابي.

صحيفة «الصن» ذكرت أن حزب استقلال المملكة المتحدة (UKIP) يتبنى ضمن برنامجه للانتخابات «برنامج الاندماج» الذي ينص على أن «ارتداء البرقع والنقاب خارج المنزل عائق للتوافق المجتمعي وخطر أمني»، وان الحزب يقترح أيضا تجريم الشريعة الإسلامية.

وقال زعيم الحزب بول ناتال: «كما ثبتت صحة سياستنا في إدراك عيوب الهجرة دون قواعد، وبشأن إضعاف ديمقراطيتنا بسبب عضويتنا للاتحاد الأوروبي، ستثبت صحتنا أيضا في الحاجة إلى المزيد من الحسم في التعامل مع التطرف، والدفاع عن القيم البريطانية. وليس من المسموح الخروج في الشوارع بأوجه مغطاة و الدخول للمصارف و الأماكن العامة، بهذا الشكل».

وسلطت صحيفة «التايمز» الضوء على تصريحات بول ناتال، بشأن ضرورة منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة في بريطانيا، باعتباره ليس مطلبا غريبا على حزب يميني متطرف، لكن ما يؤخذ على بول ناتال تناقض تصريحه مع تأكيده عام 2013 من أن حزبه لن يحظر ارتداء النقاب. لكنه برر تغيير موقفه بدواع أمنية تفرضها الظروف الراهنة والتهديدات الإرهابية.

وكان ناتال ادلى بتصريحاته في مقابلة مع برنامج يقدمه اندرو مار على شبكة «بي بي سي» أمس الأول، وفيها ذكر ان برنامج حزبه سيتضمن بندا بحظر النقاب. مشيرا إلى أن «فرنسا تواجه الآن مشكلة الإرهاب وستعمل قوات الأمن هناك بشكل أكثر فعالية في حال التقاط الكاميرات وجوه المواطنين. وقال يجب على المسلمين الاندماج في المجتمع الفرنسي، وإن حظر الحجاب سيضع حدا للشريعة التي تمثل نظاما قانونيا بديلا في البلاد».

وحول سؤاله عما إذا كان ينوي تحويل حزبه إلى حزب معاد للإسلام، اجاب بالنفي، وصب هجومه على المحاكم الشرعية في البلاد، معبرا عن رفضه التام لوجودها في مجتمع ليبرالي ديمقراطي غربي. وتابع: «جميع المساجد ستبقى مفتوحة لأن الحديث لا يدور حول إجراءات ضد المسلمين بل حول ضرورة اندماجهم في المجتمع». وفي الوقت نفسه تناولت صحيفة «الإندبندنت» في مقال كتبته ساجدة خان ما تتعرض له المسلمات في الغرب فيما يتعلق بنمط ملابسهن، خاصة حظر ارتدائهن للحجاب، وقالت إن منع الحجاب لن يدمج النساء المسلمات بالمجتمع الأوروبي، بل يجبرهن على الخروج من الحياة العامة والابتعاد عن المجالات التي تفرض عليهن هذه القيود. وذكرت الكاتبة إن حزب استقلال المملكة المتحدة سيخوض الانتخابات العامة على أساس المناداة بحظر النقاب. وعبرت الكاتبة عن ثنائها على رئيسة الوزراء تريزا ماي في دفاعها عن حق المرأة في ارتداء الحجاب على أنه يحق لها اختيار النمط الذي تريد فيما يتعلق بشكل ملابسها.