شرفات

ثرثرةٌ على وتر الغيم، وربابة المطر

01 مايو 2017
01 مايو 2017

مسعود الحمداني -

(1)

يقال إن وراء كل صخرة في عمان شاعر..

والحقيقة أن الشعراء فاق عددهم عدد الصخور ولكن لا نرى أثر أكثرهم.

(2)

نرى نصف الحقيقة، ويختفي نصفها الآخر خلف أدمغتنا..

لذا علينا البحث عن أدمغتنا إكراما للحقيقة.

(3)

الحزن هو ذلك الشعور المباغت الذي تولد أثناءه القصيدة.

(4)

نعشق الجمال، ونستسلم له.. ولكننا نفقده حين نكتشف الوجه الآخر له.. إنه القبح بشكل مختلف.

(5)

كان القلم سلاح الكاتب.. اليوم أصبح (الكيبورد) هو الفارس المدجج بالأسلحة.

(6)

لم نتعلم من النمل الصبر، ولم نتعلم من النحل النظام، ولكننا تعلمنا منهما اللسع.. هكذا نسيء للكائنات البسيطة.

(7)

القصيدة كائن أنثوي رائع.. تجعلك تستسلم لها دون إرادتك.. وتأخذك للبعيد.. إلى عالمها الموحش واللذيذ في آن معا.. ثم تتركك وحيدا.

(8)

العودة للحياة، هي عودة للموت من جديد.

(9)

مات الجاحظ تحت كتبه.. هكذا يتحول المعشوق إلى قاتل وقبر.

(10)

نحتاج إلى الكثير من القراءة.. لأجل كتابة القليل من الكلام.

(11)

(وعرفت أنني قُتلتُ

وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافنِ والكنائس

فتحوا البراميل والخزائن

سرقوا ثلاث جثثٍ

ونزعوا أسنانها الذهبية

ولكنهم لم يجدوني قط..)

لوركا الذي ما مات.. هكذا يخلد الشعر بعد أن تفنى الحياة.

(12)

(أتعلمين أي حزنٍ يبعثُ المطر

وكيف تنشج المزاريبُ إذا انهمر؟!!

وكيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟!!

بلا انتهاء ـ كالدم المراق، كالجياعْ

كالحب، كالأطفال كالموتى ـ هو المطرْ..)

حين تهبط حالة الحزن من السماء لا يمكن للشاعر أن يفلت القصيدة من قبضته.. هكذا كان السيّاب

(13)

الشعر بركان لا يمكن التنبؤ بثورته.. أو هو الثورة التي لا يمكن لنا التنبؤ باندلاعها.

(14)

(في ذلك الظلام تنوء الجبال بالحزن،

في تلك الشرفة المقابلة للظل تنكسر المرآة..)

هكذا يندفع الشعر من حالة الركود إلى حالة الانفجار العظيم.

(15)

كان الليل خازن أسرار العاشقين، والشعراء.. غير أنه لم يعد كذلك الآن..

أصبح (الهاتف) هو من يقوم بهذه المهمة!!.

(16)

نضع وصيتنا الأخيرة تحت مخدّة الليل، وننام طويلا.. بعد عمر مرهق بالعبث.

(17)

ثرثرة الشاعر الرائع قصيدة أخرى..

غير أن شعر الناثر البارع ثرثرة رديئة.

(18)

في كل الأحوال هناك قصيدة لم أقلها..

هي تلك التي لم أعشها بعد.

(19)

كلما نظرت إلى (الجُبّ) تذكرت يوسف وأخوته..

وتذكرت أن في قلب كل منا جُبّ عميق.. ندفن فيه ذكريات لا تخرج للحياة مرة أخرى.

(20)

الحقيقة أننا نعرف حقيقتنا متأخرين.. حين لا يمكننا إلا تعديل الأقنعة.. وتكملة الحياة.

(21)

يقول الليبراليون: إنه (لا سقف للحرية).. بينما يقول الواقعيون: إنه (لا حرية دون سقف)..

المشكلة أن السقف لم يعد قادرا على حمايتنا من شمس الحرية.

(22)

كلما أعود من القرية إلى المدينة.. أجد أن القرية تتلاشى.. وأن المدينة تلتهم كل ما خلّفته القرية ذات زمن.. حتى أصبحت القرى أكثر (تمدنا) من المدن نفسها..

يا لهول التصحر.

(23)

لأنك منّي،

كضلعي،

لأني /‏‏ أناي

لأنك عمرٌ سريعٌ،

إلى النجمِ يمضي،

وأنك عمري الذي لم أعشهُ،

تعلّمْ..

بأنّ الحياةَ قصيرةْ،

وأن الأماني كثيرةْ،

وأنّ الوصولَ إلى النهرِ،

صعبٌ..

فجدْ ذاتكَ الآنَ..

جدْ ذاتكَ الآنَ..

واحصد من البئر زادًا لعمركْ.

(من قصيدة إلى أكثر من محمد..)