عمان اليوم

فعالية خيرية لصالح جمعية «التدخل المبكر» في بر الجصة

30 أبريل 2017
30 أبريل 2017

«رسالة فرح» -

د. منى الشكيلية: علامات لفظية وغير لفظية تلاحظ على الطفل التوحدي في أشهره الأولى -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

نظمت عيادة الطفل السعيد بالتعاون مع شركة نوفالاك بشانجريلا بر الجصة، فعالية خيرية يعود ريعها لصالح جمعية التدخل المبكر لذوي الإعاقة لاستيفاء متطلبات الجمعية بعنوان «رسالة فرح»، وذلك يوم الجمعة الماضي برعاية صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد.

تضمنت الفعالية فقرات ترفيهية وتعليمية للأطفال وذويهم للتعريف بالتوحد، وذلك لغرس ثقافة التبرع في نفوس الأطفال، من خلال خيمة سينمائية عُرض فيها فيلم قصير لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الطفل التوحدي في المدرسة أو في المجتمع ككل، واعتباره طفلا سويا شأنه شأن غيره من الأطفال، بالإضافة إلى مسابقات ترفيهية، وفقرة عرض أزياء للأطفال.

وأوضحت الدكتورة منى بنت سعيد الشكيلية، استشارية طب نفسي للأطفال والمراهقين بمستشفى المسرة، ماهية التوحد وأعراضه، وكيفية التعامل مع الطفل التوحدي، وأن التوعية والتشخيص الدقيق للمرض ساعدا في توسع معرفة الناس بهذا المرض، وقالت الشكيلية: «تتحدد أهم علامات المرض التي تظهر على الطفل المصاب بطيف التوحد، في الجوانب غير اللفظية التي قد يلاحظ أن الطفل التوحدي في عمر 6 أشهر لا يتواصل بصريا مع أمه، ومن المفترض أن يبدأ الطفل «المناغاة» في عمر 7 أشهر، ولكن الطفل التوحدي يكون لديه تأخر في هذا الجانب، ويبدأ الطفل في عمر السنة أو أكثر بمناداة أمه وأبيه، ولكن الطفل التوحدي لا يكثر من مناداتهما، كما يظهر أن الطفل التوحدي يهتم بالأشياء أكثر من اهتمامه بالأشخاص، ولا يستجيب كثيرًا لابتسامة والديه، وممكن أن تكون لدى الطفل التوحدي حركات غريبة كأن ينظر كثيرا إلى يديه، ويلمحهما لوقت طويل، كما أنه ممكن أن يكون نظره متمحورا في لعبة واحدة، وقد يقضي ساعات ينظر إليها، ويمكن أن يكون جانب التواصل اللفظي ضعيفا لدى الطفل التوحدي، بحيث يكون لديه تأخر في النطق، وقد تكون لديه حصيلة كلمات لا يستخدمها بطريقة مناسبة، كما أنه قد لا يفهم كثيرا التعابير بشكل عام، ومحدودية الاهتمامات كأن يركز مثلا على لعبة السيارة وتكون محور اهتمامه ويقضي ساعات على تلك السيارة، وطريقته في اللعب قد لا يكون فيها هدف واضح، كأن يعمل على صف الألعاب في سلسلة طويلة ويجعل المتشابهة جنب بعضها، والمحدودية في التصرفات كأن يقوم بالدوران حول نفسه أو الرفرفة أو التصفيق طوال الوقت، إضافة إلى أنه يقوم بروتين جامد لا يتغير، كأن يأكل أكلة معينة ويلبس ملابس معينة ويتضايق من أي تغيير، ويتحسس من الأضواء أو الأصوات المزعجة وغير المحببة، والتي قد تكون طبيعية بالنسبة للآخرين».

وأوضحت الشكيلية أن النسخة الأخيرة من التشخيصات تشير إلى أن هناك عدة فئات للتوحد، الفئة الأولى يعتمد فيها الطفل التوحدي كليا على غيره وهي فئة بسيطة، والفئة الثانية وهي الأشمل، ويعتمد خلالها الطفل جزئيا على غيره، بحيث إن هناك أشياء يستطيع فعلها بنفسه وأشياء أخرى يحتاج فيها إلى مساعدة، والفئة الأخيرة قد يصل خلالها الطفل لمرحلة أنه يشبه الأطفال العاديين بحيث لا يعتمد على الأسرة أو الأشخاص من حوله كثيرا، كالقدرة على القراءة والكتابة ودخول المدرسة والقدرة على الاعتماد على نفسه بشكل كلي.

وأكدت صاحبة السمو الدكتورة خولة بنت جلندى آل سعيد، طبيبة استشارية زائرة بعيادة الطفل السعيد، في تخصص الجهاز الهضمي والكبد للأطفال، على أهمية التشخيص المبكر والتدخل المبكر لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد، وأشارت إلى أهمية استمرار جهود جمعية التدخل المبكر لذوي الإعاقة في خدمة الأطفال، لما للتدخل المبكر من الأثر الكبير في انخراط الطفل في المجتمع، وأوضحت أن التشخيص قد يشمل علاج النطق أو العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي وتعديل السلوك.

وتقوم الجمعية بدور توعوي لتغيير المفاهيم السلبية نحو هذه الشريحة من الأطفال ذوي الإعاقة من خلال البرامج الإعلامية لتوعية المجتمع بقضية الإعاقة، وتعمل على تَزويد الأطفال ذوي الإعاقة بجميع الفرص الممكنة للتَمتع بحقوقهم، والاندماج والانخراط في المجتمع كأفراد، وتسعى الجمعية إلى توسيع دائرة خدماتها لعدد أكبر من الأطفال، وتغطية منطقة جغرافية أوسع، والعمل مع شريحة واسعة من الإعاقات المختلفة للقيام بالدور التوعوي.

وتظهر أعراض اضطراب طيف التوحد على بعض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد ينمو أطفال آخرون مصابون بذلك الاضطراب بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من حياتهم، ولكن فجأة يصبحون انطوائيين أو عدائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها بالفعل، ويتميز كل طفل مصاب باضطراب طيف التوحد بنمط سلوكي فريد، ومستوى معين من حدة الاضطراب، يتأرجح بين انخفاض وارتفاع الأداء الوظيفي، قد يصعب تحديد مستوى حدة الاضطراب لدى الطفل أحيانا، نظرًا للمزيج الفريد من الأعراض الذي يظهر على كل طفل على حدة، ويؤثر اضطراب طيف التوحد في كيفية إدراك الطفل للآخرين والاندماج معهم، ويتجلى هذا الاضطراب في جوانب أساسية من نموه مثل التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي.