كلمة عمان

نهج يعزز السلام والحوار بين الشعوب

30 أبريل 2017
30 أبريل 2017

ليس من المبالغة في شيء القول بأن السلطنة ، استطاعت على مدى العقود الماضية ، ان تقدم نموذجا متكاملا ومتعدد الجوانب ايضا لسياسات تقوم على مبادئ وقيم التسامح والسلام والحوار وقبول الآخر ، والتعاون في كل ما يمكن ان يعود بالخير على البشرية جمعاء ، وذلك ترجمة وتنفيذا لقناعات عميقة ، ورؤية شاملة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - حول الإسهام الحضاري العماني ، و أهمية وضرورة استعادته ودعمه وتعميقه ، لصالح السلطنة ، مواطنا ومجتمعا ودولة ، ولصالح الدول والشعوب الشقيقة والصديقة من حولها أيضا .

وليس من المصادفة في شيء ان يتحول ذلك الى ممارسة عملية ، والى مواقف وسياسات عمانية ، واضحة وملموسة وصريحة كذلك ، تمتد من الصعيد الداخلي ، الى المجالات الإقليمية والدولية ، وان تتسع لتشمل العديد من القضايا الإقليمية والدولية ، وبما يسهم في توفير افضل مناخ ممكن لتحقيق مزيد من التعاون والتقارب والفهم المتبادل بين الدول والشعوب ، وبما يعزز روح التسامح والحوار وقبول الآخر ، في إطار من الاحترام المتبادل والقبول بالتعددية الثقافية ، بعيدا عن التعصب والتطرف والاستقطاب الحاد ، الذي يثير الكثير من الخلافات، والمشكلات والمواجهات التي تدفع الشعوب ثمنها في النهاية .

واذا كان هناك بالفعل العديد من المواقف العمانية المعروفة والناصعة في هذا المجال ، فانه يمكن الإشارة الى أمرين ، يعبران عن هذا النهج ، الذي أرساه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - ابقاه الله - وذلك من واقع التطورات والأحداث الجارية التي نعيشها ، في خضم ما تمر به المنطقة من احداث ومواجهات ساخنة ، وقوافل مهاجرين ونازحين ومعسكرات إيواء لمئات الآلاف الذي يتهددهم الخوف والجوع والشعور العميق بالخطر ، ويتطلعون الى عودة السلام والأمن والاستقرار ليعودوا الى مرابعهم التي تركوها مرغمين .

الامر الاول هو مغادرة السفينة « شباب عمان الثانية « امس في رحلتها الثالثة الى عدد من المدن الأوروبية ، حاملة رسالة السلام والصداقة العمانية ، الى الدول والشعوب الصديقة التي ستتوقف في موانئها ، وهي رحلة تستمر لستة اشهر، تشارك فيها السفينة « شباب عمان الثانية « ، في منافسات دولية للسفن الشراعية ، والتي حققت فيها نتائج باهرة على مدى الأعوام الماضية. وبالطبع يقوم طاقم السفينة والمتدربون على متنها ( 90 شخصا ) بتقديم العديد من العروض للتعريف بتقاليد وقيم وتاريخ الشعب العماني و إسهامه في الحضارة الإنسانية في مراحلها المتتابعة .

اما الامر الثاني فإنه يتمثل في الكلمة التي ألقتها المندوبة الدائمة للسلطنة لدى منظمة اليونسكو ، خلال اجتماع الدورة 201 للمجلس التنفيذي لليونسكو في باريس ، والمستمر حتى الخامس من مايو الجاري ، والسلطنة عضو فيه . ومما له دلالة عميقة ان السلطنة أكدت في كلمتها على مبادئ التسامح والحوار وتقبل الآخر والتعاون بشفافية التي تلتزم بها السلطنة ودعوة الدول الأخرى لأن تحذو حذوها ، من اجل عالم افضل وتفهم أعمق وتعاون اكبر، والعناية بالطفولة و إشراك الشباب في صنع القرار ، لتحقيق خير كل الدول والشعوب في الحاضر والمستقبل ، ودفع برامج اليونسكو على أسس و أبحاث علمية وبوسائل حديثة لتحقيق غاياتها ، ويظل هذين الأمرين مجرد نموذجين لنهج واع ومتواصل تتبناه السلطنة في سياساتها ومواقفها خليجيا وعربيا وإقليميا ودوليا ، وهو ما تحصد ثماره الطيبة بالفعل .